مقالات الرأي

صهيل الخيل: السقوط الدراماتيكي لفرق الجيش وخطاب البرهان ببورتسودان

بقلم: د/ عبد المجيد عبد الرحمن أبو ماجدة

“1”

يبدو انّ السقوط المدوي للفرقة الاولى للجيش السوداني بولاية الجزيرة وفي عاصمتها ودمدني وكل المحليات والمدن التابعة لها وبسرعة مذهلة كشفت للعالم ضعف ووهن القوات المسلحة وعدم مقدرتها على الصمود والقتال ومنازلة قوات الدعم السريع .

إنّ هذا السقوط الدرامي للفرقة الاولى وحامياتها “بود مدني” فتح شهية مقاتلي قوات الدعم السريع “الجاهزية” وجعلها تتقدم نحو الولايات الاخرى وبصورة مسرعة لاسقاط ما تبقى من الفرق بهذه الولايات المجاورة لولاية الجزيرة خاصة ولايتي “النيل الابيض وولاية سنار وولاية القضارف” المتاخمات لولاية الجزيرة .

إنّ الانباء والاخبار تتوارد تتراً حول تطويق هذه الولايات وسقوطها في ايدي “اشاوس” الدعم السريع ما هي إلاّ مسالة وقت فقط خاصة ولاية سنار التي بدات قوات الدعم السريع تدخلها من جهات مختلفة .
ومن المعلومات المؤكدة من ولاية سنار تقول بانّ هناك إشتباكات عنيفة تدور بين قوات الدعم السريع مع جيش الفلول داخل حاميات ولاية سنار وسنجة وبعض الجيوب التابعة لاستخبارات الجيش .

كما تؤكد المصادر بانّ ولاية سنار على وشك السقوط على ايدي قوات الدعم السريع كما تعمل قوات الجاهزية في تمشيط الولاية بمحلياتها المختلفة .

“2 “

إنّ قوات الشعب المسلحة قبل ان يدنسها الاخوان “المتأسلمين ” ويتم تفكيكها بواسطة قادة الحركة الاسلامية واستبدال عناصرها القوية من الجيش بعناصر “رخوة” من منتسبي الحركة الاسلامية التي ينقصها التدريب والتأهيل والدربة في العمليات القتالية وحرب المدن الامر الذي جعلها لقمة “سائغة” لاشاوس الدعم السريع خاصة الانهيار المفاجىء لهذه القوات وانسحابها الدرامي من كبري “حنتوب” بصورة فاجئة جميع المراقبين والمحلليين الامنيين والعسكريين .

إنّ قوات الشعب المسلحة كانت في السابق تعتبر من اقوى الجيوش في افريقيا والوطن العريي لكن سرعان ما اصبحت اليوم من اضعف الجيوش في افريقيا والوطن العربي بسبب ما اعتراها من تفكيك وتدمير متعمد لهذه القوات على ايدي قادة النظام البائد والحركة الاسلامية .

يقول الخبراء الامنيين والاسترايجيين من المؤسف حقاً ان تنهار المؤسسة العسكرية السودانية وبهذه السهولة وبمتوالية هندسية رهيبة فاقت كل التصورات والتحليلات .

إنّ إنهزام هذه المؤسسة العسكرية للجيش السوداني و التي يناهز عمرها “المائة” عاماً وبهذه الطريقة المؤلمة امام قوات الدعم السريع التي لا يتجاوز عمر تكوينها “العشرة” اعوام لهو لغز كبير ومحل تساؤول عظيم .

كما يُشير الخبراء والمحللين في هذا الصدد بانه لا توجد اي “مقارنة او مقاربة” بين ما تمتلكه القوات المسلحة السودانية من عتاد حربي واليات عسكرية ومدرعات وطيران حربي وعدد ضباط وجيوش يفوق عددهم “الخمسمائة” مقاتل إضافة للقوة الإحتياطية مع قوة قوات واليات وامكانيات قوات الدعم السريع التي كان سلاحها الدوشكات والكلاشات إضافة للفوارق الكبيرة في التدريب والتأهيل داخل وخارج السودان .

