مقالات الرأي

تحرر العقل من الخرافات (6)

بقلم: صدام علي ادم عولمة

ماهي المرتكزات المشتركة التي تعطي الحرية بعدها الانساني :-
أن أول هذه المرتكزات هو حرية العقل :
بوصفه أداة للتفكير الذي يميز به الانسان من سائر الكائنات الحية ، هو مصدر إنسانية هذه الإنسان .
فالإنسان يحقق إنسانيته ويكملها إذا بقدر ما يفتح امام عقله آفاق التفكير غير المقيد وغير المحدود.
ولما يأخذ هذا العقل مداه يجب ان يتحرر من الإيمانية فإيمان العقل بنصوص جاهزة وبمقولات وافكار راسخة بوصفها حقائق مطلقة ممنوع الشك فيها ، ويحد من عقلانية العقل ويضعف قدرته علي التفكير وعلي البحث عن الحقيقة.
ثاني هذه المرتكزات هي حرية الإختيار :
أن يولد الإنسان حرآ هو مرتكز يمثل العمود الفقري للفلسفة الوضعية غير أن حدود الحرية لٱ تقف طبعآ عند حرية العقل بوصفة أداة تفكير ، بل ان حرية الإختيار تمثل مرتكزآ اساسيآ من مرتكزات الحرية ايضآ ، والإنسان ذو العقل الحر لديه ما يختاره من خلال تفاعل العقل مع ذاته ومن خلال تفاعلهما معآ مع الزمكان ، فتتكون لدي الإنسان اهتماماته ورغباتة ونزعاتة وحاجاتة وهو له الحرية في اختيارها وله الحق في توفيرها.
التحرر الفردي :-
ان التحرر الفردي هو المضمار الحقيقي الذي يتكامل به التحرر الجمعي ، والذي بدوره يعزز ويعدم كل محاولات التحرر الفردية ، سواء من العقل أي الإنسان ، أو من الإنسان الي العقل ، لتنتهي كل صور هذه الديالكتيك الي تكثيف حضور العقل الحر الصانع لواقع الانسان / الفرد الحر ، وتتميز الانسانية فِيه ، ومن هنا أصبح العقل المتحرر هي مرجعية عامة في الفضاء الإجتماعي المعرفي.
الفكر الإنساني التحرري :-
علي الرغم من أن الحضارة البشرية قد حققت في القرون الثلاثة الأخيرة في بعض مناطق العالم خطوات عظيمة علي مستوي الفكر الإنساني التحرري الذي ما ليست أن فرض نفسه في العلاقات الإجتماعية وإعادة إنتاج صورة جديدة للانسان الفرد عن نفسه وبالتالي علي مستوي البنية السياسية وعلي مستوي نماذج الحكم ، فإن هذه الحضارة شهدت في الفترة نفسها ابشع انواع السحق لحريات الكثير من الشعوب ففي الوقت الذي كانت أفكار جان جاك روسو
تضئ مشاعل الحرية والكرامة الإنسانية في الثورة الفرنسية كانت أفكار الحرية ، نفسها تسحق شعوبآ وحضارات متعددة في معظم مناطق العالم وتبني علي انقاضها.
عقل الانسان السوداني :-
أن التحرر مرتبط ارتباط تام و مباشرة بالمستوي التعليمي للجمتمعات والمنهج التعليمي المدروس وأن الشعب السوداني هي شعب فقير معرفيآ بصريح العبارة
ونسبة الأمية في السودان ما يفوق 30%
ونسبة التعليم فِيَھا أقل من 70% وحتي التعليم البسيط الموجود لم يساهم في وعي وتحرر أبناء وبنات الشعب السوداني لأن التعليم في السودان هي مفرق أن محتواه الحقيقي عبارة عن حشو وتكرار الأحداث عفى عنه الدهر وكلها بكرس للعنصرية والتفرقة والشتات بين مكونات المجتمع والمنهج السوداني هو طرف أصيل في التقسيمات القائمة بين الشعب السوداني (مسلم وكافر وعربي وافريقي وحر وعبد) .
تمييز علي اساس الدين او اللون او الجنس سياسات فرق تسد
التعليم بدلا ان يكون هو الأساس للنهضة والتطور أصبح رزيلة وشوكة في اجساد الشعب السوداني ويأكل من لحومهم
وان التعليم في جميع المجتمعات هو السلاح الوحيد والاجدر لتطور ونمو ونهضة الشعوب الي المراتب العليا من التقدم سوي كانت سياسيآ اواقتصاديآ اوثقافيآ لان التعليم مبني علي الأسس والنظريات العليمية المستلهم من الواقع والارث السوداني.
وان اختلاف اللوان والالسن والثقافات لم يكن يومآ سببآ لشتات بين الناس بل هي مصدر قوة والهام للشعوب المتطورة عبر التعليم الحقيقي والأنظمة والقوانين الدولية الإنسانية الذي ينظر للانسان من حيث هو انسان فقط.
وان مسألة التحرر هي درجة عالية جدآ من النمو العقلي والفكري و لٱ يعني ان كل قارئ متعلم ولا كل متعلم متحرر فهناك فرق بينهم و هذه كلها مراحل للعقل و درجات معرفية درجة تلو الآخر الي ان تصل اعلي الحرم .
وهذا مقارنة بالثورة السودانية الحالية الذي بدا من 12/2019حتي اللحظة نحن الان في عام 2023
انظر الي مدى الوعي والتحرر الذي حصل لدي الشعب السوداني في تقديري ان نسبة الوعي لدي الشعب السوداني تصل بنسبة 20% فقط والشعب التابع سوي كانت للأحزاب السياسية او الأفراد واللجان المكونة في الأحياء نسبة 35%
وديل انا بسمعهم التبعية العمياء وديل بتم استخطابهم عبر عاطفة او المصالح شخصية علي حساب الوطن
و الغالبية العظمة من الشعب السوداني وهم 45% طايهين في الوسط لٱ مع هولاء ولا ما هولاء اعلنو استسلامهم للواقع علي حساب المعيشة الصراع من اجل لقمة العيش والشعب السوداني عايش في تحت الفقر والمجاع لان تم فيهم تطبيق القانون (جوع كلبك يطبعك)
فالسودان بحتاج الي تعليم حقيقي يساهم في نماء وبناء الوطن وهي دولة الواحبات والحقوق المتساوية.
الخاتمة :-
ان ما نبزله لكي نكونوا احرارآ في دولتنا و مجتمع من حولينا ، فيجب ان يتضمن العقل كنشاط ، والحقيقة في هذه السياق ليست معرفة نكتشفها ، وانما هي واقع يجب ان نصنعه ، وهذا الواقع يكون هو الواقع الحقيقي فقد عندما يكون مطابقآ لما اراده العقل
لان العقل هو الكنترول .

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x