مقالات الرأي

الرأى اليوم: إنتصارات الإذاعة الدلالة والمعانى!

بقلم: صلاح جلال

💎 لنعترف بالإنتصار المعنوى والعسكرى للقوات المسلحة فى الإذاعة والتلفزيون صباح اليوم الثانى من رمضان كأحد حقائق الحرب الدائرة منذ عام مضى الطبيعى فيها تبادل النصر والهزائم بين طرفيها، ويجب أن لا نغفل المشهد الكلى مع نشوة النصر ، حرب ١٥ إبريل من العام الماضى تدخل شهرها الثانى عشر ، وقد شملت ٨٠% من البلاد بشكل مباشر و٢٠% بشكل غير مباشر ، لقد سفكت الدماء وهدمت البنيات التحتية وشردت ما بين النزوح واللجؤ ما يقدر ب ١٥ مليون ، ووضعت البلاد على حافة مجاعة تهدد ٢٥ مليون نسمة من السكان ، أخرجت الحرب العبثية ٧٠% من المشافى عن الخدمة و١٩ مليون طفل عن مسيرة التعليم ، وخلقت حالة من إنسداد الأفق وغياب الأمل لكل بنات وأبناء الشعب وتآكلت الدولة حتى أصبحت جذر معزولة بلا هوية دولة وبلا وظيفة رعاية لمواطنيها وهم يقومون لرعاية أنفسهم ويأكلون من خشاش الأرض ، هذا هو المشهد المفزع على الواقع اليوم الثانى من رمضان فى المشهد الكلى للحرب أمام المشهد الإحتفالى فى أحد الاجزاء من أمدرمان .

💎 ما حدث من إسترداد لإذاعة أمدرمان والمنطقة حولها فى الملازمين إنتصار معنوى كبير للقوات المسلحة بعد تراجعات كبيرة على مستوى القطر خلال العام المنصرم وإنتصار لجبهة البلابسة السياسية نهنئكم عليه ، ويجب على قوات الدعم السريع الإعتراف بشرف الهزيمة فى هذه المعركة كما كانوا يعلنون ويحتفلون بإنتصارتهم حلوة المذاق الآن مٌرها ذوقوه هكذا هى الحرب لا تبقى على حال ، ما تم صباح اليوم من نصر ليست نهاية الحرب ، مازال النصر النهائي بعيد وبعيد جدا بالحسابات الواقعية وإن كان ممكناً سيكون بكلفه كبيرة أشك فى توفرها فى زمن قريب ، عليه أتطلع أن تستغل قيادة القوات المسلحة هذا النصر الكبير معنويا بما يمثله مبنى الإذاعة والتلفزيون من رمزية سيادية للدولة والمحدود عسكرياً بالمقارنة بخريطة الحرب الراهنة فى العاصمة وبقية الأقاليم ، وعلى القيادة العسكرية توظيف هذا الدفق المعنوى الذى تحقق صباح اليوم والدخول فى مفاوضات جادة لوقف هذه الحرب بشروط موضوعية وواقعية على الطرفين وأن لا تفوت هذه الفرصة التاريخية بالإنفتاح على مزيد من الحرب هذه مغامرة غير مأمونة العواقب تحت تأثير نشوة زائفة، مما يعمق الجراح ويفتح أبواب تبادل النصر والهزيمة بين طرفى الحرب .

💎 مازال طريق الحسم الحربى طويييييل جداً وبعيد ومكلف ، الطريق الأقصر للخروج من هذا المأزق الوجودى هو التفاوض لوقف القتال وإنهاء هذا الفصل الدامى من تاريخ البلاد وهى تواجه تحديات هشاشة الدولة وضعف تماسك المجتمع ونفاد الموارد هذه هى صورة الحقائق الواقعية وليست المتخيله.

💎 قلنا ومازلنا نكرر هذه الحرب لن يكون فيها منتصر ومهزوم على أسنة الرماح مهما تطاولت بالأدوات العسكرية ستجدد الحرب نفسها وتنفتح على نسخ متعددة لأنواع الحروب الأهلية ، ولديها من المؤهلات للإستمرار المكلف لعشرات السنين قادمة
مما يقضي على الأخضر واليابس فى جسد مٌُنهك ومُسخن بالغبائن ، على القائد الشجاع إتخاذ القرار التاريخى الصحيح فى اللحظات الحاسمة ، والتوجه لتحقيق سلام الشجعان من خلال تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولى (٢٧٢٤) القاضى بتحقيق هدنة إنسانية فى شهر رمضان المعظم ، والإنفتاح على مفاوضات جادة لوقف دائم للعدائيات لوقف الحرب والدخول فى عملية سياسية مدنية تستعيد مسار الإنتقال المدنى الديمقراطى الذى قطعه الإنقلاب .

💎💎ختامة
نداء لطرفى الحرب فى رمزية الفريق البرهان والفريق حميدتى ، لانمل من تكرار أبيات شعر للبرغوتى حتى يبقى الغافل والناسى فهيم

بعضُ المعاركِ في خُسرانِها شرفٌ

من عاد منتصرًا من مثلِها انهزَما

صلاح جلال
١٣مارس ٢٠٢٤

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x