مقالات الرأي

قراءة نقدية في مآلات الإتفاقيات الثنائية وفشلها في تحقيق السلام الشامل

بقلم: حواء عبد الرحمن عبدالله أحمد

إن جميع الإتفاقيات الثنائية الجزئية التي أبرمت ما بين الحكومات والمعارضة تارة وحركات الكفاح المسلح تارة أخرى، فشلت في تحقيق السلام الشامل ودائمآ تنتهي هذه الإتفاقيات بالحرب لأنها لم تخاطب جذور الأزمة التاريخية المتجذرة والاسباب التي من أجلها اندلعت الحرب ، بل تأخذ المنهج النمطي الثنائى بين طرفين:

الطرف الاول:

يمثل الحكومة صاحبة السلطة التي تعطي الحقوق وتقسمها كيفما تشاء.

الطرف الثاني:

يمثل المعارضة التي وقفت ضد سياسات النظام الحاكم تطالب بنظام ديمقراطي وكفالة الحريات وسيادة حكم القانون، أو التي رفعت السلاح للمطالبة بحقوقها الطبيعية وغيرها من المطالب.

أثبتت التجارب أن الإتفاقيات الثنائية الجزئية فشلت تماماً نتيجة خطأ منهجي و نظرة الحكومات المتعاقبة للأزمة السودانية وحصرها في نقطة ضيقة وحلها في حزمة متفرقة مثل مشكلة الجنوب وليس مشكلة السودان في الجنوب وكذلك مشكلة دار فور وليس مشكلة السودان في دار فور وايضآ في جبال النوبة والنيل الازرق وغيرها من مشاكل السودان في المناطق والإقاليم المختلفة بدلا من مخاطبة جذور الأزمة السوانية التاريخية وحلها مجمعة في ( حزمة واحدة ) أيضاً من الأسباب الجوهرية غياب الرؤية السياسية والإقتصادية والإجتماعية والأمنية ، وحصرها في مناطق معينه والرفض التام لمشاركة الشعوب السوانية أصحاب المصلحه الحقيقيين في تحقيق السلام الشامل والأمن والتطور والنماء والوحده لوطنهم ،
ونجحت الحكومات الصفوية المتعاقبة على السلطة التي أبرمت الإتفاقيات الثنائية بتحويل الاطراف الأخرى الذين ابرمت معهم الاتفاقيات إلى موظفين في السلطة ينتهي مهامهم بإنتهاء الفترة المحدودة في الإتفاقية ، ومن ثم يعودون إلى المربع الأول وهو مربع الحرب.

الأراضي المحررة
15 مارس 2022م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى