منوعات

في رثاء الرفيق عبد الملك عبد العزيز

بقلم: أحمد حسن أحمد

الرحيل المر: عبد الملك عبد العزيز أحمد.. لقد عشت نبيلاً وكنت رفيقاً صادقاً وأميناً على مشروع تحالف الشعب العريض حتي أنفاسك الأخيرة.

شهر فبراير 2024م قد كان من أسوأ الشهور التي مرت علي حياتي، فقدت فيه أعظم رفيق بل صديق وأخ من قبل أن نكون رفاقا، رن هاتفي بمكالمة من رفيق كان يمارضه ولأول مرة يصيبني الخوف دون ان نعرف ما التي استدعي ذلك الخوف الرهيب الذي شعرت به، والفاجئة الصادمةأخبرني بأن رفيقي عبد الملك رحل الي رحاب ربه ذهب متوجا بتاج الشرف الثوري واخمد عيونه الي الأبد من الحياة بعد مسيرة نضالية طويلة ملئ بالتضحيات والعطاء الثوري لايمكن ان يحصى عددا هذه الخبر نزلت كالصاعقة علي نفسي وجسدي، لولا حتمية الموت لما صدقته لانه اخر مكالمتي به امتدت لأكثر من ثلاثة ساعات متواصلة ومن المفارقة لأول مرة نتحدثوا مكالمة مطولة من مثل هذا النوع كأنه يعلم انه سوف يغادرنا بالرحيل ويريد يترك لي كلمة من الوداع الاخير قبل أن يباغته المرض اللعينة المتعايش معه، كان ذلك قبل يتغير حالته من الأفضل الي متأخرة رفيقي عبدالملك كان مبدئي في حياته سوى الاجتماعية ام الثورية بل في كل شي يقوم به لا تهزه رياح ولا لومة لائم يؤمن بكل حرف وكلمة يقوله وامينا مع نفسه والآخرين اجتمعت فيه كل الصفات الاجتماعية،المعرفية
السياسية،القيادية وثوريا مخلص وامين للثورة هذا ما جعله شخصية قوية مكتملة تماما رغم نسبية الكمال لا يهابه المخاطر ولن يتردد خوفا في القيام باي عمل ثوري مهما تحدق به حتي ولو حياته وكان دائما يقول لي رفيقي(الإنسان مهما طال عمره لن يستطيع الهروب من الموت وانا نفضل الموت وبجابني رفاق سأكون سعيدا ) وهكذا رحل كما كان يتمناه من حيث وسط رفاقه،الرفيق عبدالملك ذكراه عطرا وشموع تضيئ طريق الثورة بالانوار ودروس نضالية عظيمة للأجيال القادمة ولد الرفيق عبدالملك عبدالعزيز احمد عبدالعزير بمحلية قريضة في قرية (دونكي صقر) التي تبعد حوالي 20 الي25 كيلومتر جنوبا من عاصمة المحلية( قريضة) نشأته الاولي كانت هناك درس في مدرسة صقر الاساسية ثم تنقل في عدة مدارس منها مدرسة جوغانة الأساسية، عدالميارم وأخيرا مدرسة نور المعارف التي اكمل فيها المرحلة الاساسية ثم منه الي مدرسة قريضة الثانوية هنا كانت محطة تعليمية مهمة تعتبر النواة الاولي في تشكيل كارزميته المعرفية ثم منها الي جامعة رومبيك لكنه لم يواصل دراسته فيها بسبب تزامن افتتاح الجامعة الجديدة مع الانفصال وترحيل الطلاب الي الشمال واصل مسيرته التعليمية في جامعة بحري كلية التربية قسم الجغرافيا حتي تخرج منها و منذ التخرج ظل يعاني من مرض السكري الوراثي لكنه كان متفاعلا دوما ومقاوما لها حتي اللحظات الاخير من حياته الي أن تغلب عليه المرض عبدالملك مدرسة اجتماعية ومعرفية وثورية نعزي نفسي واسرته وجميع الرفاق في قطاعات الحركة المختلفة لهذا الفقد الجلل ورحمه ونور علي روحه بقدر ما قدمه من التضحيات النضالية أن لله وانا إليه راجعون.

الخميس 22 فبراير 2024م

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x