مقالات الرأي

رؤية الحزب الشيوعي النقدية لمخرجات مؤتمر ايوا للسلام والديمقراطية ٢٠-٢٣ اكتوبر ٢٠٢٣م (٥)


بقلم: الصادق علي حسن

الهبوط الناعم :
كتب الزميل المحترم الأستاذ آدم شريف عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي تعليقا على المقالات الأربعة السابقة التي نشرها الكاتب حول رؤية الحزب الشيوعي النقدية لمخرجات ايوا ، وقد وصفها بالموضوعية ، وذكر بانه تناول بعض ما ورد بالمقالات المذكورة على عجالة لأنه في حالة نزوح وتشرد كما وعد بالتناول المستفيض لاحقا، وفي تناوله على عجالة ذكر الآتي :
اولاً . إن استعادة الثورة التي يقصدها الحزب الشيوعي لا تعنى إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء واستدعاء ديسمبر ٢٠١٨ وحتى يناير ٢٠١٩، فالاستعادة المقصودة (بحسبما ذكر) هي تحقيق اهداف وشعارات ثورة ديسمبر المجيدة التي سرقها العسكر والمتهافتين للسلطة من قوى (قحت) ، وعن المجتمع الدولي المعني ، ذكر بان المقصود منظومة العولمة التي صار قطبها النموذج الأمريكي في عقابيل تفرق الإتحاد السوفيتي أيدي سبأ… وفي السياسة الأمريكية تجاه السودان ذكر ان أطروحات السفير الأمريكي بمكتب المبعوث الأمريكي للسودان الأسبق ليمان والتي اسماها بالهبوط الناعم تمثل السياسية الأمريكية تجاه السودان ، وان المشروع الأمريكي يهدف إلى تغيير نظام الإنقاذ من حيث الأشخاص بآخرين مع بقاء ذات السياسات ومصالح رأس المال العالمي ووكلائهم الاقليميين واذيالهم بداخل السودان.
ثانيا. أما بشأن المؤسسات الحقوقية كمجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان فقد ذكر الأستاذ شريف بان الحزب ظل يقرظ عملها ويدع للتعاون معها .
ثالثاً. ذكر الأستاذ شريف ، إن التاريخ لا يعيد او يكرر نفسه وإنما وقائعه واحداثه تتطور وان تشابهت في بعض جزئياتها والحال كذلك في الدعوة لاستعادة دستور ١٩٥٦ تصبح غير ذات جدوى فقد تغيرت معطيات كثيرة وجرت مياه كثيرة تحت الجسر منذ ذلك الوقت حتى الآن،، ولمعالجة اوضاع وقضايا السودان في كافة اجزائه وربوعه ولبناء دولة دولة يسودها الحرية والعدالة والمساواة ذكر بان الحزب الشيوعي السوداني يطرح المؤتمر الدستوري الجامع،،، الذي يقرر نظام الحكم في السودان وشكل الدولة والتوزيع العادل للسلطة والثروة لكل مواطنيه غض النظر عن انتماءاتهم السياسية او الاثنية او الثقافية.
وختم بالآتي (هذه مساهمة عجلى وسوف أعود لمقالاتك بالرد المسهب متى سنحت ظروفي بالاستقرار) .
الأستاذ آدم شريف عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الآن نازحا وخرج من مدينة نيالا مع اسرته بعد ان تعرض لإنتهاكات جسيمة ، كما تم نهب منزله ومقتنياته الشخصية وعربته بعد الإفراج عنه من المعتقل، وهو في ظروف المعاناة والمشاق اقتطع من الوقت ليتناول بالتعليق التوضيح الذي اثرى به النقاش فله التقدير.
لقد اوضح الأستاذ شريف ما الذي يقصده الحزب الشيوعي باستدعاء الثورة موضحا بان موقف الحزب الشيوعي غير مؤطر في دائرة ثورة ديسمبر كما فهم كاتب المقالات في تناوله لرؤية الحزب الشيوعي حول مخرجات مؤتمر ايوا، كما تناول ايضا رؤية الحزب الشيوعي للهبوط الناعم والتي وردت ضمن رؤية الحزب لمخرجات مؤتمر ايوا، وذكر بانه السياسة الأمريكية تجاه السودان ويهدف إلى تغيير نظام الإنقاذ من حيث الأشخاص بآخرين مع بقاء ذات السياسات ومصالح رأس المال العالمي ووكلائه واذيالهم بداخل السودان . صحيح ان