مقالات الرأي

صهيل الخيل: ظهور القائد حميدتي اربك المشهد السياسي والعسكري في السودان

بقلم: د.عبد المجيد عبد الرحمن أبو ماجدة

“1”

بدون ايُّ مقدمات او تجهيزات برتكولية أو إعتلاءٍ للمنصة الاعلامية التي عادةً ما يعقد فيها الرؤساء والزعماء والمسؤولين الحكوميين ووزراء الخارجية مؤتمراهم الصحفية .
ظهر فجأءةً وبلا مقدمات وبرتكولات تنظيمية قائد قوات الدعم السريع الفريق اول محمد حمدان دقلو في حضرة الرئيس اليوغندي يوري موسفيني “عميد” الرؤساء الافارقة .

فكان لهذا الحضور “الانيق” لقائد قوات الدعم السريع دلالات ومعانٍ كبيرة ستظل عالقة باذهان الكثيرين من المتابعين والمهتمين بالشأن العسكري والامني والسياسي في السودان .
إنّ ظهور القائد حميدتي قد ادهش جميع المتابعين والمراقبين لاحداث الحرب والصراع المحتدم الآن في السودان .
إنّ الكثيرين من اصحاب حكومات الامتيازات التأريخية كانوا يظنون ظناً اشبه “باليقين” بانّ القائد محمد حمدان قد قُتل بًعيد ايامٍ من اندلاع الحرب اللعينة والعبثية كما يردد هذه العبارة الاخيرة كثيراً الجنرال “الفاشل” البرهان .


“2”
إنّ ظهور القائد الملهم الفريق اول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع في دولة اوغندا في ضيافة الرئيس الاوغندي يوري موسفيني قد اربك المشهد السياسي والعسكري والامني والدبلوماسي في السودان وفي محيطه الاقليمي والدولي .
الامر الذي اخرس السن الشامتين والقم اصحاب “الحلاقيم” الكبيرة الذين ظلوا يتمشدقون على القنوات الفضائية و”اللايفاتية” الداعمين للبرهان والفلول حجراً واسكت اصوات و”نعيق” الابواق الذين ملؤوا فضاءات وقنوات الدنيا ضجيجاً وصكوا مسامع المستمعين .
كما انّ ظهور “حميدتي” الجم كل الالسن والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي وبعض الساسة “المتنطعين” امثال مبارك الفاضل والسفير “الكذاب” والناشطين الذين اجزموا وحلفوا يميناً مُغلظاً بانّ قائد قوات الدعم السريع قد توفاه الله منذ بداية الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع .
عقب اللقاء الذي جمع الرئيس موسفيني وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان غرد الجنرال الاصلاحي “حميدتي” على حسابه على منصة إكس “X” قائلاً فيه :-
“سعدتُ اليوم بزيارة جمهورية أوغندا الشقيقة ولقاء فخامة الرئيس يوري موسيفيني.
ناقشنا خلال اللقاء تطورات الأوضاع في السودان وما ترتب على ذلك من معاناة للشعب السوداني .
قدمتُ لفخامة الرئيس موسفيني شرحا مفصلاً حول أسباب نشوب الحرب التي أشعلها الفلول بمعاونة قياداتهم في القوات المسلحة والجهات التي تعرقل الحل وتدعم استمرار الحرب.
طرحت أيضًا رؤيتنا للتفاوض ووقف الحرب وبناء الدولة السودانية على أسس جديدة عادلة.
الرئيس موسفيني أكد دعمه الكامل لشعبنا والعمل على دفع جهود تحقيق السلام والاستقرار في السودان مشيراً إلى أنه سوف يسخر كافة إمكانياته وعلاقاته لمساعدة السودانيين على تجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخهم.
نشكر فخامة الرئيس موسفيني على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة كما نشكر الشعب الأوغندي على تضامنهم واستضافتهم أعداد كبيرة من السودانيين الذين دفعتهم ظروف الحرب لمغادرة السودان.
لا زلنا متمسكين بمخرجات قمة رؤساء الإيقاد التي انعقدت في جيبوتي وسنمضي في تنفيذ ما التزمنا به من أجل إنهاء الحرب ورفع المعاناة عن كاهل شعبنا واستعادة الأمن والاستقرار لبلادنا”.


