مقالات الرأي

الصراع ما بين قوة الفكرة والسلاح

بقلم: عاصم موسي محمد (سوداني)

برزت في السودان عدد من تيارات و ايدلوجيات تقود في آس القضية السودانية عقب خروج المستعمر إلا انها يخفى أثرها الواضح في المشهد نسبة لقلة المؤمنين بها و ندرة وسائلها بالإضافة للجهل المتراكم في عامة الشعب ،و بمرور عقود من الزمان تصاعد وتيرة هذه الافكار و تعززت وسائلها و تطورت مما اظهرت مساهمتها المقدرة في وعي الشعوب السودانية ، و لهذا السبب نلاحظ مفارقات بين محطات الثورة السودانية، فمحطة 1985 ليس كمحطة 2018م ، ظهور اي فكرة في العالم هي ليس بصعوبة لكن استمراريتها يتطلب إيمان قاطع به و تحمل متطلباتها مهما كانت الثمن و هذا هو قوة الفكرة ، إما قوة السلاح بإمكانك تتحصل عليه عبر مادياتك الخاص او عبر صفقات كماهو مشاهد الآن في المشهد السوداني، هنالك علاقة مابين الاثنين في سبيل تحقيق الاهداف و الوصول للغايات و هي علاقة تكاملية ، لا يوجد انتصارآ للسلاح دون فكرة البتا و لا يوجد نجاح الفكرة دون قوة مادية آياً كانت نوعه و ليس بالضرورة تكون سلاح ، مع هذه المفارقات هنالك طبيعة كذلك بتحكمنا في انجاح او فشل الفكرة و هنا اعني به محيطنا الأقليمي (أفريقيا) منذ خروجنا في هذا الكون و ادراكنا بقضايا العامه وجدنا هنالك خلل في القارة الافريقية و شعوبها ،من ضمنها إيمانهم بتغلب القوة المادية(سلاح) علي القوة المعنوية(فكرة) و هذا ما اورثناه للأسف ، و كلما حاولنا الخروج من هذا النفق هنالك منظومات عالمية امبريالية تسعى بجهداً و تفانيٍ من أجل تثبيتنا في هذه الوضعية المختلة! فمهما بلغنا من الوعي لابد من نفض كل الايادي من تلك القوة العالمية و حلفائها الاقليمين و المحليين و الرجوع إلي بناء الذات بأفكار محلية خالصه تتماشي مع بيئة بلادنا و أمزجة شعوبنا لا الاخرين(نحن ليس هم) .

بخصوص صراع طرفي الحرب في السودان هي لا تنفك عن صراع الأفكار Conflict of ideas في تمظهراتها عبر العنف،رغم تغلب الدعم السريع علي الجيش في أغلب المواقع حتي الآن ، لا سيما إقليم دارفور إلا أن حتكون الحصيلة النهائية لهذه الصراع هي إنتصار الفكرة و ليس سلاح، فلأرجح عن تجلس كافة السودانيين في بقعة جغرافية محدده داخل السودان بكل أطيافهم المختلفة عدا نظام الانقاذ الذي أوصلتنا لهذه المرحلة و وضع آسس جديدة لإدارة دولتنا ،خلاف ذلك بإمكان تظهر في كل مرحلة قوة مماثلة لطرفي الصراع أو يفوقهم قوةً و شجاعةً و نصبح في دوامة الحلقة الشريرة ، فالقوة المادية لا تدوم مهما كانت حجمها ، انبهكم بعدم ارتفاع جنون العظمة عندكم ، فهي مرض تعمى الأبصار و تجعل رأسك تحت أقدامك ،مما يجعلك جاهلا بذاتك و مستقبلك .

فالشعوب تبقى و تبني دولهم بأفكارهم النيرة Bright ideas و الإيجابية و تنقرض و تهضم دولهم بأفكارهم السالبة فقط و ليس هنالك قوة مادية تستطيع محو شعب كامل نسبة لعدم تطابق الأفكار أو آياً كانت من الانتماءات الضيقة.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x