مقالات الرأي

أثر غياب التنمية والتنشئة السياسية في علي مرة التاريخ السياسي السوداني

بقلم: محمد طاهر المخضرم

أن غياب التنمية والتنشئة في السودان بترجع للأنظمة السياسية المتعابقة على كرسي الحكم في السودان لأنها لم تبني على أسس وقواعد التنمية والتنشئة في نظامها السياسي علي مرة التاريخ السياسي السوداني بل أنها بنيت علي أسس سياسية تمكين في الدولة على حساب الشعب السوداني، وتكريس العنف وتسويق السياسي الحزبي الضيقة في نفوس الشعب السوداني، وهذا ما جعل الأمر التنمية والتنشئة أكثر تعقيدا في السودان، مما أسهمت في تفكيك النسيج الاجتماعي والتعايش السلمي والثقافي للشعب السودان، وهذا ما نعني منه اليوم، علما بأن لعملية التنمية والتنشئة عنصران مهمان في عملية الاستقرار السياسي ،فلابد للنظام السياسي عن يتوفر فيه هذين عنصرين، لكن للأسف الشديد في السودان لم ولن تنال التنمية والتنشئة حظه وهذا ما يمكن أن نسموا غياب نهج التنمية والتنشئة السياسية، بحيث شهدت البلاد طول تاريخه جوه الفراق السياسي المستدام، بل نجده فيه الجو مشحونة بالمشاكسات بين القوة السياسية السودانية المتعاقبة نفسه، مما أدي إلي إنهيار المؤسسات الدولة بشكل كامل بدلا من نمو وتطوره، لاسيما أن التنمية هو ارتقاء المجتمع والإنتقال من الوضع الثابت الي وضع أعلي وافضل بمعني انه عملية تطور الي الأمام وتحسين مستمر شامل اوجزئي والمستدام تساهم في الاستقرار السياسي الرقي بالوضع الإنساني الي الرفاه والتطور، فإن للتنمية لها جوانب فلابد أن تتوفر فيها منها الاجتماعية لحماية حقوق الإنسان وكرامته فهي تعتبر تغير السلوكيات السالبة في المجتمع السوداني حتي تكون إيجابية تتعامل مع المجتمع بطريقة مرنة ومنتجة وقبول الآخر فيه الأساس، ومنها سياسية فعلية على المؤسسات الدولة أن تتعمل بمبدأ الديمقراطية في عملية المشاركة السياسية الراشدة في صنع القرار، فلذا فأن التنمية هي عملية ديناميكية تتكون عبر السلسلة الهيكلية والوظيفية في المجتمع، والمشاركة الفاعلة أساسه التي عبره يتم توظيف جميع طاقات الشباب في الدولة، استفاد في قدراتهم وهذا يمكن أن تساهم في التنمية بالبلاد ويكون معالجة لبعض القضايا التي تمثل في البطالة والفقر والجهل في السودان التي أنتجته الأنظمة الاستبدادية الشمولية المتعاقبة على مر التاريخ البلاد، اما التنشئة السياسية هي تشكيل الوعي السياسي لكي يكتسب الفرد سلوك معايير وقيم في اتجاهات السياسية ويتم التنشئة عبر تربية الأطفال والأجيال حب الوطن وحفظ على سيادته عن طريق تملك ارث التاريخي لدولة، ليكتسبه من خلالها الأطفال من جميع أعمارهم ونقصد هنا تلقين عبر المؤسسات التعليم الموجودة في الدولة لكي تنقل من خلال الأعراف والسلوكيات المقبولة في المجتمع السوداني التي تساهم في عملية التنمية البشرية من جيل الي آخر، وإرساء أسس والقيم والمبادئ القومية في أذان الأطفال لكي ينموا على أسس المواطنة والولاء لحب الوطن عبر مناهج تربوية، فهذا ما نفقده اليوم السودان ويحل محله تكريس الكراهية وسياسة فرق تسود ،وهي الأساس في نظام الحالي المتعاقبة في السودان منذ الاستقلال الي يومنا هذا، مما أدي على غياب التنمية والتنشئة السياسية، في البلاد وعدم التعامل بنهج التنمية، فالسبب هي هشاشة القوة السياسية السودانية نفسه والمتعاقبة على الحكم وهذا يعني الحروب من الواقعي السوداني الحقيقي الي خلق واقع جديد ومشواة لا يقبل الآخر وهذا ما نعني منه اليوم كثيرا من الانقلابات الممنهجهة وانفلات الأمني المشحوم والقتل الممنهج للشعب السوداني الثائر المتماسك والمستنير وهو جيل تنادي على أسس الحكم الراشد والتنشئة السياسية الراشدة، بإمكان لدولة أن تحترم إرادة شعبه بمعني هنا أن الدولة هي ممثلة في شعب السوداني الثائر و (ليست رموز انقلابين والنخبة الذين ساهموا في إنهيار القومية السودانية ممتلكات شعبه)،الدولة التي تنادي بالحكم المدني الراشد، لاسيما أن التنشئة مع الفرد منذ ولادته وتستمر معه حتي مماته، فلابد أن نمد للشعب السوداني والجيل الناشئ بالمصادر والقنوات التي تساهم في ترسيخ أسس الديمقراطية والتنمية السياسية لضمان الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي الثقافي التي تدعو للقومية السودانية، أي بما يحقق لنا الفائدة للمجتمع أيضا تحقق مصلحة الوطن وحمايته من انجرفات السياسية،وكرامة شعبه، وبناء مجتمع سليم قاومها الإحترام والقبول الآخر واحترام مبادئ حقوق الإنسان والحريات العامة، وهذا ما يمكن ان تجده الأطفال في التنمية والتنشئة السياسية عبر المؤسسات التربوية في السودان، لكي تساهم في بناء الدولة على أسس متينة تضمن الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي و الثقافي بين مكونات الشعب السوداني، لاسيما أن النظام السياسي الحالي هو عكس ذلك القيم، بل انه ضد سير عجلة التنمية التنشئة والتغيير ،وإنما هي تهضم التنمية وتساعده في التضخم الاقتصادي التي تمر بها البلاد اليوم، فلذا يجب إتباع أسس الحكم الراشد والتنمية والتنشئة الناجحة والمستدامة ووضع خطط والاستراتيجية بديلة تساعد في تكريس أسس والقيم المبادئ الأخلاقية الحميدة للأجيال القادمة عبر المناهج التعليمية والتربوية في البلاد لكي تساعده في ارتقاء المجتمع السوداني وتحسين دور الوعي السياسي من أجل المستقبل المختار والاستقرار السياسي في البلاد

مقالات ذات صلة

4 1 vote
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x