مقالات الرأي

لقاءت القوى الوطنية في القاهرة… صوت الحكمة والعقل يتغلب على دعاة للحرب


بقلم: آدم موسي (أوباما ) الكاتب والباحث

انعقد بالعاصمة المصرية القاهرة إجتماع لقوي الحرية والتغيير المجلس المركزي في الفترة بين 24 إلى 25 يوليو 2023م، خرج الإجتماع بالآتي
١/إدانة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأنسان التي نتجت عن الجرب من قتل وسلب ونهب واحتلال بيوت المواطنين من قبل قوات الدعم السريع، و والقصف بالطيران والإعتقالات التعسفية وحماية أنشطة النظام البائد من قبل الجيش .
٢/تقدم الاجتماع بالشكر لكل دول جوار السودان، التي فتحت حدودها والتي أرسلت مساعدات انسانية للمتضررين
٣/الإشادة بالشعب السوداني معلم الثورات وتقديمه البطولات والتضحيات، وتثمين دور المجتمع الدولي والإقليمي الذي يعمل علي تيسير المفاوضات بين الجيش والدعم السريع في جدة برعاية المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.إن هذه خطوة جيدة في تقديري، ولكنها تحتاج إلى خطوة أخري لتوسيع مظلة الحرية والتغيير والاستفادة من الأخطاء التي حدثت في السابق منذ تكوين الحرية والتغيير، كأكبر تكتل سياسي في تاريخ السودان في يناير 2019م، إبان ثورة ديسمبر المجيدة ٢٠١٨م إلى ٢٠١٩م التي أطاحت بالنظام المباد .
إن مجموعة المجلس المركزي التي تتحرك الآن بعد إندلاع الحرب العبثية بين الجيش والدعم السريع في 15 أبريل 2023م، قامت بجولات خارجية شملت كل من يوغندا وأثيوبيا وجيبوتي والقاهرة ،في خطوة إيجابية لشرح الأزمة السودانية وملابسلت الحرب وتأثيراتها الكارثية على السودان والمنطقة، لكن عليهم الاستفادة والتعلم من أخطاء الفترة الإنتقالية، وتجربة الإتفاق الإطاري في ديسمبر ٢٠٢٢م الذي وقع بين الجيش والدعم السريع والمجلس المركزي للحرية والتغيير، فالاتفاق الإطاري لم يجد دعما من كل قوي الثورة السودانية التي كان لها دور كبير في مناهضة النظام البائد وقيادة المظاهرات السلمية في ثورة ديسمبر المجيدة ٢٠١٨م إلى ٢٠١٩م هي، لجان المقاومة، ومنظمات المجتمع المدني، وهيئة محامي دارفور، والحزب الشيوعي السوداني وحزب البعث العربي الإشتراكي الأصل، والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، قيادة الحلو ، وحركة تحرير السودان قيادة عبدالواحد نور وقوى المجتمع المدني والأكاديميين والمثقفين وقطاعات النساء والحرفيين وغيرهم من القطاعات الحية في المجتمع السوداني.
ومرت أكثر من 100يوم علي الحرب العبثية التي اندلعت بين الجيش والدعم السريع، وارتكبت فيها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان من قبل الطرفين ،و تفاقمت الأزمة الإنسانية للمدنيين وتدمرت المستشفيات والمراكز الصحية والبني التحتية ، في كل من الخرطوم والفاشر وزالنجي ونيالا، والجنينة وأرتكبت قوات الدعم السريع والمليشيات المساندة لها، قظائع وجرائم وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، رغم أن قضية دارفور احيلت إلى مجلس الأمن منذ العام 2005م وفقا للقرار 1593والذي أعطي المحكمة الجنائية الدولية حق التدخل والتحقيق، ومنع الإفلات من العقاب، ولم يمنع ذلك القرار قوات الدعم السريع من تهجير الملايين من المدنيين إلى دولة تشاد، التي قدمت أروع النماذج في استقبالهم وتقديم المساعدات الممكنة لهم وكان علي رأس مستقبلي اللاجئين الفريق محمد إدريس كاكي رئيس المجلس العسكري التشادي بنفسه.
إن الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوداني، تحتاج إلى تحقيق عادل وذي مصداقية، وتقديم المجرمين للعدالة .
و من المؤسف في إجتماع مجموعة المركزي والكتلة الديمقراطية في القاهرة، كان الجميع مشغول بالسلطة أكثر من إنشغالهم بالوضع الإنساني والأمني الذي يعاني منه المدنيين في السودان.
إن الوضع يتطلب بصورة عاجلة وملحة تكوين جبهة تحت مظلة قوى ثورة ديسمبر المجيدة، تمارس الضغط على الطرفين SAF And RSF من أجل إنهاء الحرب العبثية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود، حتى لا تتفاقم الكارثة الإنسانية التي تهدد أكثر 30 مليون مواطن سوداني..

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x