مقالات الرأي

الوضع الأمني حول معسكرات النازحين بإقليم دارفور

بقلم : أحمد محمد عبد الله

الوضع الأمني في إقليم دارفور سيء جدآ وتحديدآ حول المخيمات بتهديد النساء اللاتي يخرجن لجلب الحطب خارج المعسكرات ؛ يتعرضن إلى إغتصابات ونهب الممتلكات بقوة السلاح و الضرب وهذه الظاهرة إحدى الظواهر الخطيرة التي خلفها هذه الحرب العبثية اللعينة التي أشعلها طرفي الصراع وأعوانهما بهدف السطو على السلطة والهيمنة عليها ولكن للأسف الشديد تسببت أضرار جسيمة للإنسان السوداني بتعطيل المؤسسات الحكومية الحيوية التي تمد المواطن بلقمة العيش الكريم رغم قساوة العمل والتعامل نتيجة فساد إداري موروث لعشرات العقود واما الأغلبية الساحقة أصحاب الأعمال الحرة ” الحرف اليدوية ، تجار ، مزارعين ” توقف أعمالهم تمامآ والمعاناة يعم البلاد بتردي الوضع الإقتصادي والسياسي والأمنى والإرتفاع الجنوني في السلعة الإستهلاكية الضرورية والمواطن المغلوب يعيش فقر مدقع.

وكما ذكرته آنفا النازحين في وضع إنساني مزري بمعنى الكلمة وغياب الأمن والطمأنينة بكل المقاييس ، لذا الضرورة العاجلة لإنقاذ هؤلاء الأبرياء هو وضع حد للتفلتات الأمنية وفتح مسار للمنظمات الدولية والمحلية لتوفير السلعة من المأكل والمشرب والدواء والمأوي ، دون ذلك عواقبها وخيمة وكارثية ؛ وفي هذه الأيام حركة المرور بين معسكرات النازحين و ولايات دارفور ومحلياتها المختلفة شبيهة بالإنهيار والسبب الرئيسي كثرت أبواب النهب والسلب وهدم الثقة بتكثيف بوابة تليها الأخرى في كل الطرق بدفع مال طائل ضمانآ لسلامة المركبة والركاب وأصبح الدفع خرافي ، لذا إزالة هذه الظاهرة مهمة لتسهيل حركة النقل من وإلى المكان المعني دون عوائق ، ولا يعقل دفع ملايين من المبالغ دون أي جريمة مرتكبة من صاحب المركبة وهذه الضريبة مضافة على حساب المواطن.

وهذه الحرب القائمة خلفها تنظيمات سياسية إيدولوجية إسلامية بما فيها  ” حزب المؤتمر الوطني وواجهاته ” تهدف إستعادة السلطة بكل الوسائل الممكنة بغض النظر عن النتيجة ويعلم الجميع بأزمة السودان ومنفذيها و هؤلاء الطوائف الدينية لا يهمهم المواطن والوطن لذا لا حل سوى بناء جبهة واسعة تهدف وقف وإنهاء الحرب بالسودان وتخاطب مشكلات وأسباب الحروب التراكمية التي أدت إلى إنهيار الإقتصاد وغياب الرؤى الوطنية وبعدها مناقشة هوية السودان وعلاقة الدين بالدولة وصولآ إلى برنامج سياسي وطني شامل يقود المرحلة الإنتقالية بطريقة تلبي طموح وتطلعات الإنسان السوداني.

ويجب المناشدة العاجلة والفورية لدخول المنظمات التي تعمل في مجال حقوق الإنسان المنصوصة في المواثيق والمعاهدات الدولية لإنقاذ ما تبقى من الأرواح داخل مخيمات النزوح ، لأن الحال المعيشي سيء جدآ وعلى الجميع الإلتفاف حول الوطن ومشكلاته التأريخية والأنية لإيجاد مشروع وطني تقود البلاد وتحول الحرب إلى سلام وطمأنينة ولم يتم هذا إلا بتنازل عن الكثير لتقديم مصلحة الوطن بتجاوز وتجاهل الخلافات الضيقة التي لا تثمن ولا تقنع.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x