مقالات الرأي

مآلات الأزمة السودانية (2)


عنجهية أنظمة الدولة

إبراهيم عثمان (أبوخليل)

تشغل قضية الدين حيزاً كبيراً في الفكر والواقع “العربي – الإسلامي ” ،ويتزايد الإهتمام بموقع الدين في الفكر والسياسة والحياة اليومية باستمرار مقارنة بالتاريخ القريب
ومما يثير الدهشة تنامي الظاهرة الدينية في المنطقة مع تزايد العلمنة في بقية العالم والإتجاه لإبعاد الدين عن الحياة العامة وعن المجالات الخلافية مثل السياسة والاقتصاد ،الفنون ،العلوم ،الجغرافيا ،وقصره على الجوانب الروحية النفسية والوجدانية في شخصية الفردية والتي يمكن أن يحقق توازن الإنسان في بعض الظروف .
إن المشكلات السودانية ضمن الحيث الديني الممارس في جميع الحركة الإجتماعية وتحيز مؤسسات الدولة بأدلجة دينية عشائرية واصبحت المنظمات السياسية بالبلاد تردد خطابات ذات تابع ديني في جميع محافل الدولة الرسمية وخاصة المؤسسة العسكرية التي باتت قوة غاشمة تفرض سيطرتها على الحركة الاجتماعية و مؤسسات الدولة الاستراتيجية بخطاب اسلام سياسي ،وتخدير المجتمع بالروحانية الوجدانية التي أصبحت واقعاً معاش بين الشعب ضمن انتكاسة المؤسسة العسكرية من عقيدتها الحامية للوطن مما أدت لامتداد سلطة الإخوان المسلمين وجعل الدولة ميدان قتال والتطرف الأخلاقي ومع ذلك تنعكس السلطة الابوية القاهرة داخل الأسر وعلى مستوى الدولة مما جعل الإنسان السوداني ينظر للدين “دنيا ،ودولة” وهذا جعل الحركات التطرفية ممكناً كالصحوة ،والنهضة،حزب الله،الاخوان مما جعل السودان يصدر للمجتمع السوداني الصوفي أفكار التطرف التي نتجها نظام الإنقاذ عبر النظمات السرية والحزبية أبرزها جماعةالهجرة الي الله ،حزب المؤتمر الوطني،الشعبي،حزب الأمة ،الاتحادية ترتبت كل الأفكار المتطرفة من قبل الإخان المسلمين بقيادة الترابي حتى جعل الانقسام المجتمعي الطائفي ممكناً اوصلت بنا الي إقامة إمارة إسلامية -عربية ،وجعل في ترتيب العرب متجاوزاً التاريخ الثقافي للمجتمع السوداني وتعربيهم عنوة عبر مؤسسة التعليم والمؤسسة العسكرية .
عند النظر للمنهج السوداني يتمظهر إعادته الوطنية لمعرفة للعلوم مما أدى الي إجبار الأطفال إستخدام اللغة العربية حتى في منازلهم بعنهجية أدلجة الدولة مقابل المركز العربي حتى أصبحت اللغات المحلية مندثرة ويعتبر ممارستها جريمة في المؤسسات وحتى في المواصلات العامة والبعض يراها تخلف حتى اسمتها الواقع المعيب بالرطانة للغات الأصيلة بالحضارة السودانية ،ويحتفلون باليوم العالمي للغات الام متجاهلين اللغات المحلية مما أدت لتماهي بعض المجموعات مع الايدلوجيا المركزعروبي التي كادت منبع التخلف مقابل الدولة الحديثة لممارستهم الدين في المؤسسات وفي الحياة العامة مما أفاقت عقولهم في سبعينات القرن الماضي ،اليوم خضعوا لحداثة الدول ويشعرون بتقدم في البنية التحتية والاقتصاد الا إنهم يستوردون أفكار والعلوم بأنواعه حتى أصبحوا يستخدم جيوش كانت متقدمة قبل قرن ونصف قرن واليوم يشترونهم للإرتزاق لحفاظ نفوذهم المحلية والاقليمية نموذج مشاركة الجيش السوداني في حرب اليمن في صفوف السعودية دون تقدم جندي سعودي في هذا الحرب وكما التدخلات الامارتية بليبيا ومشاركة مليشيا الدعم السريع بليبيا واليمن ،الجيش السوداني يديرها أسر لها توجهات ذات تابع إسلامعروبي ظلوا يخدمون الجزيرة العربية مقابل دراهم ؛ ثم تحولات بالإمارات العربية المسلمة تحترم كل التنوع العالمي بل وسعت علاقاتها مع إسرائيل الذي يعد عقدة العرب والمسلمين لنظرتهم للصراع الاسرائيلي الفلسطيني ذات قيمة قومية العالم العربي الاسلامي دون النظر في تاريخ المنطقة كحضارة .

