مقالات الرأي

لأول مرة يتفق أبناء وطني!

بقلم المبشر: عادل إدريس

حتي ما قبل الإستقلال لم يتفق أبناء السودان جميعاً علي ثوابت وطنية ، فالإستقلال كان صفقة بين المستعمر وقوي الهبوط الناعم حينها، والتي أطلق عليهم رفاق المشروع الأول في التحرر مصطلح (جلابة) و ذكرهم الرفيق د. أبكر آدم إسماعيل باسم المركز في كتابه “جدلية المركز والهامش” ، وهي الصفوة نفسها المتحكمة في الدولة حتي اليوم.
يتضح عدم الإتفاق بجلاء بعد الإستقلال في الأوهام التي يسميها الصفوة بالثوابت الوطنية، مثل العلم والنشيد الوطني وغيره، دعك من فرض المشروع الإسلاموعروبي والذي يعتبر أُس الخلاف والمشكلة. ماذا يخطر ببالك وانت تتابع المليونيات في الشوراع، كم من الأعلام والرايات تشاهد؟
عن نفسي أشعر بإرتياح كبير عندما أسمع النشيد الوطني لحركة/جيش تحرير السودان قيادة الرفيق عبد الواحد محمد نور الذي تمت إجازته في المؤتمر اللقاء التشاوري الذي عقد بالأراضي المحررة في الفترة من 25 يونيو إلى 3 يوليو 2021م.
علي أي حال اتفق أبناء السودان جميعا ولأول مرة دون دعوة لحوار وطني أو مائدة مستديرة يجلس فيها الصفوة علي الجانب الأيمن وأصحاب المصلحة في الجانب الايسر، ليتبادلوا أوراق الغش والخداع.
هذا الإتفاق كتبته دماء سالت وآخرين علي أهبة الاستعداد أن يضحوا بأرواحهم من أجل تحقيق أهداف الثورة المجيدة وإسقاط الإنقلاب وخروج المؤسسة العسكرية من السلطة بشكل كامل ونهائي. الرافض الوحيد كان قادة الإنقلاب البرهان وحميدتي وجنرالات اللجنة الأمنية للبشير وفلول النظام البائد.
إن شعارات المليونيات يجب وضعها في الاعتبار عند أي عملية سياسية تجري في الوطن، وخروج الجيش من العملية السياسية يعني حكم مدني كامل، يستطيع تنفيذ شعار حرية، سلام وعدالة.

22 مارس 2022م

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x