مقالات الرأي

ما وراء التهجير القسري ضد المواطنين في السودان

بقلم: آدم رُجال

لا شك أن الشعب السوداني يتابع وبصمت الأوضاع الأمنية الخطيرة التي اوصلت بها اللجنة الأمنية للنظام البائد، جميع مناطق السودان المختلفة، ولا سيما إقليم دارفور، الذي ظل تحت بطش وتنكيل المليشيات الحكومية، وبصورة يومية وممنهجة في سبيل مشروعها الاستيطاني لإبادتنا، ففي كل يوم تتواتر الاخبار الصادمة المحزنة، وكأن القتل الجماعي والفردي والإغتصاب والسلب والنهب والحرق والتشريد والتهجير القسري، الذي أصبح يلازم ويرافق الضحايا في دارفور، وكأنه هدفاً أساسياً للمليشيات العسكرية التي استباحت حياة السودانيين.

وما يدلل ذلك ان كل الإنتهاكات والجرائم الفظيعة التي إرتكبت بدارفور وما زال مستمر متورط فيها المليشيات الحكومية بما فيها الدعم السريع، ونتائج التحقيق في الأحداث التي وقعت في يوم 23 ديسمبر 2022، في 27 قرية بشرق مدينة نيالا ولاية جنوب دارفور والتي راح ضحيتها أكثر من 15 قتلي وحرق 17 قرية ونهب أخرى، ونزوح كامل لعدد 21 قرية الي معسكرات النازحين في نيالا وبليل ودمة ونتيقة، بعد أن عادوا إلى مناطقهم خلال الأعوام الماضية، نتائج هذا التحقيق مخيب للآمال وخاصة لأسر الضحايا التي فقدت أعز الناس لها، في تلك الأحداث اللعينة التي تورطت فيها مليشيات الدعم السريع بشكل مباشر.

كل هذه الجرائم لم يتم القبض علي الجناة والمتورطين وذلك بالرغم من تشكيل الحكومة للجان التحقيق في كل الأحداث التي وقعت بدارفور ولكنها لم تعلن النتائج والتوصيات التي وصلت إليها ولم توجه بفتح بلاغات جنائية ضد الجناة بل هدفت الحكومة السودانية وخاصة الجهات العسكرية بالمجلس السيادي في التأثير علي سير التحقيقات وإستقلالية عمل اللجان من أجل التستر علي المجرمين وترسيخ مبدأ اللا محاسبة ولا يوجد شخص واحد قدم للمحاكمة حتي الآن، عدا نتائج التحقيق في أحداث مناطق شرق نيالا بجنوب دارفور، التي أعلنت أمس الخميس الموافق 16 فبراير 2023، والتي حاولت تستر الجناة الحقيقيين.

إن نتائج التحقيق في هذه الأحداث المؤسفة لا تحقق العدالة، إنما هي محاولات من الجهات الحكومية لتقنين وتوطين الإفلات من العقاب وعدم المحاسبة علي المسؤلين من الإنتهاكات والجرائم الجسيمة عبر شرعنة العفو ومنح الحصانات للقادة العسكريين وغيرهم، دون المراعاة لرغبة الضحايا وذويهم والعمل على وقف انتهاك حقوقهم التي سلبت من قبل المليشيات الحكومية والقوات العسكرية الأخرى.

إن الوصول إلى العدالة وإنصاف الضحايا لا يتم عبر الذين شاركوا في الإنتهاكات والجرائم المروعة، لذلك وجب علينا الكف عن مغازلة المليشيات العسكرية والتعامل معها بإعتبارها أحد مهددات الإستقرار الأمن والسياسي في السودان ولا سيما في دارفور.

17 فبراير 2023

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x