مقالات الرأي

كيفية بناء جيش وطني واحد (١-٢)

بقلم: عبد اللطيف أحمد أبكر (بوبسون)

تناول المقال في الجذء الاول المخاطر والتحديات التي تواجهها السودان في المستقبل للوصول الى جيش واحد ومهني تقوم بدورها الوظيفي في حماية الشعب، الارض، الحدود ، والدستور، السيادة الوطنية، السلطة الزمنية والانحراف من المسار الحقيقي في القيام بالانقلابات العسكرية والاستيلاء على السلطة، ففي الجذء الثاني من المقال نتطرق لجانب مهم جدًا في تكوينات وتشكيلات الجيوش العسكرية المعدة على طاعة الاوامر من ادنى وحدة في الادارة العسكرية الى اعلى حرم قيادي تمثل القيادة العليا للجيش في استخدام القوة الصلبة بالطريقة المطلوبة وهذا الجانب يتعلق بالعقيدة العسكرية (doctrine military ).
هناك مقولة شهيرة قالها المفكر العسكري نابليون بونا بورت (الجيوش تمشي على بطونها)، وعلى الرغم من الاهمية القصوى والضرورة الملحة في وفرة الامدادات العسكرية ( militry supply) من الناحية اللوجستية وايضا من ناحية الامداد الحربي ولكن هناك الأهم من ذلك للقيام بأي عملية عسكرية وتعزيزها ينبغي وجود اساس فكري تخاطبةالعقل وليس الوجدان والجسد وهذا ما يطلق عليه العقيدة القتالية التي تمثل مجموعة من الافكار والتصورات التي اتضحت صحتها لتصبح دلائل وارشادات توجيهية وأسس ومبادئ والاستخدام الصحيح والأمثل للقوات التي يتم استخدامها للدخول الى الحرب وكل ذالك يأخذ مبدأ النسبية لذلك يحتاج الى تقدير الموقف الميداني والمرونة وهذا لايتم بين اليوم والليلة بل يحتاج لفترة زمنية كافية حتى يتم ترسيخها في اذهان القوات المسلحة.
وما يحتاجه القوات المسلحة السودانية في المستقبل مجموعة قواعد واخلاقيات المهنة العسكرية الذي يعتمد عل الخبرة والمسؤلية في إدارة العنف وادارة القوات وهذا لايتم الا بإيجاد عقيدة عسكرية واضحة يوضح لتلك القوات لمعرفة القوانين والنظم واللوائح العسكرية، وتحديد مسؤليات واختصاصات القوات المسلحة ووضع لها حدود التحرك دستورياً واحترام القانون الدولى الانساني، حقوق الانسان وكيفية التعامل مع اسرى الحرب والمحتجزين…. الخ وتوفير دليل صحيح في استخدام القوات وهذا ما لا يتوفر في الجيش السوداني المصمم على القمع الداخلي للشعوب والمجتمعات السودانية وهذا يعود الى الاسس البنيوية التي انشأها الاستعمار في 1925 م لحماية مصالحها والقيام بجمع الضرائب والعوائد للحكومة الاستعمارية من الشعوب المجتمعات السودانية بالاضافة الى البعد الايدلوجي والعقائدي والديني وإحادية التمثيل في الهياكل العسكرية العليا والتكوينات والتشكيلات والوحدات العسكرية المهمة الحساسة والدخول الى الكلية الحربية يتجاهل التعدد والتنوع السوداني وعدم السماح قانونيٱ بتكوين وصناعة أي مجموعة مسلحة عسكرية او شبه عسكرية خارج اطار القوات المسلحة المحدد في الدستور.

للمقال بقية

١٩/ مارس /٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x