مقالات الرأي

السودان مسرحاً للصراعات العنفية..!!

بقلم: أسماء إسماعيل

لا يُخفي على أحد أن أجيالاً برمتها من أبناء الشعب السوداني عاشوا حياتهم في براثن الحرب و الدمار و تقوقعوا في الظلم و الظلمات بسبب الصراعات العنفية التي مرت بها البلاد منذ زمن بعيد و مازالت مستمرة فالحرب القائمة الآن ما هي إلا حلقة من حلقات الصراعات على الساحة السودانية و جولة من جولاته.
أبناء الشعب السوداني أثناءالحكم الثنائي توحدوا جميعآ من أجل إستقلال الوطن و لأن إنهاء الحكم الثنائي كان بالنسبة لهم مطلباً مشتركاً بين جميع مكونات الشعب بإختلافاتهم الثقافية و السياسية و الجغرافية و الإجتماعية ، ذلك الفترة كانت فرصة عظيمة لكي يُحدث المجتمع السوداني تغييراً  جذرياً شاملاً و يحكموا أنفسهم من أجل أنفسهم لتحقيق الحكم الديمقراطي الحر ، و لكن للأسف لم يرغب البعض في الإستغلال الأمثل لتلك الفترة بسبب أطماعهم في السلطة و الثورة لذا بدأ يزداد وتيرة الصراعات من حين إلي اخر بين المكونات ما بين ثورات التمرد و فشل الإتفاقيات و أصوات تنادي بالإنفصال مما أدى إلى إنتاج صراعات عنفية مستمرة  كل ذلك نتجت عن تجاهل مطالب الشعب التي بدورها تؤدي الي تأسيس دولة وطنية لها دستورها القومي يجمع عليها الشعب أجمع  دون حيز  بالتالي إنقفض مستوى التفاؤل السياسي فأنتج حكومات وطنية  سوءا كان في فترات الحكم المزعومة بأنها ديمقراطية أو فترات الحكم الانقلاب العسكري كلها أكثر حماسا للحرب و إستخداماً للعنف .
   ظلت فكرة الوحدة الوطنية بعيدة بسبب الحرب الذي إستعصى على جميع الحلول التي بدورها تفتقد النهج الواقعي و الموضوعي في الإصلاح و معالجة كل مشكلات الصراعات بحيث باتت جميع أتفاقيات الصلح بالفشل الذريع إبتداءً من مؤتمر جوبا 1947م  ما قبل الاستقلال مروراً بكم هائلة من الإتفاقيات حتي إنتهائاً بسلام جوبا 2020م و المؤسف أن كل إتفاقية تعاقبها نشوب حرب يأكل الأخضر واليابس و هاكذا قد لقي البلاد حظه الوافر من هذه الحروبات المهلكة .
الصراعات التي تدور كلها متداخلة و مترابطة مع بعضها البعض و لم يكن هنالك صراعاً مختلفاً من ناحية الأسباب الجوهرية المتمثلة في عدم المساواة السياسية و الاقتصادية و الإجتماعية و لكن من يثير الخموض في بعض الأسباب المظهرية ف أطراف الحرب يتمسكون بالأسباب الآنية التي أججت الصراع و يخفي الأسباب الجوهرية بطريقه أو بأخرى و هذا يعود غالبا على طبيعة الحكومات المتعاقبة التي زرعت مثل هذه الأفكار لتغطية جوهرية الأسباب بالتالي هذه الصراعات امتداد طبيعي لأفكار الصفوة .
من حق الجميع أن يعيش في سلام و آمن فلطالما أن جميع مؤتمرات السلام والتعايش السلمي باتت بالفشل  و أصبح السودان مسرحاً للصراعات العنفية لابدا من وضع إستراتيجية جديدة جديرة بحل هذة الأزمات المتزامنة على طول الوقت و ليكن الحلول ذات المنهج العقلاني الموضوعي و الواقعي و ليجتمعوا كل أبناء الشعب السوداني عبر حوار شامل داخل وطنهم  (حوار السوداني سوداني )  ليحددوا أسباب جذور أزمة البلاد من ثم يتم تحديد الحلول الممكنة الذي يتفق عليها الشعب عامة .

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x