مقالات الرأي

مذبحة أردمتا جريمة لا تغتفر.!

بقلـم: موسي عبدالله يوسف (كربوجي)

وفي حين يكون للنزاعات أسباب عديدة، فإن النزاعات التي تنطوي على الإبادة الجماعية تتمحور حول الهوية
فعادة ما تحدث الإبادة الجماعية والفظائع المرتبطة بها في المجتمعات التي تضم جماعات قومية أو عنصرية أو عرقية أو دينية متنوعة تشتبك في نزاعات تتصل بالهوية
مذبحة منطقة أردمتا بتاريخ 5 نوفمبر 2023م
التي ادت الى فقد أرواح من الشباب بأيادي قزرة من مليشيات الجنجويد وهي دليل واضح للتطهير العرقي وهي عملية مخططة، منظمة من أجهزة الدولة ومنظوماتها السياسية
ويماثل هذه الجريمة بمذبحة الضعين 28 مارس 1987م في فترة الحكم الإئتلافية بين الحزب الإتحادي الديمقراطي وحزب الأمة القومي، الفترة ” الديمقراطية”
بقيادة رئيس الوزراء الصادق المهدي ذلك قبل عامين من ظهور الدولة الإسلامية المفسدة نظام الإنقاذ

في ذلك التاريخ 28 مارس 1987م إقترفت قبيلة الرزيقات الوافدة من غرب افريقيا في القرن السابع عشر، وربما قبل ذلك تحت إمرة قيادتها المتوارثة في
أسرة مادبو الحاضرة إقترفت هذه القبيلة وقياداتها أسرة مادبو وأعوانها رجال ونساء، من بينهم الشباب والأطفال جريمة الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية من المجموعة العرقية-الدينية-الأثنية-اللغوية من المدنيين الدينكا النازحين بهذه المدينة وتصل عدد الضحايا الى عشرين الف مواطن سوداني.

تكرار الجرائم المستمرة في البلاد من قتل المدنيين
على أساس العرق هي تجاوز مسالة العدالة الإجتماعية ولمحاسبة كل من أرتكب جرائم حرب وجرائم ضد الأنسانية في حق الشعب السوداني.

تستمر قوات الدعم السريع بإقتحام المنازل وتقتل المدنيين العزل وبدون أي مبرر على الرغم من نفاذ أغراضها العسكرية والتي تمت عبر صفقة، قرر فيها
قائد الجيش بتسليم الحامية العسكرية لمليشات الدعم السريع والإنسحاب دون حدوث أي معارك حقيقية بين الطرفين، ولكن ميليشيات الجنجويد لم تكتفي بتحقق ذلك الهدف، فلجأت إلى الإنتقام من المدنيين العزل الذين لاعلاقة لهم بتلك المعارك، حيث قاموا بنشر عناصرهم داخل الأحياء السكنية ليقوموا بإقتحام منازل المواطنين وقتل من فيها وسرقة الممتلكات… وكل ذلك يجرى في ظل تعتيم إعلامي وقطع خدمة الاتصالات بشكل متعمد، بالإضافة إلى الحصار ومنع دخول المساعدات، الآلاف من المدنيين المحاصرين باتوا أمام خيارين كلاهما مر، إما المخاطرة بالهروب أو الإختباء، دون معرفة ما سيؤول اليه مصيرهم

فعالمنا لا ينصلح حاله إلا إذا علمنا قضيتنا لكي ندافع عنها بصورة إيجابية ليكون الوحدة،والتمسك مع بعضنا البعض حيث نصنع وطن راقي متسامح، أنساني ومبني فيها السلام بصورة زكية تحفظ التماسك المجتمعي، وترعى مبادئ المجتمع وقيمه.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x