مقالات الرأي

الحرب ليست لعبة على رقعة الشطرنج

بقلم: عبدالرؤوف إدريس عمر

ولو لمجرد إعتقاد لم تتّعظ القُرآ أن الحرب ليست أضحوكة على فشل القيادات العسكرية المتهورة في تاريخ السودان وليس هنالك حاجة الي الخوض في تقديم براهين بأسبابها المختلفة وتعقيداتها المستمرة ولربما نجد الملاحظة أو الفشل غير معني بها القيادة العسكرية فحسب بل لم تعتقد حتى المتعلمين من ذوي الدرجات العلمية بأن السودان وأبناءه لديها ما تقدمها لخلاصها، إذا وما كان الضرورة هو الانتقال والتحول نحو مجتمع أكثر إيجابيا ومنفتحاً نحو والوصول إلى الديمقراطية أو لبناء هذه النوعيه من الدولة بما يكفيها تحمل تسلق أعدائها من العملاء وحلفائهم وتجار الحرب بالداخل والخارج ، وهذا لسيت سوء تقدير للكفاءة الفردية رغم أنها حجة “الأفندية” وسمتهم التي تتعالى بهم النزعات الذاتية و الشوفونية والرغبة في الانتصار لذواتهم على حساب الشعب والامة، بل محاولة لفت الإنتباه إلى عمق القضايا التي تتعلق بالأزمة السودانية وبالتأكيد فشلت إدارتها في معالجتها سيما وبالتأكيد المقاومة المتواصلة لأبنائها ” الثائرون” علانياً، واساتذتها” المفكرون ” رغم ضعف قدراتهم علي خلق نموزجاً ثورياً لمناهضة الحرب ومسبباتها ” العوائق أمام المصالحة المجتمعية والسياسية ” أي إيجاد آليات التفاهم الذي هي الشعلة اذا استمرت لتساهم في تجاوز النزعة الفردية والمعايشة الفردية ولتتجاوز الثقافة السياسية المصلحية نحو خلق نموذج و نسخ ثقافي سياسي عمومي تتبلور فيها قيم الديمقراطية و هذا الملاحظة ربما يكون السبب الأوحد في انهيار و توقف آلاف المبادرات و التحالفات والذي تسببت إلى انشقاق العديد من الاحزاب و النقابات والحركات وهذا نتاج مباشر لغياب الثقافة الديمقراطية الأمر الذي يجعل الكثير يدور حول الذات اكثر من الموضوع علي الدوام.
فهذا الحرب ليس نزهة عسكرية وليست لعبة على رقعة الشطرنج إنما فوضى سياسية وخلل في البرامج السياسية للمعنين بها من الأحزاب ومفكروه إستغلتها المحاور الإقليمية والدولية وهو الخلل الرئيسي للممارسة السياسية السودانية في تبنى سياسة تحالفات مصالح ” البرغماتية” التى هي شرط الاستعمار تاريخياً وحاضراً، الأمر الذي نصفها بمثابة نسف لمفهوم التحرير واستقلالية الدولة، وإنما تهديداً لمستقبل السودان وحاضرها، فلماذا لم نعود للتاريخ ولنأخذ العبرة ونضع في الاعتبار أننا السودانيون أبناء عدد من الحضارات استمرت لأكثر من ١٠٠٠ عام ولم يكن لنا ملاجئ الأيتام، الأطفال والمسنين ( الورقة المشرّع وبوابة دخول الاستعمار الحديث) لأننا لم نتخلص في تاريخنا يوماً من الأطفال ولم نتخلص من أمهاتنا وأجدادنا ولأننا مجتمعات إنسانية منذ الميلاد، أليس قادرون على حماية هذه القيم التاريخية والجمع بينها وبين القيم الحديثة في عملية تقاسم السلطة والثورة بين مجتمعاتنا ؟! ولو لمجرد إعتقاد أننا قادرون فتبا للحرب فهي صنيعة الاستعمار التي لم تتّعظ منها السياسيون وعبث وكلاء الاستعمار دون مبالاة على حياة وكرامة شعب السودان.

مقالات ذات صلة

3.5 2 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x