مقالات الرأي

ما نكتب وما لا نكتب…!!

بقلم: أنس يعقوب

إن إي تأمل وتدقيق بسيط فيما يمر به السودان في عجلة تاريخه إلى يومنا هذا يوحي بأن النخب السياسية كانوا ولا زالوا بعيدين عن المصلحة الوطنية والشعوب السودانية وما يتلائم ومقتضيات عصرهم، ويتجلى ذلك في التعمد والأنانية السياسية، وبوضوح أكبر الفشل في إدارة التنوع والتعدد والحروب التي شنتها النُخب لقمع ودحر القِوى المناهضة لها أو ضد المواطنين العُزل في أجزاء متفرقة من السودان، ليذوقوا بعد ذلك نتائج حروبهم وسياساتهم العبثية المتمثلة في إحدى تجلياتها القوى الثورية التي لا تزال حية ومؤمنة بقيم مبادئها الثورية السامية.

هنا محاولة لسد فجوةٍ ما أو تحليل بسيط متواضع بما أُصيب به المواطنين البسطاء من خيبات الأمل المتكررة ومعاناة لم يسبق لها مثيلاً في أسلافهم وشتّت سفن أحلامهم وكسرت مجاديفهم وتركتهم يركضون خلف لقمة عيشٍ ومأوى آمن في وضع لا يطاق لمن ظلوا باقين داخل الوطن، والويل لمن خرجوا وأصبحوا لأجئين.

من أعماق روح الوطنية وحفاظاً على تماسك ووحدة المكونات الإجتماعية يجب تقبل الإختلاف عن الآخر والتعايش معاً، وإنه لا يمكننا فرض معتقداتنا على الآخرين، ولا يمكن إستغلال أغلبيتنا للعمل ضد الأقليات، فقضية حقوق الإنسان مهمة جداً من أجل السلام وأهمية السعي لتهدئة المشاعر وتصفية الخواطر والتوجه نحو تغيير وإصلاح يؤدي إلى خلاص وإنعتاق السودان مما هو فيه.

السودان تحول إلى حلقة مصارعة كبيرة يقتل فيها السُني الشِيعي ويقتل الشِيعي الشعبي وتقتل الحكومة الجميع وقتما تشاء حتى تصفو نيران الحرب ويخرج من هذه المحرقة من يحمل على عاتقه إنقاذ البقية الباقية بعقد إجتماعي يسمح لنا باللحاق بركب العالم ووضع السودان في عجلة النماء والإزدهار وهو ما سيرضي الشعوب السودانية والحكومات المتعاقبة عليها لآحقاً، ويبقى الجميع سمن على عسل، لأن السمة البارزة في السودان هي سرعة المتغيرات السياسية وبذلك يبقى ما نكتبه وما لا نكتبه مفتوحاً على مختلف الإحتمالات.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x