ما ذكره الأستاذ شريف ان السفير ليمان له السبق في عرض ما اسماه بالهبوط الناعم وكان ذلك من داخل الخرطوم، ولكن حينما كان السفير ليمان يطرح فكرة الهبوط الناعم كوجهة نظر في المنتديات واللقاءات بالخرطوم ، كما في بعض الأحيان يتحدث عن ذلك الطرح بصورة مقتضبة من خلال تصريحات اعلامية لبعض وسائل الاعلام ، لا يوجد ما يشير بان طرح السفير ليمان عن الهبوط الناعم يمثل السياسة الأمريكية المعتمدة تجاه السودان، كما ان السياسة التي ظلت تطبقها اجهزة نظام الإنقاذ منذ إنقلابها في ٣٠ يونيو ١٩٨٩م ظلت مرجعيتها سياسات حركة الإسلام السياسي واطرافها هم ورثة د الترابي على السلطة ، لذلك الحديث بان السياسة الأمريكية تجاه السودان مبنية على الإبقاء على سياسات حركة الإسلام السياسي بالسودان قد لا يكون دقيقا . في هيئة محامي دارفور كنا قد التقينا بالسفير ليمان عدة مرات اثناء مباشرته لمهامه بالخرطوم ، وكان ليمان يتحدث عن توسيع دائرة المشاركة او ما يعرف بالإغراق ويرى من خلال الإغراق احداث التغيير في الأشخاص والسياسات العامة والإنتقال الديمقراطي السلس ، كما والراجح ان السفير ليمان استقى الفكرة نفسها كحل من خلال لقاءاته بقيادات التنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني السوداني واسس منها فكرته بعد ان فشلت الولايات المتحدة في تحديد خطط محددة للتعامل مع العملية السياسية في السودان لتعدد الأحزاب والتنظيمات السياسية والحركات المسلحة ، إن مشروع الهبوط الناعم قد يكون من اطروحات ليمان نفسه ولم يصل الطرح لدرجة اقراره بواسطة اجهزة الإدارة الأمريكية ،كما ولا يستبعد ان يكون هنالك آخرون في مكتب المبعوث الأمريكي للسودان وقتذاك او حتى الآن يرون في ذلك الطرح مدخلا لتسوية أزمات السودان ولكن الطرح المذكور لا يمكن وصفه بالمشروع الأمريكي المطروح لمعالجة الأزمة السودانية. كما وفي واقع الحال ليست للولايات المتحدة الأمريكية اي مشروع مطروح بمثلما ورد في رؤية الحزب الشيوعي ، كما وفي أي فترة يأتي فيها اي سفير من سفرائها المتعاقبين على سفارتها بالخرطوم او مبعوثا من مبعوثيها ، تبحث الولايات المتحدة عن استراتيجية مغايرة للتعامل مع الأوضاع المستجدة في السودان ، وفي السنوات الأخيرة لم تعد قضايا السودان موضوع اهتمام الرأي العام الأمريكي ولا تحظي قضاياه بأي مستوى معتبر لدى الإدارة الأمريكية التي تتأثر باتجاهات الرأي العام الأمريكي ، والآن الحرب في السودان تدخل في شهرها الثامن ، ولا اهتمام للراي العام الأمريكي بمثل ما كان يحدث في الحرب ومفاوضات جنوب السودان، والحرب ومفاوضات دارفور ، كما وليس من المتوقع ان تظهر قضايا الحرب الدائرة في السودان حاليا ضمن اهتمامات التنافس الإنتخابي القادم بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري عقب نهاية دورة الرئيس الأمريكي جو بايدن الرئاسية .
الأستاذ شريف يرى بان الدعوة لاستعادة دستور ١٩٥٦ تصبح غير ذات جدوى وان الحزب الشيوعي يطرح المؤتمر الدستوري الجامع ،،، الذي يقرر نظام الحكم في السودان وشكل الدولة والتوزيع العادل للسلطة والثروة لكل مواطنيه. الأستاذ شريف لم ينظر لدستور ١٩٥٦ باعتبار ان مرجعيته مشروع قواعد التأسيس، وحيثما تم تجاوز مشروع قواعد التأسيس لن تكون هنالك قواعد دولة متفق عليها. ولأهمية هذا الموضوع سنتناوله في مقالنا القادم وخطورة هذا الإتجاه.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x