بقلم: نصر الدين محمد أحمد محمد
من المعلوم أن اي مجتمع به الصٌالح و الطٌالح و كذلك في الفئات المهنية ، من تجار و جرمندية و رجال الدين ، فقط الفارق هو التحصينات التى يضعها كل واحد للحد من المس و الطعن في قداسته ، كالعسكر بربط عملهم بشرف الدولة و رجال الدين بقداسة الديانة و خلافة الله في الارض .
إن كان لا بد من تحية سأحيي الشباب الذين إجتهدوا ليخرجوا لنا أعمال درامية ليعرض في موسم رمضان ، عج بها الفضاء الاسفيري و القنوات الفضائية السودانية بهذه الاعمال الدرامية لا مجال لذكرها الآن لكني سأتحدث عن عمل وأحد أعده الاميز بينهم .
مسلسل السوداني بإسم ( ود المك ) بطولة الشاب المميز مصعب الشهير بزول سغيل ، تناول هذا المسلسل العديد من الشخصيات الموجودة في المجتمع و حاول إظاهر الجوانب المظلمة و السلبية منها في إستغلال المهنة و التكسب الغير مشروع و رائها ، لكن كانت المحاولة لمعالجة هذه الظواهر لم يعجب البعض خاصة رجال الدين .
تعرض البطل و القناة الناقلة عبر الفضاء و الإسفير الي هجوم شرس من الجماعات السلفية والمتعصبين مبررين و منكرين ومعترضين ومهاجمين ..و كالوا كل التهم و السباب و الغذف و الطعن في الولاء للدين الاسلامي ، بل ربطوا عمل المسلسل بدعاة العلمانية و محاربي الدين الاسلامي .
جسد دور ( شيخ الرفاعي ) الذي هو نموذج لشيخ فاسد و ذو اهواء شخصية ؛ الدرامي محمد صديق في الحقيقة ابدع و قدر يوصل الرسالة بصورة جيدة ، لكن لم يعجب هذا رجال الدين الذين برءوا انفسهم ، المضحك حقاً إنهم لم يتعلموا شيء من هذا العمل بل في الرد عليه استخدموا اسلوب شيخ الرفاعي .
ما تناسوا أن هذا النوع من الشيوخ موجود ؛ في أي قرية و أي زقاق من أزقة السودان ، هذا النموذج هو من ضلل الشعب السوداني طوال الثلاثون عام المنصرمة ، هم من أفتوا بأنه لابد من قتل ثلث الشعب السوداني ليبقي أرباب نعمتهم في السلطة .
الحق يقال ليس كل الائمة مفسدين ، لكن ذاكرتنا ليست سمكية لتنسى من حرم الخروج على الحاكم و خرج في الزحف الاخضر ، و لا ذلك الشيخ المغتصب و الذي أخرجة المخلوع بفرمان رأسي من السجن ، و لا مغتصب الصبيان في ضواحي الفاشر ، و لا ننسي التقاضي في خطبة الجمعة الحديث عن حرمة زيارة دولة إسرائيل طالما كفروا الكثيرين من قبل .
ايها الشعب المقلوب على أمره ؛ هولاء تجار دين بامتياز ، صدق أو لا تصدق هم الان يتكسبون من ورى هذا المسلسل دونكم العناوين الرنانة لكسب المشاهدات و الربح من منصة اليوتيوب ، لما يكتب إسم البطل و إسم شهرته دون كتابة إسم ممثل الدور.