” 3″

خطاب البرهان في بورتسودان

إنّ خطاب الجنرال البرهان بولاية البحر الاحمر حمل عدة إشارات ودلالات وكلها سالبة و لا تدل بانّ هذا الرجل يسعى للسلام وهناك عدداً من النقاط السالبة والتي توحي بانّ الجنرال البرهان مُصراً على مواصلة الحرب .

كما انه يسعى الي تدمير البنية التحتية الضعيفة في السودان من كباري ومصافات النفط الوحيد بمنطقة الجيلي ومؤسسات اخرى وسعيه الحثيث للضغط على المواطنين ولا يكون امامهم خياراً إلاّ خيار النزوح الي المناطق الاكثر امناً اواللجوء خارج حدود السودان والاستمرار في تقتيل المواطنيين الابرياء العزل .

ما زال الجنرال البرهان يريد المواصلة في حكمه الفاشل ولو على جماجم الشعب واستمراره في خداع شرفاء الجيش السوداني والاستمرار في نفاقه والتدليس علي الشعب السوداني .

إنّ الجنرال البرهان ما زال يعمل وفق ما تمليه له قيادات المؤتمر الوطني وقادة الحركة الاسلامية الفاشلين الذين ظلوا طيلة الثلاثين عاما الماضية جاثمين في صدور الشعوب السودانية يحكمونهم بالحديد والنار .
إنّ اتهام البرهان بالخيانة لخصومه والسياشيين والمواطنين الشرفاء خاصة مواطني ولاية الجزيرة بعد سقوط الفرقة الاولى في ايدي قوات الدعم السريع وتحرير الولاية وبسط هيبة الدولة فيها بواسطة قوات الدعم السريع جعل الجنرال البرهان يفقد اللياقة والكياسة في خطابه الاخير بمدينة بورتسودان

” 4″

يرى الخبراء بانّ خطاب الجنرال البرهان امام ضباطه في ولاية البحر الاحمر جاء هزيلاً ومليئاً بالتناقضات مرة مع الحرب ومرة اخرى مع الحوار والتفاوض وارساله للتهم جزافاً للاخرين ووصفه لهم بالخيانة والعمالة والارتزاق خاصة اؤلئك الذين يقفون مع قوات الدعم السريع بعد إنهيار جيشه ام اشاوس قوات الدعم السريع.

إنّ سقوط الفرقة الاولى بولاية الجزيرة ادخلت الجنرال البرهان في متاهة جعلته لا يميز الامر الذي جعله “يصرخ” ويرسل الرسائل السالبة ويحرض ما تبقى له من قوات ومستنفرين بانْ لا يلتفتوا للاشاعات ويحثهم على القتال ويقول ما يزال الجيش قوياً يستطيع ان يهزم القوة المتمردة على حد زعمه .

  ان مخاطبة الجنرال البرهان لضابطه بمنطقة البحر الاحمر قبل ايام ما هي إلاّ اعترافه بالهزيمة و الاستسلام والخضوع والاعتراف بهزائمه المتكررة ومعاركه الفاشلة التي خاضها مع قوات الدعم السريع ولم ينتصر في اي معركة من المعارك .

المتابعون لسير العمليات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع يقولون ان هناك ّ اكثر من “مائتي” معركة كبيرة دارات بين الطرفين ولم ينتصر الجيش في وآحدة منها ويخرج الجيش منها مهزوماً ومنكسراً لا يستطيع بعدها ان يفعل شيئاً تجاه الانتصارات الباهرة والصمود الكبير امام قوات الدعم السريع .
الاستراتيجيون قديماً يقولون : “إنّ الجنرال الفاشل هو من يكسب معركة ولكنه يخسر الحرب كلها”

فالحكم لكم قرائي الأعزاء

كاتب وباحث سوداني
Abdulmajeedaboh@gmail.com

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x