مقالات الرأي

انهيار أجهزة الدولة السودانية (١)


بقلم: الصادق علي حسن

لماذا تدابير الأمم المتحدة؟

خرجت الأزمة السودانية من نطاق السيطرة وقد تقلصت مساحات الحلول، كما ولم يعد هنالك من خيار سوى تدابير الأمم المتحدة بموجب أحكام البند السابع أو الوصاية التي قطعا ستأتي في هكذا ظروف وأوضاع مهددة لحياة الإنسان في السودان وللأمن والسلم الدوليين، لذلك بالضرورة لمنظمات المجتمع المدني والكيانات الشعبية والأفراد النظر لمآلات الأوضاع بالبلاد في سياقها الصحيح ، فالدولة الآن تسير في خطى متسارعة نحو حدوث الانهيار التام ، كما لا توجد اي جهة مسؤولة تضع أو تراعي ادني الاعتبارات لحياة الإنسان، وقد صارت حياة الإنسان بالسودان مجرد رقما من الأرقام في الوسائط والأسافير ومجرد تقارير لدى المنظمات الوطنية والدولية لاستقطاب الدعومات المالية، كما وسلما لنخب السياسية التي صارت تتخذها وسيلة من وسائلها في الوصول إلى السلطة، هنالك أسر بأكملها قضت نحبها بالدانات وقذائف الطرفين المتحاربين وعشرات ومئات وآلاف الضحايا والمصابين والجرحى والمشردين وكأن لم يحدث شيئا، ومثلما تقف البلاد في حافة الفوضى العارمة فقد توسعت دائرة النزوح والتشرد بعد استيلاء الدعم السريع على مدينة ود مدني لتزداد معاناة النازحين إليها ليدفعوا إلى النزوح إلى مناطق أخرى وهم الآن في الطرقات هائمون على وجوههم ويفترشون الأرض ويلتحفون السماء. إن الفريق اول البرهان وأعوانه وعلى رأسهم(الفريقان الأولان) الكباشي والعطا فقدوا احترام الشارع السوداني الذي لم يعد يثق في قدراتهم على حمايته او حماية البلاد ، والحماية هي أوجب وأجبات القوات المسلحة ،وأمتلأت مراكز الإيواء والمعسكرات والمعابر بالفارين من جحيم الحرب العبثية الدائرة على غير هدى، وهنالك من لا يزال يمارس دغدغة المشاعر الدينية والمناطقية والجهوية والعنصرية مثل على كرتي. إن خروج قيادة الجيش من مدينة ود مدني قبل المواطنين وتخليها عن مسؤولياتها في حمايتهم مدخلا ليفقد المواطن ثقته في قيادة الجيش ، وما شاهده المواطن كان كافيا له ليصب اللعنات على البرهان وأعوانه، كما ولم تعد البيانات والتصريحات لوسائل الإعلام تجلب سوى المزيد من السخط والإزدراء .

  • الديمقراطية هل هو بالفعل مشروع الدعم السريع :؟
    بمثلما ان البرهان واعوانه هم مطايا حركة الإسلام السياسي فإن حميدتي وأعوانه هم مطايا محمد بن زايد وفي هذا الصراع المحتدم بين الطرفين ومن خلفهما أعوان النظام البائد يقفون مع هذا الطرف (البرهان) ومحمد بن زايد مع الطرف الأخر (حميدتي) .تظل الشعارات الرنانة المرفوعة السائدة لتبرير الحرب العبثية بمزاعم الديمقراطية والكرامة لتفضح ممارسات هذه الحرب العبثية الدائرة انصار النظام البائد وصنعيتهم الدعم السريع بان لا علاقة لها أولهم (لا بالديمقراطية ولا الكرامة). إن هذه الحرب ستمهد للحروبات المجتمعية في كل انحاء البلاد كما وان الأمم المتحدة بأعتبارها مرجعية الإعتراف بالشرعية الدولية للدول لن تعترف بالمنتصر في هذه الحرب، وستكون البلاد في دوامة منازعات مسلحة قد تصبح الغلبة فيها لقوات الدعم السريع ولكن لن تتمكن قوات الدعم السريع من فرض سيطرتها على كل البلاد كما ولن تجد الإعتراف من الأمم المتحدة بل ستصبح قوات الدعم السريع وأقعا مثل قوات حفتر بليبيا، مجموعات مسلحة تفرض سطوتها على مساحات شاسعة بالقوة، ولكن لا تمتلك فلسفة لإدارة الدولة او اي مشروع سياسي.
    مشروع محمد بن زايد في السودان :
    إن مدينة نيالا من المدن التي تأثرت كثيرا بالحرب وسقوط الضحايا والمصابين والجرحى، كما ولا يوجد من قدم العون الإنساني المعتبر أوالمساندة للمتأثرين بالإنتهاكات الجسيمة التي وقعت على إنسان نيالا ومناطق جنوب دارفور الأخرى، إن غالبية سكان مدينة نيالا قد نزحت او لجأت إلى دول الجوار لذلك فإن خروج مجموعة تحسب لقوات الدعم السريع وهي تحمل الصور الزاهية لرئيس دولة الإمارات محمد بن زايد في مدينة نيالا وفي ذكرى ثورة ١٩ ديسمبر المجيدة من الأمور المستفزة لسكان مدينة نيالا ، ان رئيس دولة الإمارات هو الآن من أطراف الحرب الأساسية في السودان، وتشهد نيالا معاناة الحرب وحركة النزوح واللجوء المستمرة بمثلما عانت مدنية الجنينة التي شهدت أفظع الكوارث وانتهاكات حقوق الإنسان كما الحال في زالنجي ومناطق أخرى بدارفور، لذلك فان تلك المسرحية الهزيلة الإخراج بنيالا عن دور إنساني لرئيس دولة الإمارات محمد بن زايد لا تعبر إلا عن اشواق انصار الدعم السريع كما ويكشف مدى ممارسة التضليل واستغلال الظروف للترويج لمحمد بن زايد وتصويره بان له افضال على مدينة نيالا وإنسانها. إن هذه المسرحية سيئة الإخراج كشفت بجلاء بان البلاد قد صارت مطية للأجندات الخارجية وبواسطة الطرفين المتحاربين . نواصل.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x