مقالات الرأي

الأزمة السودانية.. حرب مجنونة وأدوار مفقودة

بقلم: عزالدين يوسف(سمبلا)

في ظل الحرب المستعرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ومع تعقيدات المشهد وتطورات الأحداث واستفحال الأزمة السودانية وراهنها المعيش وفي سبيل البحث عن الحلول والرؤى المستقبلية بعد أن وصلت الأمور إلى النقطة الحرجة وصار حال البلاد في كف عفريت كان حري بسياسي ومثقفي بلادي ومفكريها وكل من يهمه شأن السودان ومستقبله وحادب على مصالح شعبه أن تكون لهم كلمة ورأي سديد فيما يحدث دون وجل أو خوف أو طمع في مكسب او مغنم بإيثار السكوت أو الصمت أو لحكمة في النفس من خلال النظر لمجريات الاحداث ومآلات الأمور وأن يكونوا خير معبرين عن ضمير شعبهم المنكوب بدلاًَ من الانكفاء على الذات والنجاة بالنفس من الأتون وكأن الأمر لا يعنيهم أينما كانوا وحلوا في الداخل أو الخارج في منافيهم البعيدة مذهولين من هول الصدمة والفجيعة وعظم المصاب وقلة الحيلة.
لم نسمع ولم نر أو نشهد لكم دوراًَ أو موقفا واضحاََ أو فعلاََ شجاعاََ بطولياََ ملموساََ على أرض واقعنا السياسي والفكري والثقافي من أجل وقف الحرب والدعوة للحوار بين جميع مكونات الشعب السوداني عدا النظام المباد وواجهاته إلا للقليل منكم بانوا وكانت لهم مواقف وكلمات وأفعال مشهودة وجهدهم ودورهم مقدر ومحفوظ من قبل الشعب .
لم نسمع منكم سوى عبارات الشجب والإدانة والاستنكار والعويل والنحيب على حاضر ومستقبل السودان وقليل من الحراك لبعض الانتهازيون من أجل مكاسب شخصية
مثل تلكم العبارات وحدها لا تكفي نحن بحاجة لفعل وآليات و مبادرات حقيقية صلبة تضم طيف واسع من الشعب السوداني الأبي والثوار الحقيقيون الأوفياء لإيقاف هذه الحرب المجنونة و العبثية على حد تعبير مشعلوها وبحاجة لقليل من الشجاعة لنقول لهؤلاء كفى فقد أوصلتم البلاد إلى الحضيض بطيشكم ورعونتكم وسياساتكم الخرقاء وآن عليكم أن تترجلوا وتفسحوا المجال للشعب ليقول كلمته إن كان حقاََ يهمكم أمر البلاد وشعبها
وأقول لسياسي بلادي ومثقفيها ومفكريها لم آثرتم الاختفاء والابتعاد عن الساحة قسراََ أو خوفاََ أو حياداََ أو لتقديرات ترونها وتقراؤنها من خلال المشهد أو لأشياء تعلمونها من خلال خبرتكم الطويلة بالشأن السياسي و الفكري والثقافي ودروبها المتشعبة و الوعرة ودرايتكم بكيفية التعامل والتصرف في مثل هكذا مواقف ولكنكم تخفونها في أنفسكم حتى تحين اللحظة المواتية للإفصاح عنها وانزالها لأرض الواقع عسى ولعل أن تسكت صوت الرصاص وهدير المدافع وقصف الطائرات وتوقف قتل الأبرياء وهتك الأعراض وسرقة وضياع الممتلكات ونهب الثروات وتدمير البنية التحتية للبلاد وإمكانياتها وتفسحوا المجال للحوار الجاد.
تركتم الساحة خالية لإعلام الفلول والخبراء الاستراتيجيون أو الاسطراطيجيون كما يحلو للبعض أن ينعتهم تندراََ وللمتسلقون والانتهازيون أدعياء السياسة والفكر والثقافة والإعلام وللإعلام المضلل المنحاز لأحد الطرفين مع غياب تام للمعلومة الحقيقية وحقيقة ما يجري و تغييب متعمد للشعب عن معرفة ما يدور في الساحة و إلى أين تتجه الأمور وما المآلات في المستقبل القريب والبعيد وصار الأمر أكثر سوءاًَ وتعقيداًَ التحشيد و التحشيد المضاد من الطرفين َالدعوة لاستمرار الحرب من أجل نصر لن يبين لأحدهم و الخاسر الوحيد هو الشعب السوداني مع تنامي خطاب العنصرية والكراهية والجهوية والمناطقية والتخوين لكل من يرفع صوته مطالباًَ بإيقاف الحرب أو يدعو لحوار جاد لمخاطبة جذور الأزمة السودانية التاريخية وإيجاد سبل وآفاق الحلول لها.
السودان الذي نتطلع إليه لم يولد بعد ولكنهم يريدون أن نظل ندور في فلك سودان مابعد خروج المستعمر سودان العام1956م وأن نرتضى بحكومات الصفوة الهزلية وديمقراطياتها الزائفة والمسرحيات العبثية لأصحاب الامتيازات التاريخية في أن يكونوا سادة على رقابنا وبأيديهم مقاليد السلطة والثروة ودفة الأمور يقودننا من حيث ندري ولا ندري إلى الوجهة التي يريدون
ألم يحن الأوان لنقول لهؤلاء كفى دعونا نتحاور لنؤسس لوطن لم يولد بعد ونقيم دولة المواطنة المتساوية والكرامة الإنسانية دولة المؤسسات و سيادة حكم القانون الحكم فيه للشعب وبالشعب ومن أجل الشعب ديمقراطية حقيقية في وطن يسعنا جميعنا بتنوعنا وتعددنا الفريد سودان نرى كلنا في مرآته وجوهنا ويكون كل أجزائه لنا وطن.
قليل من الشجاعة كثير من الصبر وقوة العزيمة والفعل والعمل الجاد تكفى لبناء السودان.


#المجد والخلود للشهداء
#لا للحرب
#نقاوم ولا نساوم
#والثورة مستمرة

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x