مقالات الرأي

الـعـلاقات الأمـريـكـيـة الـخـلـيـجـيـة ومـنـطـقـة الـشـرق الأوسـط..!!

بقلم: السيناتور مبارك الباحث في الدراسات الإستراتيجية

تعتبر العلاقات التاريخية للولايات المتحدة الأمريكية ودول مجلس التعاون الخليجي خاصةً دولتي الإمارات العربية المتحدة ، المملكة العربية السعودية قطر ، البحرين والكويت كل هذه الدول تُحظى بعلاقات جيدة دبلوماسية تجارية وعسكرية مع واشنطن، والولايات المتحدة الأمريكية من أوائل الدول التي إعترفت بدولة الإمارات العربية المتحدة فور إنشائها في ديسمبر كانون الأول 1971 ومنذ تلك الفترة حافظت دولة الإمارات العربية بعلاقات دبلوماسية و إقتصادية قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولعل الأمر أن الإمارات العربية تمثل مركز تجاري كبير في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي وتملك السوق العالمي ويبلغ حجم التجارة في دبي بأكثر من 100 مليار دولار وتُحظى دبي بالسوق المحلي و الإقليمي والعالمي، وتاريخ العلاقات ما بين واشنطن وأبوظبي و ما شهدته في الفترة الماضية من تعقيدات بين البلدين والتوترات في تحول علاقات الدول الخليجية والولايات المتحدة الأمريكية وخاصةً أثناء فترة الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما ، حيث جعل الصين أن تصبح أكبر قوة إقتصادية في العالم حسب المسؤولين الأمريكيين الإقتصاديين ومحللي السياسة والمهتمين بشأن المراكز البحثية، وكانت السياسة الخارجية لدول الخليج في وضع الصيغة النهائية لخطة العمل المشتركة والشاملة مع إيران حول الإتفاق النووي دون التشاور مع دول مجلس التعاون الخليجي وكانت هنالك محاولة أمريكية للتدخل الأمني في منطقة الشرق الأوسط، وكان الموقف الأمريكي حول الصراع في اليمن بإنقلاب جماعة أنصار الله الحوثي المدعومة من إيران على السلطة الشرعية في اليمن وكان تحرك الحوثيين للسيطرة على عاصمة اليمن صنعاء ، وأيضاً محاولة ومواجهة ثاني أكبر المدن عدن بعد العاصمة، وتم إنشاء التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة بادارة الحرب في اليمن رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية تنظر للتحالف العربي الذي تقوده الرياض لمقاومة الحوثيين في يونيو حزيران بأنها تجاوزات و خروقات بجانب حقوق الإنسان، والعام الماضي سحبت إدارة الرئيس الأمريكي جوبايدن صواريخ باتريوت من السعودية في الوقت الذي كانت تواجه السعودية هجمات جماعة الحوثي بالطائرات بدون طيار والصواريخ البالستية بإستهداف العاصمة السعودية الرياض والمناطق الإستراتيجية في العمق السعودي كشركة أرامكو وهي إحدي أكبر الشركات المنتجة للنفط والمطارات والأماكن الحيوية ، وتعتبر علاقات جوبايدن متوترة بشكل كبير إذا ما قورن بعهد سابقها دونالد ترامب الذي حُظيّ بعلاقات دبلوماسية عسكرية وتجارية قوية لم يسبقها فيه أي رئيس أمريكي بتاريخ الولايات المتحدة الأمريكية مع دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية بشكل خاص، والولايات المتحدة الأمريكية عندما قُتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية الرياض بتركيا وسمحت الإدارة الأميركية لوسائل الإعلام والكنغرس بمقاضاة الرياض، وكانت بداية توتر في العلاقات ما بين الرياض واشنطن بعدم إلتزام من الناحية الأمنية والتغييرات الجيواستراتجية للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وفتح الإدارة الأمريكية النظام العالمي أحادي القطب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بعد سقوط الإتحاد السوفيتي الذي تبنته روسيا والصين وأن إدارة جوبادين ونظرته للغزو الروسي لأوكرانيا يقصد به النظام العالمي ثنائي القطب الذي إنتهى في التسعينيات مع نهاية القرن العشرين.

والموقف الضبابي لبيع صفقات الأسلحة الأمريكية تقنية حديثة تكنولوجية ومتطورة لدولة الإمارات العربية المتحدة منها مقاتلات إف 35 الذي تريدها الإمارات العربية المتحدة بمقابل تطبيع العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل وتعليق صفقات بيع الأسلحة لأبوظبي قد تعيق ملف تطبيع العلاقات الإسرائيلية والإمارات العربية في المستقبل القريب وما تبقى من الدول العربية عموماً، ونتج عنها توتر في العلاقات الأمريكية الخليجية وتحول فتح العلاقات الإسرائيلية ودول مجلس التعاون الخليجي بتوقيع إتفاقيات التبادل التجاري في المجالات المختلفة كالتدريبات العسكرية الصناعات الدفاعية والطيران، ورفضت دول مجلس التعاون الخليجي الموقف الحيادي تجاه الحرب في أوكرانيا كما وصفت الدول العربية أنها تجاوز الولايات المتحدة الأمريكية بالتزامات ما إتفقت مع الإدارة الأمريكية السابقة من إتفاقيات ولم تنفذ ، لا يوجد تحالف حقيقي على الأرض بين واشنطن والدول العربية للتعاون أي من المجالات الأخرى ومن المرتقب أن يزور الرئيس الأمريكي جوبايدن في منتصف يوليو تموز الجاري إسرائيل وفلسطين والمملكة العربية السعودية لتقريب العلاقات الإسرائيلية العربية، وفي الأشهر الماضية كان هناك إستياء تام بين واشنطن وحلفائها في الشرق الأوسط والخليج في إطار العوامل السياسية الإقليمية والدولية، وتباطؤ المملكة العربية السعودية من زيادة إنتاج النفط لتغطية حصة روسيا والإمارات العربية المتحدة ، أدان الغزو الروسي لأوكرانيا وسافر وزير الخارجية أبوظبي إلي موسكو و إستقبلت دولة الإمارات العربية المتحدة الرئيس السوري بشار الأسد وكل هذا تملص التحولات في العلاقات الأمريكية الخليجية ومنطقة الشرق الأوسط ، ومن ناحية أخرى مفاوضات حول الملف النووي الإيراني مع القوى الستة الكبرى وهي نقطة مفصلية في العلاقات الأمريكية الخليجية وهذا الاتفاق النووي الإيراني تم توقيعه في العام 2015م وتتصور الدولتين الرياض وأبوظبي أن الإتفاق النووي لا يخدم مصالحهما ما قامت به إيران بإستهداف منشآت النفط في السعودية أثناء فترة إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ولم تقوم الإدارة الأميركية في ذلك الوقت بالرد على الهجمات الإيرانية، وكان هناك من يطرح السؤال عن شركاء واشنطن في الشرق الأوسط والخليج هل هم شركاء بالفعل أم لا؟

ويري زعماء دول الخليج أن الولايات المتحدة الأمريكية لاتقدم الضمانات الأمنية الكافية لحلفائها في الخليج، والمصالح الأساسية التي تريدها واشنطن في الشرق الأوسط والخليج تدفق النفط وتأمين إسرائيل ، والغزو الروسي لأوكرانيا أدى إلى إعطاء واشنطن أهمية كبيرة للخليج والشرق الأوسط، ويعتبر الملف النووي الإيراني من أولويات الإدارة الأميركية بتغيير سياسات تجاه منطقة الشرق الأوسط وتتمثل في الدعم لإسرائيل والضغط على إيران بتوقيع إتفاقية حول برنامجها النووي ، وفي حال فشل الإتفاق النووي الإيراني مع القوى الستة الكبرى ستقود إسرائيل لتحالف عسكري أو محور جديد هو إسرائيل والدول العربية التي طبعت علاقات مع الكيان الصهيوني والدول الأفريقية معاً لتمكنها لمواجهة التهديدات الإيرانية في الشرق الأوسط والخليج، وملف حقوق الإنسان سيكون من جدول الأعمال للرئيس جوبايدن لزيارته المرتقبة إلى السعودية وإعادة ربط العلاقات الإستراتيجية مع الرياض، وسيحضر جوبايدن القمة مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بتلميح وتطبيع العلاقات مع إسرائيل وسيحضر قمة زعماء مجلس التعاون الخليجي لتعزيز العلاقات الأمريكية الخليجية حفاظاً على المصالح الإستراتيجية الأمنية و الإقتصادية والدبلوماسية لواشنطن، وسوف يحمل رسالة في رحلته من تل أبيب إلى الرياض والخطوات نحو التطبيع ومناقشة قضية حقوق الإنسان والحريات الأساسية التي تمثل جدل المملكة العربية السعودية ( الرياض)وبعض عواصم الدول العربية.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x