مقالات الرأي

الحروب وإنعكساتها السالبة في الوسط الإجتماعي (السودان نموذجاً)

بقلم/ يوسف داؤد ( جدو )

في ظل تصاعد حدة الحرب في السودان من حين لآخر ، وعدم نية الطرفين لوقف إطلاق النار ، وحتى عدم إلتزامهم بالمبادرات الإقليمية والدولية المقدمة بالهدنة الإنسانية ، تتفاقم الوضع المجتمعي في السودان لتصل إلى أعلى درجاتها .

حيث تتزايد معدلات القتلى والإصابات بوتيرة متفاقمة ، تنظر إليه بما لا يحمد عقباه من خسائر فادحة في الأنفس والأرواح البريئة ، أضف إلى ذلك تعقيد الحياة العامة وصعوبة إجلاء وحصر القتلى والمصابين مما يزيد الأمر سوءأ بعد خروج العديد من المرافق الصحية عن الخدمة بسبب قذفهم وإنقطاع التيار الكهربائي وشح الإمدادات الطبية ، ويعتبر هذا الأمر جريمة إنسانية وأخلاقية في المقام الأول تتنافى مع قوانين وأعراف ونظم منظمة الصحة العالمية حسب تقرير لجنة أطباء السودان المركزية ، والتهجيرات القسرية للمواطنين من وإلى المناطق الأكثر أمانأ ، وذلك لتجنب خطر الموت بسبب الإصابات المتكررة داخل المنازل ، نتيجة لإطلاق القذائف والعيارات النارية بصورة عشوائية ، في ظل المطاردات المستمرة بين الطرفين في الشوارع والأحياء السكنية، ونهب الأسواق وممتلكات المواطنين .

حيث تحوم التكهنات حول وقوع كارثة صحية  وإرتفاع نسبة المجاعة في ظل عدم سماح طرفي النزاع بفتح ممرات آمنة لأصحاب الإختصاص للتدخل وإنقاذ الموقف ، والمنظمات الحقوقية والمحلية والإقليمية والدولية لتوصيل المعونات الغذائية والدوائية .

 وحسب إستطلاعات الرأي العام والوسط الإجتماعي تقول بأن هناك جثث غير مرفوعة في شوارع الخرطوم يبدو عليها علامات التحليل والإنتفاخ ، وتدني الخدمات الصحية بصورة غير مسبوقة ، ونقص في المواد التموينية في المناطق التي هجرت إليها متضرري الحرب وذلك بسبب العبئ الكبير عليهم وإزدياد نسبة المتضررين  بصورة يومية حتى أصبحت المدارس والساحات العامة موضع سكن .

 فالملاحظ في الأمر وحسب قرءات الواقع السياسي السوداني أن لهذا الحرب أبعاد سياسية أكثر من اي خلافات عسكرية وبتدخل تام من أيادي القوى السياسية غير الشريفة وقيادات النظام البائد التى تريد أن تحافظ على الوضعية القديمة للسودان .

ما يمر به السودان هذه الأيام أصبح الأمر خطر بل وخطير لذلك
نطالب من طرفي الصراع بفتح وتأمين مسارات آمنة لمعالجة المصابين وتوصيل المعونات الغذائية والدوائية  لمضرري الحرب .
كما نناشد كافة القوى السياسية السودانية الشريفة ومنظمات المجتمع المدني وكل أصحاب الشأن والضمير الإنساني الحي التدخل ومجالسة طرفي النزاع في طاولة واحدة لفتح حوار جاذب بينهما لوقف إطلاق النار أولأ قبل كل شيء .

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x