كيفية بناء جيش وطني واحد(١-١)

بقلم: عبد اللطيف أحمد أبكر (بوبسون)

السودان اما تحدي حقيقي في الحاضر والمستقبل في كيفية تأسيس وبناء جيش وطني واحد وبعقيد قتالية عسكرية يضمن وجودها ويحافظ على وحدتها نتيجة لكثرة وتعدد تلك الجيوش والمجموعات المسلحة الاخرى ، ولا يوجد دولة ككيان مستقل بمفهوم الدولة الحديثة بدون جيش أو قوات مسلحة قتالية، و السودان في حوجة ماسة لتأسيس وبناء جيش مستقبلي قائمة على اسس متينة وقواعد صلبة وبعيدة عن أي تاثيرات سياسية ، دينية، عرقية او جهوية .. الخ و يكون ولائها للدستور، وحماية اراضي وحدود البلاد ضد اي مخاطر خارجية وحماية الشعب وممتلكاته والحفاظ على سيادة الوطن، وعلاوة على ذلك يتطلب وضع القوانين واللوائح والقواعد والاسس والفكر العسكري والمبادي العسكرية الصحيحة والصارمة وشروط الخدمة والتي بدورها يؤدي الى أكبر قدر من الانضباط والولاء للوطن والانضباط المهني والتفريغ الكامل، وذلك لتحقيق قومية القوات وضمان ولاء ضباطها وجنودها عبر التربية العسكرية والوطنية الصارمة في الكليات والمعاهد وميادين التدريب.
حظينا في السودان في الدولة ما بعد الاستعمار بجيش ايدلوجي عقائدي يتمييز بخلل بنيوي واضح منذ بداية تكوينه و يتضح ذلك في الجيش لممارسة السياسة كتنظيم سياسي وتارة استخدامها من القوى السياسية وادخالها في دائرة الانقلابات الفاشلة والناجحة واصبح يتدخل بشكل واضح في السياسة واداة بطش وقهر وتنكيل للشعب السوداني تاركٱ مهمته الاساسية ووظيفتها المنوط القيام بها وفق وظيفة الجيوش في مفهوم الدولة الحديثة، ويقوم بخلق قوات موازية للقتال نيابة عنها في حربها ضد حركات التحرر الوطني ومن ضمن تلك المليشيات عبر التاريخ الطويل ( قوات دفاع الجنوب، الدفاء الشعبي، الشرطة الشعبية والظاعنة ، الالزاميات، امن القبائل، ام باقة ، المراحيل، الجنجويد، حرس الحدود، قوات الدعم السريع، ابو طيرة،اخوات نسيبة ، البراء ابن مالك، المستنفرين…. الخ)، هذا المليشيات المتعددة والمتنوعة مهدد للبناء المستقبلي للقوات المسلحة السودانية وانتشار السلاح في أيادي المواطنين وهناك ضرورة قصوى لضمان أن يكون السودان دولة واحد وجيش واحد لابد من أساس فكري يخاطب العقل وليس الوجدان في جميع العمليات الهجومية وكيفية استخدام العنف وكيفية إحتكارها وتحديد الجهات التي يتطلب استخدام العنف ضدها وكيفية تلقينها للقوات المسلحة لمعرفة مهامها الحقيقية وهذا ما يسمى بالعقيدة القتالية (doctrine militry).

للمقال بقية.