التقارير

تقرير عن أوضاع النازحين في إقليم دارفور

الإدارة العامة لمعسكرات نازحي ولاجئي دارفور

تقرير عن أوضاع نازحي دارفور

يعيش إقليم دارفور ومعسكرات النازحين واحدة من أسوء و أبشع فتراتها منذ إندلاع الحرب المستمرة ، فبالرغم من بعض فترات الهدوء التي شهدها الإقليم إلا أن الأمور تأزمت بشكل غير مسبوق منذ 15من أبريل الماضي بعد الحرب التي إندلعت في الخرطوم و سرعان ما انتقلت إلى دارفور لتعم كل أنحاء الإقليم فلم يبقى هناك مكانا آمنا يمكن الاحتماء به، ولأن دارفور من أكثر مناطق البلاد هشاشة كانت الحرب فيها ذات تأثير كبير خاصة في ظل حالة الشلل الكامل للحركة من والى الإقليم بسبب التحديات الماثلة، وهذا ما ضاعف من معاناة سكان دارفور والنازحين بصورة كبيرة وانقطاع كل متطلبات و ضروريات الحياة و بالتالي كانت النتيجة تعدد اسباب ومسببات وطرق الموت للمدنيين والنازحين.

إن حالة الإنهيار التي تشهدها دارفور ومعسكرات ومراكز إيواء النازحين والفارين من لهيب الاقتتال في المدن والقرى تنذر بخطر اكبر سيما و الغياب التام للمسؤولين وحتى المجتمع الدولي والإقليمي وكأن الأمر لم يعنيهم في شيء وبالتالي تصاعد حدة معاناة سكان دارفور بصورة متسارعة ومخيفة.

معسكرات النازحين باتت هي الوجهة الوحيدة للفارين من المدن الكبيرة والقرى رغم ما تتعرض لها من عمليات حصار وقتل ممنهج في مسافات قريبة من المعسكرات وإطلاق أعيرة نارية بصورة متكررة إلى هذه المعسكرات في محاولة لاحداث شرخ واقتحامها وهو الأمر الذي نستنكره بشدة وفي سبيل ذلك فقدنا عشرات الأرواح من النازحين وما زالت تتواصل عمليات إزهاق أرواح الأبرياء في ظل غياب الوازع والأخلاق.

إننا نعبر عن سخطنا الواضح لمآلات الاوضاع على معسكراتنا وفقداننا لكل مقومات الحياة وضروريات البقاء مع تزايد المخاطر وتصاعدها ما ينذر بما هو أسوأ إن لم تتدخل الجهات المؤمنة بالإنسان وضمان كرامته، وإلى جانب الوضع الأمني بات الوضع الغذائي والمعيشي هو الأسوء حتى من أوج حرب 2003 في ظل الانغلاق الذي يضرب دارفور و عدم وجود جهات فاعلة تهتم بأمر انسان دارفور المسكين والمعزول.

في الجانب الغذائي كل دارفور تعاني أشد المعاناة وبحاجة عاجلة لإعلان مجاعة حقيقية في ظل ارتفاع معدلات التضخم والإصابة بسوء التغذية ومعظم الأسر الآن أصبحت خارج إطار الأمن الغذائي و هذا الأمر يحتاج إلى شجاعة وجرأة لإعلان حالة مجاعة في إقليم دارفور تماشيا مع الوضع المتردي والذي يزداد سوءاً مع استمرار الحرب وعدم تلقي اي معينات غذائية منذ شهر مارس الماضي.

الصحة و الدواء أحد المعضلات الرئيسية والتي فقدنا فيها أرواح عديدة خاصة أصحاب الأمراض المزمنة بعد أن استحال حصولهم على الدواء إما لنفاذه أو استحالة الحصول عليه بسبب المخاطر الأمنية و توقف جل المستشفيات والمراكز الصحية.

الأطفال والحوامل أكثر الضحايا تاثرا بالحرب ومآلاتها وراح العشرات منهم متأثرين بسؤ التغذية خاصة الحوامل اللواتي بحاجة إلى تدخلات جراحية وتعذر ذلك وبالتالي فقدان الأم وجنينها مما تركت آثارا نفسية سيئة لدى أسرهم قد لا تزول الى الأبد.

أما التعليم فقد أصبح حلما بعيدا على الأقل في القريب وفي ظل الأوضاع الماثلة و حتى مدارس المعسكرات تحولت لمراكز إيواء للفارين من القرى والمدن الكبيرة وبالتالي إكتظاظ المعسكرات بالنازحين والضغط على مصادر المياه التي خرجت معظمها عن الخدمة بسبب انعدام الوقود.

نطالب المسؤولين والجهات الإنسانية والأمم المتحدة بكل وكالاتها و منظماتها ومجلس الأمن الدولي والاتحاد الافريقي ومنظمات المجتمع المدني المحلية والإقليمية وكل الحريصين على سلامة أرواح وحياة المدنيين بأخذ قضيتنا مأخذ الجد والعمل بإخلاص من أجل استنقاذ أرواح الأبرياء و نزيف الدم المستمر وقطع الطريق أمام إنزلاق الأمور إلى ما هو أسوا،
كما نطالب المحكمة الجنائية الدولية بالاضطلاع بمسؤولياتها الأخلاقية أولا ومنع وقوع المزيد من الانتهاكات وضمان سلامة من بقي على قيد الحياة قبل أي خطوة أخرى.

اسحاق محمد عبد الله
رئيس معسكرات
النازحين واللاجئين
السبت 21 إكتوبر 2023م

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x