مقالات الرأي

معاناة تلازم أساتذة الجامعات ومعلمي المدارس

بقلم: أحمد محمد عبد الله

بعد التحية والتقدير والإحترام المتبادل لأساتذة الجامعات السودانية ومعلمي المدارس في كل ربوع الوطن لهم جزيل الشكر لما يقومون به من دور عظيم لهذا الشعب العريق دون كلل أو ملل رغم التعقيدات التي تمارسها الأنظمة الإستبدادية والجبروتية وتهديداتها القمعية على مؤسسات التعليم في السودان والإقصاء الممنهج للأساتذة والمعلمين والتي بدأت بضرب البحوث العلمية وتهميشها كلياً ليصبح التعليم خبر كان دون تطور .
وكما نراه اليوم من إضرابات وعصيان المعلمين و أساتذة الجامعات ، وهذا ناتج من تراكم الأزمة التي أصابت المؤسسة التعليمية، تلك المؤسسة التي تمثل العمود الفقري لنماء وتطور الأجيال والمجتمعات ولكن هيهات؛ إن المعاناة تلازمهم ولا خيار أمامهم سوى الإضراب و العصيان للمطالبة بحقوقهم المهنية من توفير بيئة تعليمية جيدة، وتهيئة المناخ لهم في كيفية إرسال رسالتهم.
والغريب في الأمر أن المعلم أو الأستاذ الجامعي يعاني من أبسط مقومات الحياة من سيولة نقدية لسد الحوجة الطارئة ناهيك عن الرفاهية.
ونؤكد بأن التعليم هو نواة التغيير الذي يقوم بتهيئة العقل وتثقيفه بأسس ومعايير وطنية وينشر ثقافة التعايش السلمي الديمقراطي في أوساط شرائح المجتمع والأجيال ، لذا الواجب على الدولة هو الدعم المادي والمعنوي لهؤلاء القدوة حتى بلوغ الغاية المنشودة وهي دولة الحرية والكرامة الإنسانية.
لا يفوتني أن أذكر بأن المعاناة أيضاً تلازم تلاميذ وطلاب المدارس والجامعات ويفتقرون لأبسط الإحتياجات من كتاب مدرسي وبيئة مهيئة وحرم جامعي يواكب التطور والتقدم ، حتى يكون هناك إستقرار نفسي و إقتصادي وإيجاد برنامج سياسي جديد يدعم الأستاذ والمعلم لكي يتسنى لنا جلياً إكتساب معارفهم وخبراتهم لنصل إلى ركب عجلة التطور والتقدم.
إن واقع الطلاب والطالبات مأزوم جداً ومأساوي ، من قفل للجامعات وإعتقال الطالبات والطلاب والتهجم على الطالبات في الداخليات.
فكل هذا أدى لعدم إستقرار التعليم في الدولة ، إذ لابد من التحلي بالصبر رغم التحديات والصعاب والظروف الإقتصادية الضاغطة و نعمل على إسقاط الإنظمة الديكتاتورية التي تعمل على هدم التعليم وتغييب دور المعلم، ونؤسس لدولة حقيقية ،دولة ذات مؤسسات وقوانين تتفق عليها كافة الشعوب.
كما لا يفوت على الطلاب ما تمر به البلاد من التعقيدات السياسية وإختلاف الرؤى الفكرية وهيمنة الصفوة العسكرية على زمام الأمور و المنتفعين معها ، لا خيار سوى إسقاط هذا الإنقلاب البغيض المتربص بالسلطة.
إن السؤال الذي يطرح، ما هي الوسائل الممكنة للإرتقاء بمستوى التعليم ؟
للإرتقاء بمستوى التعليم لابد من العمل على خلق بيئة تعليمية مناسبة لأساتذة الجامعات ومعلمي المدارس الذين هم أحد الركائز الأساسية في التعليم ، وجعلهم مسلحين بمنجزات ومعطيات العصر العلمية والتقنية ومجال إستخدامها بشكل متوازن علمياً وفكرياً.
على الأستاذ أو المعلم الإلمام بأهداف العملية التعليمية والتربوية والتركيز على حاجات الطلبة وإهتماماتهم وهواياتهم.
إن الإهتمام بقضايا ومشكلات التعليم وتوفير إحتياجات المعلمين ضرورة حتمية لإنجاز ونجاح العملية التعليمية وتحقيق أهدافها السامية في مواقف التعلم المختلفة بأداء أفضل ،والعمل الجاد على إستمراريته وتنوعه حتى يتواكب مع مطلبات العصر الحديث.
لا زلنا على قبضة المؤسسة العسكرية الصفوية وبمعاونة أجسام مدنية تربطهم علاقات وإمتيازات تاريخية ولا يهمهم الشعب وقضيته ، لذا إستمرارية الثورة هي ضرورة ملحة لإسقاط هؤلاء الأشرار ووصول إلى توافق وطني شامل بحكومة مدنية مستقلة مكتملة الأركان تعمل على تحقيق شعارات الثورة وتلبي طموحات وغايات هذا الشعب الباسل وأهمها إصلاح مؤسسات الدولة بما فيها التعليمية.
السودان اليوم بحاجة إلى أبنائه وبناته من الثوار المنتفضين الثائرين بغض النظر عن الإختلاف الديني والإثني والعرقي والسياسي لإعادة الثقة بين الأطراف السودانية ولا يمكننا إنكار بأننا نعيش في مرحلة إنقلابية فوضوية غير موفقة في غالب مستوياتها وهي نتيجة محاصصات حزبية ضيقة؛ ونعمل على وحدة الصف الثوري الوطني لبناء دولة حقيقية لم تؤسس بعد.

9 مارس 2022م.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى