مقالات الرأي

يحيا الشعب المعلم

بقلم: محمد عبد الرحمن الناير (بوتشر)

إن بعض “القحاتة” الذين يتباكون الآن ويصرخون ب”حل الدعم السريع ” وهيكلة الجيش والأجهزة الأمنية وعودة العسكر إلى ثكناتهم ، هم نفس الذين صموا آذانهم وسفهوا قولنا، عندما ناشدنا في مطلع أبريل 2019م بضرورة عقد إجتماع عاجل لكل مكونات الثورة ، لمناقشة جند واحد فقط، وهو “التوافق” على حكومة إنتقالية مدنية من شخصيات “مستقلة” مشهود لهم بمقاومة النظام البائد، ويتم إعلانها من أمام منصة الإعتصام بالقيادة العامة في الخرطوم، ووضع العسكر أمام الأمر الواقع، إما قبلوا بشروط الثوار وسلموا السلطة للشعب، وإما “ثورتنا مستمرة” إلى حين اسقاطهم.

وكان في بالنا أن التفاوض مع العسكر يعني الإعتراف بهم وإعطائهم شرعية زائفة، ومن ثم يفرضون وجودهم ليكونوا شركاء في “السلطة الإنتقالية” وحينها تتحول أهداف الثورة من التغيير الشامل وإسقاط الديكتاتور إلى مساومة مع “جنرالات الديكتاتور” وبالتالي عدم تحقيق أهداف الثورة التي اندلعت لإسقاط النظام بكامل شخوصه ومؤسساته وليس من أجل تغيير شكلي وإخفاء بعض الشخوص من المشهد مع بقاء هيكل النظام قائماً.

لا تبكوا يا هؤلاء…فإنكم شركاء في هذه المؤامرة التي أجهضت أحلام الملايين من بنات وأبناء السودان الذين “صبوها” في كافة الولايات والمدن والقري والبوادي والساحات، وقدموا أرتالاً من شهداء الحرية والكرامة، وأن دماء الأماجد والماجدات قد خضبت أرض السودان طولاً وعرضاً، ولم يخلو بيت من الأوجاع وفواجع الدماء والدموع والأشلاء.

أنتم شركاء للقتلة وسراق الثورة ، وسوف يأتي اليوم الذي سوف تحاسبون فيه على هذا التواطوء، وبيع الثورة ودماء الشهداء بالمناصب والإمتيازات الشخصية.

أنتم قد نسيتم الثورة والثوار يا “عبدة المناصب” ولم تتذكروهم إلا بعد أن ركلكم العسكر على “مؤخراتكم” بعد أن إنقلبوا على إنقلاب ” الشراكة” في إنقلاب 25 إكتوبر 2021م.

اليوم تريدون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء مرة أخرى ، بتكرار نفس المشهد والأساليب “الثعلبية” ، ولم تتعظوا من تجارب مؤامراتكم الدنيئة وماضيكم القريب البائس الذي كاد أن يضيع أعظم “ثورة شعبية” شهدها العالم في القرن الحديث.

فاوضُوا من شئتم ..

أو طاوعُوا مَن خِفتم ..

فالذاهبُون إلى الفجيعة أنتم..

إن “الثورة الظافرة” سوف تنتصر رغم المؤامرات الداخلية والخارجية، ورغم رهانات المحاور الإقليمية وعملائها المحليين.

#يحيا_الشعب_المعلم

#المجد_للسودان

#المجد_للشهداء

#نقاوم_ولا_نساوم

7 أغسطس 2022م

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x