مقالات الرأي

لا يا بلقيس “العرب” السودان ليست إمكانياته بسيطة ولا شعبه بسيط!

بقلم: محمد عبد الرحمن الناير (بوتشر)

إن السودان من أغني بلدان العالم بموارده الزراعية والحيوانية والمعدنية وثرواته المائية ومناطقه السياحية وتعدد مناخاته وتنوع أعراقه وثقافاته ومعتقداته، فضلاً عن موقعه الجيوسياسي الذي يعتبر حلقة الوصل بين غرب آسيا وإفريقيا، فقط أن السودان تنقصه القيادة الرشيدة والإدارة السديدة لإدارة التنوع والموارد لخدمة إنسانه.

إن الشعب السوداني دمث الأخلاق وطيب المعشر ولكنه ليس “بسيطاً” بالمعني الذي تبادر إلى ذهني من قولك ، فهو الشعب “المعلم” بكل ما تحمل الكلمة من معاني ودلالات.

عندما كان السودان “سوداناً” كانت الكثير من البلدان من حولنا يعمها الجهل والتخلف ، فأغلب البلدان العربية قد (فكت) خط الكتابة على أيدي أستاذة ومعلمين سودانيين، فكم أستاذ جامعي وطبيب ومهندس وعامل ماهر قد ساهموا فيما وصلت إليه بلدان الخليج “تحديداً” من تطور عمراني وتنمية في شتي المجالات.

إن “السودان” حضارة ضاربة الجذور في أعماق تأريخ البشرية تمتد لآلاف السنين، وعندما عرف السودانيون الأوائل أنماط الحكم والإدارة والزراعة والصناعة “صهر المعادن” وبناء الأهرامات والمعابد وصروح العلم وإحترام حقوق “الإنسان والحيوان” كانوا من حولنا يدفنون “البنت” حية خوفاً من العار!

يكفينا فخراً وزهواً بأننا شعبٌ لا يقبل الذل والخنوع وبطش الحكام والمغتصبين، وقد كان السودان من أوائل دول الإقليم التي أشعلت ثورات مقاومة الحكام “الوطنيين” المستبدين في إكتوبر 1964 وأبريل 1985 وديسمبر 2018 التي لا يزال أوراها مشتعلاً.

كما أشعلت الشعوب السودانية ثورات “كفاح مسلح” ضد الأنظمة الصفوية ولأجل بناء الديمقراطية والعدالة والمواطنة المتساوية والتحرر من التهميش، والتي بدأت بحركة الأنانيا 1955 والحركة الشعبية لتحرير السودان 1983 وحركة تحرير السودان 2002 وغيرها.

وللسودانيين باعاً طويلاً في مقاومة المحتل الأجنبي بكل صنوفه وأنواعه ، وثورات الشعوب السودانية في الشرق والغرب والجنوب والشمال والوسط ضد الغزو التركي 1821 والإحتلال البريطاني 1899تشهد بذلك.

فالسودان ليس بلداً ذا “إمكانياته بسيطة” ولا شعبه بسيط يا “بلقيس”، وأعتقد جازماً أن التعبير قد خانك في وصف السودان وحاله التي لا تسر في ظل إنقلاب همجي بربري جاء بعد ثلاثين عاماً من حكم الآيديولجيا الإسلاموعروبية التي دمرت بلداناً وحضارات وأرست مكانها دعائم الجهل والتخلف والدماء والدموع!.

مرحباً بك في أرض “كوش” بلاد الكنداكات والملوك ؛ أماني ريناس، أماني تيري، أماني شاخيتي، و تهراقا وبعانخي وأركاماني.

10 مايو 2022م

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
عبدالرحمن عمر
عبدالرحمن عمر
1 سنة

مقال ممتاز للأستاذ ودالناير ،اصبت كبد الحقيقة يارفيق أحييك .

زر الذهاب إلى الأعلى
1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x