مقالات الرأي

أحوال الانقلابات في السودان

بقلم : محمد بدوي

أنفردت مونت كاروو التي بقف خلفها الصحفي ناصف صلاح الدين بتغطية جلسات محاكمة العسكريين على خلفية المحاولة الأنقلابية فى 21 سبتمبر 2021 بقيادة اللواء عبدالباقي بكرواي، وفقا لمونت كاروو بتاريخ 24 أغسطس فقد أستمرت المحاكمة بجلسة أشار لها بالأسبوع المنصرم دون تحديد للتاريخ، إستعرض خلالها إفادات المساعد حاتم عبدالرحيم،الصول محمد ابراهيم المساعد محمد حامد اسماعيل والمساعد أحمد حسان المساعد مقدم بكر شايب وجاءت أقول الخمسة متهمين تحمل اختلاف فى تفاصيل الانضمام لمجموعة الانقلاب،مع تطابق فى الدوافع فى المشاركة التي اتفقت جميعها حول الموقف من الدعم السريع بعد سقوط نظام المؤتمر الوطني، لابد من الاشارة الى أنه عقب كانت مونت كاروو قد أشارت فى أول نشر لها عن المحاولة في 21 سبتمبر2021 ” بان قائدها لم يكن له نشاط سياسي مشهور بالمرحلة الثانوية وفقا لمصادر اشارت اليها” ، بينما صدر تصريح من قائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو فى 28 سبتمبر2021″ ذكر فيه ” محاولة الانقلاب الأخيرة وما سبقتها من تخطيط “مهندس واحد”، كان قد سبقت محاولة بكراوي ما اعلنته وسائل الاعلام عن محاولة انقلابية بقيادة رئيس هيئة الاركان السابق الفريق هاشم عبدالمطلب الذي اظهرت تسريبات لمقاطع فيديو فى يونيو 2019 لم يصدر ما يشير الى الحالة التى تم تصويرها فيه و الظروف المحيطة افاد فيه بانتماءه لعضوية النظام السابق، تمت ادانته لاحقا امام محكمة عسكرية الى جانب مجموعة من الضباط، تدخلت محكمة الاسئناف العسكرية و اسقطت عقوبة السجن عن بقية المتهمين وخفضت عقوبة عبدالمطلب من تسع سنوات الي سنتين، ثم لاحقا تم اسقاط عقوبة السجن عنه بقرار صادر من القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح عبدالوهاب البرهان فى 7 يوليو2022 .

أقول المتهمين فى محاكمة مجموعة بكراوي وتحديدا فى الجلسة المشار اليها اعلاه سارت فى ذات خط المتهمين السابقين وتمثل فى الاقرار بالمشاركة وعدم الندم على ذلك والدوافع المتمثلة فى وضع قوات الدعم السريع وتقيمهم له فى السياق المرتبط بطبيعة القوات بالدولة وممارستها، بما شكل خط دفاع لم يعتمد على اسباب اباحة منصوص عليها فى قانون القوات المسلحة بقدر استنادها على الواقع السياسي بعد سقوط المؤتمر الوطني.

بالنظر الى تصريحات الفريق أول محمد حمدان دقلو لقناة ” البي بي سي” فى 2 أغسطس 2022 كما فى الإقتباس ” أقر نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول محمد حمدان دقلو، حميدتي، بفشل الحكم العسكري في السودان منذ تولي الجيش زمام الأمور في أكتوبر/تشرين الأول الماضي” ، هنا يمكن الركون الى ان الافادة وضعت المحكمة العسكرية التى تباشر النظر فى محاكمة مجموعة بكراوي فى وضع لا تحسد عليه ، نمضى الى اقتباس ثان ” لا مانع في دمج قوات الدعم السريع في الجيش في إطار تشكيل جيش قومي ومهني. ” قراءة ذلك مع سياق المحاكمة فانه يفتح الباب للمحكمة للنظر فى دوافع مشاركتهم فى المحاولة و احتمال تقيمها مع افادة قائد قوات الدعم السريع .

من ناحية ثانية كلا التصريحيين يعيدان السؤال حول طبيعة ما تعرضت له مجموعة من المدنيين المشاركين بالسلطة الانتقالية فى صبيحة 25 أكتوبر 2021 ليعزز من انها اعتقالات غير مشروعة، اذن حميدتى دقعت بجرد حساب للانقلابات خلال الفترة الانتقالية ليصبح عددها ستة انقلابات فشلت خمسة منها، وسيطر السادس على السلطة.

من ناحية ثالثة إفادات حميدتي للبي بي سي جردت خطاب مجلس الصحافة والمطبوعات إلى صحيفة الجريدة فى 10 فبراير 2022 من مشروعيته، حيث حمل الخطاب التنبيه على إطلاقها صفة (الانقلابي) على المجلس السيادي .

اخيرا: تغطية مونت كاروو جلسات محاكمة مجموعة بكراوي قدمت الكثير من الاحترافية بما وضع الحال بين قوسي ( محاكمة محاولة انقلابية فاشلة فى سياق انقلاب يسيطر على السلطة)، اللهم لا حسد

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x