مقالات الرأي

إذا لم نعتق أنفسنا من أسر المدرسة الأسبرطية في التربية لن نبني وطنا موحداً!

بقلم: نزار أحمد بريمة

للتذكير:
إن المدرسة الإسبرطية ( نسبة إلى إسبرطة ) هي نموذج تاريخي في التربية الجمعية وهي نقيض المدرسة الأثينية ( نسبة إلى أثينا ) – أم الديمقراطيات في التاريخ القديم إذ هي تهيئ المجتمع لأن يكون خاضعاً أو تابعاً ومُسلِّماً أمره لسلطة الفرد أو الجماعة المستعلية ، وهذه التهيئة تبدأ من التربية الأسرية القائمة على الخوف من السلطان وضرورة الخنوع له مما أنتج مجتمعات السُخرة والتي بدورها أنتجت أدبياتها لتكرّس النمط الأسبرطي حتى يصبح سلوكاً جمعياً.
كل الشواهد في الماضي والحاضر تُشير إلى أننا ثمرة هذه الإسبرطية التربوية ، وأن مجتمعاتنا فقط تنتج الخاضعين والمتسلطين معاً، وتنعدم عندنا روح المبادرة وننتظر رائداً أول ثم نتبعه ، نتبنى معه النجاح ونتبرأ من فشله، نبحثُ دوماً عن بطلٍ خارقٍ تسبقه أسطورته وإن لم توجد نصنعها له ، ثم نتركه ينوب عنا في أمورنا المعيشية التي نحسب أن من واجباته توفيرها لنا لا توفير أسبابها ، وكيف ومتى …؟
هذه التربية الإسبرطية تجعل من ديكتاتوريتنا الجديد أيقونة مدهونة لامعة سرعان ما يخبو بريقها عندما نجد أننا لم نبارح مكاننا .. كما أنها تحول السياسة إلى قطاع خدمي فتختفي المصلحة العليا للدولة وتضيع هيبتها بين الدول ..
فلنسأل أنفسنا :
• لِمَ لَمْ ينجزِ السودانُ عبر كل هذه الحقب دستوراً دائماً ؟
• لِمَ يجدُ كل نظام ديكتاتوري مرّ على البلاد حشوداً تصفق له وتحمي فساده ومفسديه ؟
• لماذا دائما عمر الأنظمة الشمولية أطول من عمر الفترات الديمقراطية مجتمعة بل أضعافها ؟
إذن نحن إسبرطيون حتى النخاع ، لا تُعجبنا صورتُنا إلا إذا جسّدها لنا بطلٌ أسطوريٌ صنعه وهمُنا وتنازلنا له عن أدوارنا في بناء وطنٍ نستحقُه ويستحقُنا .. وإلا

فالثورة مستمرة والنصر أكيد

17 مارس 2022م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى