مقالات الرأي

التعايش السلمي

بقلم: موسي عبد الله يوسف (كربوجي)

ليس هناك مجتمع أو دولة في عالمنا المعاصر لا تطمح نحو الأمن والسلام، وأن يعيش أبناؤها متحدين متآلفين يقبل بعضهم بعضا ولا يسعى بعضهم لإفناء البعض الآخر، فقد أدركت البشرية بعد تجارب مريرة أن الخاسر الأول من عدم الاستقرار وغياب الأمن والسلم الداخلي هم أنفسهم قبل غيرهم.

فبآت الحكومات المتعاقبة في السلطة منذ خروج المستعمر الى يومنا هذا تتمطرست حول السلطه، وتهميش بعض الأقاليم مما أدى الى إندلاع الحروبات الأهلية الطاحنة منها سياسة التهجر القسري للسكان الأصليين وإستبدالهم بما اتو بهم من النيجر، تشاد، افريقيا الوسطى في حواكير الضحايا.

رغم كل ذلك، ما زالت هناك فرصة لتحقيق التعايش السلمي في ربوع البلاد فالتعايش السلمي يدعو الناس إلى التسامح والتآخي، فإذا حققوا ذلك استطاعت المجتمع السوداني، وفي رسم ملامح الحضارة الإنسانية المبنية على الحقوق والواجبات.

والتسامح ثمرةٌ للتعايش ونتيجةٌ عنه، فلا يمكن أن يكون التسامح إلا بعد عيش مشترك لجماعة من الناس، تحمل أفكارًا وتصورات متباينة، وتمارس عادات متنوعة، وتنتمي إلى ديانات مختلفة، وهو قيمة راقية لا تصدر إلا عن نفوس كريمة. وللتسامح الديني آثارٌ على الفرد والمجتمع، كما أنه يسهم في البناء الحضاري، الذي يعني انطلاق نمط من أنماط السلوك الإنساني، يعترف بالآخر، فيؤثر فيه ويتأثر به، وهو ما يعني حضارةً قويةً وممتدةً، لن تعصفَ بها التقلباتُ المختلفة كما قيل.

لذلك فإن الحكومات الرشيدة مدركة لمصالح أبناء شعبها تعمل على أن ترسخ في أذهان المواطنين قيم الحوار والتسامح وتقبل الآخر ، وباتت الحكومات الرشيدة تتخذ من الضمانات والوسائل ما يكفل المساواة بين أبناء الشعب ويأخذ على يد كل من
يحاول تهديد الاستقرار أو الإضرار بالغير.

ختاما، أدعو كل من يعتنق المبادئ والقيم الإنسانية، ويحترمها قولا وفعلا، أن يترجم ذلك بالمشاركة في إعادة إعمار مهد رسل الإنسانية والكرامة!

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
موسي عبدالله يوسف
موسي عبدالله يوسف
5 شهور

🙏🔥✌🙏🔥

زر الذهاب إلى الأعلى
1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x