مقالات الرأي

ورطة البرهان وفلوله

بقلم: السمؤال جمال

لا شك أن هنالك ضغوطاً إقليمية ودولية على طرفي الصراع في السودان لتوقيع إتفاق جدة، ولكن يبدو أن البرهان متردد في التوقيع، وذلك لسببين:

الأول: إن الفلول لا يريدونه توقيع الإتفاق لأنهم سيكونوا خارج سياق اللعبة، مما يعني القضاء عليهم كلياً حاضراً ومستقبلاً.

الثاني: إن الوضع العسكري للجيش وخسارته لمعظم مواقعه الإستراتيجية في الخرطوم، والحصار المطبق عليه فيما تبقى من القيادة العامة والمهندسين ووادي سيدنا والسلاح الطبي وسلاح الإشارة ومعسكر حطاب، وحصار قواته في الأبيض وكادقلي والفاشر ونيالا وزالنجي، وإقتراب قوات الدعم السريع من شندي وعطبرة ومروي، لا يساعده في تحقيق نقاط في طاولة المفاوضات، لأن الموقف العسكري ينعكس على الموقف التفاوضي.

ربما يفكر البرهان وفلوله في تغيير معادلة الحرب لصالحهم ولو قليلاً ومن ثم الدخول في عملية التفاوض وتوقيع إتفاق، ولكن ومن خلال متابعة مجريات الحرب والصراع ، هنالك إستحالة في أن يحقق الجيش أي إنتصار أو يسترد أي موقع سيطرته عليه قوات الدعم، لأن حسم المعركة يتطلب قوات مشاة على الأرض، ولا تحسم المعارك بالطائرات المدفعية، وأفضل للبرهان وفلوله الذهاب إلى جدة وتوقيع إتفاق بأسرع ما يكون، بدلاً عن إنتظار معجزة من السماء في زمن عزّت فيه المعجزات، فجرادة في كفة أفضل من إنتظار وعد البلابسة الذي لن يتحقق.

ليس لدي البرهان قوات يمكن أن تغير من معادلة الحرب، لأن قواته في الولايات محاصرة داخل حامياتها ، وكل محاولات نجدة الخرطوم بقوات من الخارج قد فشلت وتكسرت تحت بنادق وتاتشرات قوات الدعم السريع، والمواطنين المستنفرين الذين تم تدريبهم على عجل خلال بضع أسابيع، لا يمكن الإعتماد عليهم في تحقيق الإنتصار الإستراتيجي المفقود، فقد فشل الجيش “المدرب والمحترف” وله خبرة في القتال في هزيمة الدعم السريع، فكيف يهزمهم بمواطنين لم يخوضوا حرباً في حياتهم وليست لديهم معرفة أو تدريب كافي في فنون القتال؟!.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x