“3”
في خضم هذه الاحداث المتلاحقة بظهور قائد قوات الدعم السريع في دولة اوغندا وهذا الظهور اصبح حديث الساعة بحيث افردت له القنوات العالمية مساحة واسعة من التحليلات “المتعمقة” من المحلليين السياسيين والاستراتيجيين والاعلاميين والامنيين ووكالات الانباء العالمية .
إنّ قائد قوات الدعم السريع قد انهي جولته مع الرئيس موسفيني توجه بعدها مباشرةً الى دولة اثيوبيا وكان في إستقباله نائب رئيس الوزراء الاثيوبي وزير الخارجية استقبالاً رسمياً .
التقى بعدها برئيس وزراء اثيوبيا ابي احمد كان اللقاء اخوياً تناول فيه الجانبان قضيتي الحرب والسلام في السودان والعلاقات الازلية بين شعبي البلدين الشقيقين الجارتين والمصالح الاستراتيجية المشتركة بينهما .
شكل ظهور قائد قوات الدعم السريع بدولتي اوغندا واثيوبيا صدمة كبيرة على فلول النظام البائد ومفاجأة من العيار الثقيل أذهلت الاقلام المأجورة لنظام الإنقاذ التي ظلت تروج لموت حميدتي وتصرخ في محاولة يائسة منها للهروب من الهزائم العسكرية المتكررة والانتصارات الباهرة لقوات الدعم السريع في كل المعارك القتالية .
إنّ خطابات قائد قوات الدعم السريع ورسائله التي يرسلها الي الخارج يشير فيها دائماً وابداً على ضرورة وقف الحرب وكانت رؤيته واضحة وثاقبة في كل المنابر والمحافل الاقليمية والدولية فكانت رسالة قائد قوات الدعم السريع للأمم المتحدة في جلسة الجمعيه العمومية الاخيرة او عبر وفده المفاوض في منبر جدة أو من خلال رسالته المكتوبة الى رؤساء منظمة الايغاد في اجتماعهم الاخير بشأن الحرب في السودان كل ذلك يأتي رغم تقدم قوات الدعم السريع على الأرض وتمددها في مناطق سيطرتها التي تشمل اقليم دارفور وكردفان والخرطوم وولايات وسط السودان .
زيارة قائد قوات الدعم السريع لاثيوبيا تمثل نقطة تحول مهمة في الحرب الدائرة في السودان لان أديس أبابا بها مقر الإتحاد الأفريقي الذي يعتبر اكبر مؤسسة اقليمية في القارة الافريقية وتقع على عاتقه مسؤوليات عظيمة لتحقيق الامن و السلام والتنمية المستدامة ولكون الجارة اثيوبيا دوله مهمة جداً للسودان من واقع القرب الجغرافي والمصالح الإستراتيجية المشتركة وتاثيرها وتأثرها الأمني والإقتصادي والاجتماعي والسياسي واهتمامها المتزايد بما يجري في السودان .
إنّ الاهتمام الاثيوبي اللافت للمراقبين والاستقبال الرسمي للحكومة الاثيوبية والارتياح الشعبي بزيارة قائد قوات الدعم السريع لاديس ابابا .
من ناحية اخرى فإنّ سر الاهتمام بهذه الزيارة يؤكد نجاحها كما انه يعكس مكانة قائد قوات الدعم السريع في إفريقيا عامة واثيوبيا خاصة ومتانة العلاقات الاخوية بين رئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو.


“4”
من المتوقع ان يلتقي قائد قوات الدعم السريع الفريق اول محمد حمدان دقلو رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك رئيس الكتلة الديمقراطية الحالي.
يقول المراقبين بانّ اللقاء مع دكتور حمدوك يناقش قضايا تتعلق بالحرب والسلام وكيفية تهيئة الاجواء لحوار جامع لا يستثني إلاّ عضوية النظام البائد يُقدم فيه مقترحات للحلول العسكرية والسياسية في السودان .
كما يرى المراقبين بانّ زيارة قائد قوات الدعم السريع قد تشمل كذلك دول عربية صديقة وشقيقة يهمها العمل على ايقاف الحرب واستباب الامن والسلام المستدام وديمومته.
إنّ زيارة قائد قوات الدعم السريع المرتقبة لبعض الدول العربية قد تضع حداً للقتال الدائر الآن بين الجيش والدعم السريع بصورة نهائية وتُهيء الاجواء للمفاوضات بمنبر جدة تُفضي في نهاية المطاف الي سلام وامن وإستقرار.
إنّ ظهور قائد قوات الدعم السريع في دولة اوغندا وإلتقائه بالرئيس الاوغندي يوري موسفيني وذهابه الي اثيوبيا وإلتقائه برئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد قد اربك المشهدين العسكري والسياسي في السودان بل ترك تساؤولات كبيرة عن كيفية ادارته للحرب في السودان وطيلة اشهر الحرب التي امتدت لتسعة اشهر ظل القائد حميدتي مع ضباطه وعساكره يخوضون المعارك بحنكة وصبر وتجلد الامر الذي جعل ابواق الفلول يتخبطون يمنةً ويسرة باحثين عن الحقيقة الغائبة عنهم وعن محل وجود القائد الملهم الفريق اول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع.

كاتب وباحث سوداني
Abdulmajeedaboh@gmail.com

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x