مقالات الرأي

ميلاد طفولتي في ضاحية الحرب و ميلاد طفلي بها

بقلم: سيف الدين آدم احمد(ديفيد )

كيف لنا أن لا نعرف بأن الحرب اسوى شي بالحياة و لكن عندما يصبح منهجا للدولة تدرس بها كل فاقدي التربوي على أنها أفضل وسيلة لاكتساب أموال باهظة ومبالغ طائلة غير مشروعة و الجلوس باماكن في قائمة الهرم السلطوي بضريبة أرواح المواطنين العزل حينها قد تكون أحد الثلاثة ضحايا، اولها ضحايا الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية في وطن يكثر فيه القانونيين بمعزل عن القانون او قد تكون أحد الضحايا التى تستخدم لأعضاء الجريمة نفسها هذا بجانب الرصد التي تجعلك بالجانب المعاكس التي قد تكون أحد ادوات الحراك للبحث عن التغيير لواقع أفضل لكن الاسوى أن تستخدم في مصلحة صفوة بدرب النضال .

قد يتبادل في زهني عدة تساؤلات لماذا ولدنا في هذه التوقيت بالذات ؟ لماذا الحرب مستمر من لحظة ميلادنا و ميلاد إبني الأول؟ كيف لنا أن نجعل من الحرب سلام شامل ابدياً ؟
أعتقد نحن من الأجيال المحظوظين في عمرنا الثلاثين لفهم مجريات الأحداث التي تشهدها البلاد فيه لأن المناهج و المدارس أكدت لنا انعدام تاريخ الوطن لذلك علينا كجيل أن نوثق عهدنا لمستقبل الوطن و قادمي الأجيال.

منذ الصغر ترعرعنا تحت وطاية الأرض المحروقة بنيران الجنجويد التي استخدمها الدولة كقوة تقتل المواطنين العزل خارج القانون فقد شهدنا جميع انواع الانتهاكات الإنسانية من نزوح و قتل و تشريد و اغتصابات و نهب ممتلاكات، و ممارسة ابشع الجرائم بصورة مستمرة و منظمة من قبل الدولة .

بالعام ٢٠٠٣م و عندما كنت بالصف الخامس أساس بمدرسة ذات الراسين النموذجية بمحلية وسط دارفور حينها كانت المحلية تتبع لولاية غرب دارفور رئاستها الجنينة كنت اراقب تكرار الإعتقالات للوالد العزيز من قبل جهاز الأمن و المخابرات و قد أتذكر أحدهم يدعى مصطفى النور ، حينها كنت اتسائل أمي و اخواني الكبار لمعرفة ماذا يدور و ماذا يحصل لأبي و من هؤلاء فكانوا يردون لي كن شجاعا ً هذا طريق النضال و الشرفاء فحتما الوالد سوف يكون بخير ،
لكن هنالك حالة اعتقال ما ظلت اتذكرها لحدود اليوم عندما اوقف جميع تحركات عجلة حياة الأسرة الاقتصادية و التي جعل صديق لي بالحياة اخي الكبير عندما كنا نذهب الي المدرسة و بعد خروجنا في منتصف النهار كنا نقوم باخذ صناديق الاورنيش للذهاب إلى احد داخليات البنات في جامعة زالنجي لممارسة العمل لتعويض ما أوقفت حياة الأسرة لاستكمال مسيرة التعليم لأن اعتقال الوالد قد تحول من بيوت الأشباح الي سجن زالنجي بعد محاكمة لا يصدق التي نطقها القاضي بين ١٨ و ٢١ عاما و عندما سؤلت لماذا ادركت أن الوالد كان ضامن ل خميس ابكر الذي يشغل منسب والي ولاية غرب دارفور الآن عندما كان هو بصفوف حركة جيش تحرير السودان تم القبض عليه بحوزته ٢١ قطعة سلاح فقد كسر الضمانة و هرب الي دول الجوار لاستكمال طريق النضال و لكن بعض كل هذه الفترة قد استوقفت لزمن قصير لمعرفة ماذا كان يفعل خميس ابكر طول الفترة و هل له علاقة بالنضال و ماذا يفعل بعض توقيع اتفاقية جوبا للسلام بالعام ٢٠٢٠م و هل هنالك ذرة اخلاق له كنت اكتشفها فقد بزيارة للوالد بالمنزل و لكن لم يحصل بل كان هنالك وعد كاذب رتبه مع الوالي أديب عبدالرحمن يوسف والي لولاية وسط دارفور ،
و المؤسف بالأمر حتى لحظة وفاة الوالد لم يأتي للعزاء و لا استطاع أن يقوم بواجبه لحماية المدنيين العزل بغرب دارفور من ارتكاب الانتهاكات الإنسانية التي تقع على انسانيتهم .

