مقالات الرأي

الإسلاميون والسلطة

بقلم: سلمى إبراهيم (روزالين)

تمكنت الجبهة الاسلامية من الإستيلاء على السلطة بقوة السلاح وظلت الحركة الاسلامية طوال تاريخها تعيش في غيبوبة فكرية.وظل كل زادها الفكري عبارة عن شعارات فضفاضة لا غير فإذا نظرنا الي كل الإنقلابات في الدولة السودانية منذ عبود وسياسات الاسلمة والاستعراب كبداية للصراعات والحروبات التي استمرت نصف قرن حتى قيام ثورة اكتوبر 1964التي لم تجد الملاذ الامن لتطرح مشروع وطني جامع لكل ابناء الشعب السوداني مما ادى بالرجوع لدائرة الحلقة الشريرة مرة اخرى بانقلاب نميري ذات الطابع الأيدولوجي ،الذي تميزه برغماتية التي لعبت دور محوري في السياسة السودانية باتفاقيات سلام استثنائية وفرضت قيود لممارسة الحريات العامة والحقوق وتعديل دستور البلاد الي بالشريعة الاسلامية 1983م وإقحام الدين في السياسة بصورة إنتقائية وفجة الأمر الذي ادخل البلاد في دوامة نزاعات مسلحة ذات الطابع العنيف والذي يتمثل في حرب الجنوب وصراعات سياسية وتكيم الافواه وبلغ الأمر ذروتها بإعدام المفكر محمود محمد طه بتهم جزافية واهية وكان ذلك بالتحالف مع الإسلامين الذين بدأوا بالظهور في الساحة السياسة بمحور جديد وتيار قوي ذات طموح لامحدود ،بادخال كودار الحركة الاسلامية في مواقع هامة في الدولة لاحراز مكاسب في أربعة محاور تحديدا في التشريع والاقتصاد والتعليم والمؤسسة العسكرية ،والاخوان المسلمين لم يكن لديهم الصبر الذي يتطلبه اسلمة المجتمع من القاعدة للقمة ،بالاعتماد على الاساليب التقليدية التي بدأت بها حركة الاخوان المسلمين نشاطها في السودان ،اذ كانت لهم رؤية واضحة وهدف محدد بدأت تظهر معالمه بعد سقوط نميري وبداية الديمقراطية الثالثة المعيبة ،فإستغل شيخهم وعرابهم انذاك الخلافات الاحزاب السياسية وبادرت بالانقلاب في 30 يونيو 1989م والتي غيرت محور البلاد نحو منعطف خطير لايعرف للطموح حدود وصاحبها القمع والتنكيل ضد خصومهم السياسين مما سببوا شلل وتدمير تام للدولة وخصخصوا المؤسسات العامة لا سيما المؤسسة العسكرية وفككوا بنية الدولة والمجتمع بزرع بذور التعالي والنعرات العرقية والعنصرية واللونية والثقافية وهي الاسباب التي ادخلت البلاد في ديمومة الحروبات الاهلية وتهجير للكفاءات والشباب وكبت الحريات و اهانة كرامة الإنسان السوداني وظهور ازمة الهوية كتمظهر طبيعي لتلك الإختلالات وغياب ما هي الدولة والمشروع الوطني التي ادت الي ارتكاب اكبر جريمة في القرن الواحد والعشرين ويتمثل في جرائم التطهير العرقي والابادة الجماعية في دارفور ضد مجموعات عرقية واثنية محددة وذلك وفقا لاحصائيات منظمات حقوق الإنسان فالاسلاميين ارتكبوا أعظم الجرائم والفظائع والإنتهاكات الجسيمة ضد حقوق الإنسان بإسم الدين و نتيجة للتراكمات والازمات قامت ثورة ديسمبر المجيدة رفضا للدكتاتورية والحكم الشمولي وظل الاسلاموية في اصرار للبقاء في السلطة رغم رغبة الشعب في الحرية والانعتاق والعيش الكريم، فأصبحت تحرك قواعدها في شوراع والهياكل العسكرية وامتصاص شعارات الثورة التي تتمثل في الحرية والسلام والعدالة ،فتلاعبت بمباديء الثورة واهدافها وبسبب هشاشة بنية الاحزاب السياسية وغياب مشروع وطني جامع بعدسقوط النظام أدت المركزية وإحتكار السلطة وتقاطعات المصالح الإقتصادية والنفوذ إلي حرب 14 إبريل 2023م التي ظهر على متنها كتائب الانقاذ على رأس المؤسسة العسكرية ويتمثل ذلك في كتيبة البراء الذي يقودها كوادر الحركة الإسلامية وذلك من أجل الحفاظ علي امتيازاتهم التاريخية وايضا للحفاظ علي الوضعية التاريخية المأزومة لذلك اعلنوا وقوفهم مع المؤسسة العسكرية في الحرب الدائرة حاليا لكي يعودوا الي السلطة مرة اخرى لكن هيهات ذلك.

فحلمهم لم يكتمل بوجود إرادة الشعب السوداني وإصراره ورغبته علي إحداث التغيير المنشود من أجل بناء دولة الحرية والكرامة الإنسانية وسيادة حكم القانون وبلوغ مرحلة النهضة السياسة والإقتصادية والإجتماعية.

حان الاوان للإنسحاب من طموحك الزائف لان الشعب قال كلمته لاللحرب ومجدا للسلام.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x