إن الأزمة الذي وقع عليه السودان ضمن الإعاقة المفاهيمية في سياسات الدولة سيما سباق في النفوذ الدولية والاقليمية في السودان ومنطقة القرن الإفريقي لم يشعر بسلام عندما يتغازل القادة مع بين الدولة والدين والمصالح الذاتية .
شهدت السودان صراع بين القوة الغاشمة ونسختها الذي صنعها في العقدين الماضيين كمليشيا يمزق عرش الدولة وتدمير السلام الاجتماعي سيما التحول الديمغرافي بالأخص منطقة غرب السودان مما جعل الإبادة الجماعية ممكناً ونزوح كل مواطني السودان من أماكن نشأتهم حتى اوصلت تلك الغشامة الي نزوح العاصمة القومية مما اجبرها للهجرة العكسية وتعتبر العاصمة المركز الرئيسي لإنتاج المليشيات والأفكار المعادية لنهضة الدولة.
هذه الأزمة المفتعلة يعد بالسودان وليس في جدة التي يعد ضمن القوة الفاعلة للحرب في السودان كما في اليمن سيما أمريكا الذي هي مصدر مشكلات المنطقة ويجعل امنها القومي في جغرافيا خارج النطاق القاري عند النظر في الأزمة السودانية يعتبرها أمريكا مهدداً لأمنها القومي بتحريك ملفاتها عبر الوكلاء المحليين والاقليميين .
مفاوضات جدة يجعل الحرب ممتدة وفق موازنة القوتيين المتحاربيين بالسودان رغم القوات المسلحة تمثل الدولة ومليشيات الدعم السريع على نيابة الدولة يتفاوض الطرفين كجهات موازية كدولة مقابل دولة هنا يكشف النفوذ الإقليمية والدولية من جهة المساند للقوات المسلحة السعودية ومصر وامريكا فقط مصر يدعم القوات المسلحة لوجستياً بشكل حقيقي بينما السعودية يستخدم القوتين في حرب اليمن وامريكا مع القوات المسلحة فقط بوجود فاغنر الروسية في صفوف مليشيا الدعم السريع بينما الإمارات يدعم مليشيا الدعم السريع بشكل علني عبر نافذة وكيلها الحدودي الخليفة حفتر مما يؤدي هذه المفاوضات الي وقف الحرب قصير الأمد ويفتعل مرة أخرى ويصبح السودان دورون في أيادي الريموت الدولي .
فشلت مفاوضات السعودية في الأزمة اللبنانية 1989 مما جعل مليشيا حزب الله قوة موازية للقوات المسلحة اللبنانية والي اليون يعتبر حزب الله حكومة ومن جهة حكومة الدولة متمثلة في المؤسسات أصبحت أزمة لبنان مُبهم .

الي الشعب السوداني إليكم الحلول الأتية ..
١/ حمل السلاح لكل مواطن ومواطنة لمواجهة الجنجويد وتحرير الأراضي من التحول الديمغرافي .
٢/ تنظيف مؤسسة القوات المسلحة من سياسات الإخوان المسلمين وإعادة هيكلة الجيش إدارياً بالإضافة لتغيير العقيدة القتالية وطني وأمان مواطنيها.
٣/وحدة الكفاح المسلح للعمل الجماعي والوصول لارضية صناعة مؤسسة جيش وطني موحد .

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x