لكن دعونا نعود للوراء لتوضيح بعض تجارب الحياة لقد استمرة صداقة اخي الكبير في نفس المنوال و استمرار نفس المهنة التي أوقفتها دخولنا الجامعة قد سبقني بعام، طالبا بجامعة جوبا كلية الآداب قسم فلسفة عندما عاد بالإجازة للبلد قد هداني ملابس جميلة جدا وجذابة كنت ارتديها للتسكع بالعساري في طرقات المدرسة عند الحصص المسائية و في العام التي تليه لحقت به طالبا بجامعة النيلين بكلية الإحصاء و العلوم الرياضية قسم الرياضيات و باليوم الثاني لي بالخرطوم العاصمة السودانية ذهبت معه الي جامعة جوبا و كانت هنالك ركن نقاش فجاة تحولت الي معركة طلابية انيفة بين تجمع طلاب الحركة الشعبية لجنوب السودان DC و المؤتمر الوطنى .
في العام ٢٠١٥م اعتقلني قوات شرطة المباحث من داخل مباني محكمة زالنجي على خلفية أحداث طلابية خلفت عنهم اعتقالات تعسفية انتهت بالمحكمة لقد كانت أول ما قمت بها بمجال حقوق الإنسان و استمرة مسيرة الكفاح مع استمرار نيران الحروب و في حالة الشداد و المضايقات الأمنية كانت معسكرات النزوح تحتوينا حيث فها أجمل بساطة الحياة ، لكن عند حملة أطلقها الجبهة الشعبية المتحدة سميت بحملة شهداء الوطن حيث كانت يوم بكل ولايات السودان و كنا بزالنجي كانت الأكثر لأنها أشعلت سوق المدينة و أكدت للكل أن هنالك أبطال لكن غابت عننا خمس شهور مطاردات من أفراد الجهار و المباحث فكانت شهور التكتيك و قد شهدها خمس شهور مطارادات من جهاز الأمن بسبب انطلاقة ثورة ديسمبر المجيدة ففي احد الأيام لقد امسكت بي شرطة المباحث بحي الكرانك بزالنجي عندما كان يرافقي رفيقي المقدر محمد موسى (البور) و لكن لقد حدث خلاف بينهم بان يسلموني للجهاز او اطلاق سراحي و قد كان قرار مدير الشرطة اطلقوا سراحه هذا لا يخصكم .

لقد اصبح التكتيك منهج امارسه يوميا لكن في ابريل ٢٠١٩م تم اعتقالي عند لحظة غليان ثورة ديسمبر المجيدة
ففي احد ليلي الاعتقال بمعتقالات جهاز الأمن و المخابرات بزالنجي راودني افكار الزواج و بالفعل بعض سقوط البشير و إطلاق سراحنا في ١١ ابريل ، قد زوجت و كنت أدرك بأن الحياة قد نعيشها بسلام و ان مستقبل البلاد و الأجيال قد تكون بخير .

بالعام ٢٠٢١م أنجبت طفلا أطلقت عليه اسم ( ثائر ) بالفعل كانت ايام و لحظات ثورية جميلة لكن في نفس العام و العام التي تليها كثرة الاعتقالات حتى يكاد تغيير عجلة حياتي و هو ما جعلني ان اتسائل هل ما عشته قد يعيشه طفلي و بالفعل أصبح كل يوم تزاد وطيرة الحرب بتكاثر قوات خارج المؤسسات العسكرية تقودها الدعم السريع بالسر فاستمرة حتى إندلاع الحرب في ١٥ أبريل و هي ما جعلت صعوبة الحياة بالحرب الذي شمل اغلب ولايات السودان فأصبح ثائر و امه نازحين تاركين منزلهم بحي الاستاد التي أصبح ارض المعارك بين الجيش والدعم السريع .
ثائر و أمه الي نيالا ثم الي دول الجوار لاجئين خارج ديار الوطن .

مقالات ذات صلة

1 1 vote
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x