مقالات الرأي

إرهاصات التحول الديمقراطي 30 يونيو نموذجاً والسيناريوهات المتوقعة…؟!

بقلم: نصر الدين عمر عثمان

بعد اثنين وسبعين ساعة من الآن؛ تقريباً يستعد الشعب السوداني للإحتفال بحدث تاريخي، يكتبه الشعب السوداني بنفسه بحروف من ذهب وهو الخروج في تظاهرة مليونية تتجه نحو القصر الجمهوري، من أهم شعاراتها هي المطالبة بسلطة مدنية كاملة والمطالبة كذلك بمحاسبة مرتكبي مجزرة القيادة العامة؛ وبالإضافة إلى المطالبة دون قيد أو شرط بإنهاء سلطة الإنقلاب برئاسة البرهان ونائبه حميدتي وحلفائهم من قيادات ال soft landing، والمطالبة بتقديمهم الي محاكمة عادلة وشفافة.

أما فيما يختص بالمليونية أود بأن أشير الي نقطة أساسية وهي بان هذه المليونية قصد لها أن تتزامن مع مبادرة ال USA وهذا ليس عن فراغ؛ وكل التكهنات والحيثيات تشير إلى تلك الطبخة التي وضعت في نار هادئة متمثلة في التسوية التي علي وشك الإعلان عنها والان يتم نسجها وهندستها في الخفاء؛ فقط لإسترضاء الشارع الملتهب؛ الذي يتمسك بالشعارات الثلاثة لا شراكة ولا تفاوض ولا شرعية وهذه التسوية أشبه بعملية مخاض عسير..! قد تفضي إلي تسوية سياسية أو قد لا تفضي إلي تسوية سياسية بالمرة..!؟

لأسباب عدة سوف أتطرق إليها عبر هذا المقال المتواضع؛ ومن المؤكد أن أطراف هذه التسوية هي قحت وأخواتها النخبوية من قيادات الصف الثالث من العسكريين؛ ومن أهم بنودها إبعاد البرهان ونائبه من المشهد السياسي؛ والإتيان باخرين، وعلى الرغم من أن الكل يدرك حقيقة أن الأزمة لا تتجسد في الأشخاص؛ بل في غياب المشروع الوطني والوفاق حول كيفية تأسيس دولة تقوم على مبدأ المواطنة المتساوية؛ هذه التسوية السياسية بادرت بها الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع المملكة العربية السعودية.

وعلي ضوء هذا؛ أود المقاربة لكشف عن خيوط اللعبة السياسية النخبوية تتبعاً للحيثيات الماثلة و قراءة المشهد السياسي بزوايا متعددة والسيناريوهات المتوقعة ما بعد ٣٠ يونيو هي تغيير شكلي؛ لا أود بتحليلي هذا أن اخيب آمال وتطلعات الثوار ولكنها هي الحقيقه العاريه كما يقول المثل؛ تسوية شكلية يحفظ ماء الوجه، لبعض من القادة السياسيين والعسكريين من النخبة المركزية؛ هذه النُخبة صراحة لاتهمها سوي أن تكون علي رأس السلطة بأي شكل من الأشكال وبأي ثمن ولو علي جماجم الأبرياء من جماهير شعبنا؛ فقط لتمرر أجندتها الأحادية والإستحوازية للسلطة.

هذه الزهنية الإستحوازية؛ التي يسمي بالدارجة أو العامية عقلية التهويش” بالتهويش” زهنية لاتعي مطلقاً بمآلات الأوضاع من تشريد وتهجير للمدنيين وقتلهم أمام مسمي ومرعي الجميع، لذا لا توجد هنالك حلول جزرية لهذه الأزمات علي مستوي الأرض، وأصبح الفقر والمعاناة صفة ملازمة للمواطن؛ لذا مثل هكذا إشكاليات ماهي إلا نتاج الي غياب القادة الحقيقيين، الغيورين علي البلد، الذين لهم الحس الوطني العالي، لاينامون ليلا ً ولا يتناولون طعاما الا ذلك الطعام، الذي يتناوله الشعب.

هم قادة أثناء وجودهم في السلطة تسير الأمور علي ما يرام بتلقائي نفسها؛ ليس لأنهم يمتلكون عصا موسى؛ لا أبداً ! بل لأنهم عمليين؛ وحتي لا ابالغ بإمكانك أن ترى بام عينيك نوعاً من علامات الرضاء والإجماع يمشي بين الشعب علي رجليه! بسبب عوامل المصداقية والشفافية؛ الذي يمتازون بها، أنهم القادة لا تغيرهم الزمان ولا المكان؛ قَل أن تجدهم يكابرون فهم دوماً متواضعون يضعون مصلحة الشعب قبل كل شئ.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Abdalkhalig
Abdalkhalig
1 سنة

قدام

زر الذهاب إلى الأعلى
1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x