مقالات الرأي

مفهوم الشراكة السياسية والتدافعية في علم الإجتماع

بقلم الأستاذ: نزار أحمد بريمة

الشراكة السياسية تعني في أوسع معانيها حق الفرد في أن يؤدي دوراً معيناً في عملية بناء الحياة السياسية، لكنها في أضيق معانيها تعني حق ذلك الفرد في أن يراقب هذه الأوامر السياسية أو تلك بالتقويم والضبط عقب صدورها ، مع العلم أن هنالك فرق بين الشراكة بهذا المعنى والإهتمام من ناحية والتدافع أو التجاوب من ناحية ثانية. فالإهتمام يعني عدم السلبية، حيث يشعر الفرد أن الشؤون العامة والأوامر السياسية ترتبط بحياته ووجوده الذاتي تأثيراً وتأثراً. وسواء أدى ذلك إلى إستخدام حق معين في عملية اتخاذ القرار السياسي أم لا. فإن الإهتمام يظل مفهوماً مستقلاً عن الشراكة. أما التدافع فإنه يعني التجاوب، حيث ينسى الفرد ذاته في نطاق الوجود السياسي. هذا التدافع يشكل حلقة تتوسط الإهتمام والشراكة. فالإهتمام قد يؤدي إلى التدافع، وكذلك الشراكة تفرضه.
ودلالة ذلك ، أن الشراكة السياسية شكل من التدافعية السياسية، تتعلق ببنية الإجتماع ونظام الحكم السياسي العام وآليات عملياته المختلفة، حيث يكمن موقعها داخل نظام الحكم العام في المدافعات، سواء أكانت لتقديم المساندة للحكومة القائمة أو المناصحة والمعارضة، ولكنها تستهدف إصلاح أسس نظام الحكم، بالصورة التي تتلائم وعقائد الأفراد والجماعات الذين يقدمون عليها. لكنه يشير في الوقت نفسه إلى أن الشراكة السياسية لا تقف في كثير من الأحيان عند حد مدافعات نظام الحكم، وإنما تتعدى ذلك إلى مرحلة تحويل العقائد، وخاصة إذا وجد أفراد أو جماعات قريبة من تكوين المؤسسات ومن نطاق عملها.

3 أبريل 2022م

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x