مقالات الرأي

السلام الإجتماعي مدخلاً لحل جذور الأزمة السوادنية (1)



بقلم: مبارك صلاح الدين آدم ( مبارك دكتور )


إن السلام الإجتماعي يمثل الركيزة الاساسية لبناء دولة المواطنة الحقة ، فالسلام ليس مسالة اجرائية (حبر علي ورق) بقدرما يتبلور في عمق المجتمع السوداني للوصول إلى التسامح الديني واللغوي واللوني والجغرافي والثقافي والاثني …الخ ، وعبره نصل لدرجة التطور والنماء للوطن.
ظلت حركة التطور الإنساني داخل الدولة السودانية منذ عهد الممالك،ولكن بعد استقلال السودان 1956وما بعده، قد إرتكبت الحكومات الصفوية كثير من الأخطاء التي ادت الي الحروب وعدم الاستقرار السياسي ، مما انتجت الازمة السودانية الماثلة بكل تعقيداتها التاريخية.
إن أزمة القوي السياسية وحركات الكفاح المسلح قد ساهمت في عدم وجود السلام الإجتماعي، حيث عملت هذه القوي علي مخاطبة مصالحها الذاتية عبر السلام السياسي الذي توقعه ، وكثير من التنظيميات السياسية وقفت عائقاً أمام عملية السلام، مثلا حزب الأمة القومي والحركة الشعبية بقيادة مالك عقار وحركة تحرير السودان بقيادة أركو مناوي وغيرها من جماعات سلام جوبا، قد وقعوا سلام سياسي لم يخاطب جذور المشكل السوداني.
مفهوم السلام الإجتماعي:

يعني غياب الخلافات والعنف والحروبات والجرائم الكبري كالإرهاب والنزاعات العرقية والدينية وغيرها.
إذن مفهوم السلام الإجتماعي هو عملية تحويل الصراع الي سلام وتسامح مع قبول الآخر، هو من ضمن القيم الانسانية النبيلة والاساسية في الحياة.
إعلام المواطنة:
إعلام المواطنة غائب في الدول السودانية ، ويحتاج المجتمع الي اعلام تعددي يساعده علي اظهار حاجته ويكشف الامراض الإجتماعية المتيبسة بهدف معالجتها والنهوض بالمجتمع.
لابد من وجود اعلام المواطنة الذى يعبر عن هموم المواطن حسب موقعه الإجتماعي والديني والسياسي والثقافي والجغرافي …الخ ، هنالك هموم للفقراء وهموم للمراة وهموم العمال وهموم للاطباء …الخ.
ذاكرة العمل المشترك:
إن دعم عملية الوحدة والحس الوطني المشترك وترابط مكونات المجتمع بغض النظر عن تفاصيلهم من الأهمية بمكان ، فالوحدة هي عصب الشعوب وتكمن فيها قوة ووحدة الشعوب والأمم.
الوحدة الوطنية هي الوعاء الذي يجمع التعدد في تناغم وتفاعل.
مقومات الوحدة:
1- النظام الفيدرالي كصيغة هو أمثل نظام لوطن شاسع المساحة كالسودان.
2- إتباع سياسة التمييز الإيجابي بحيث تكون الأولوية لتنمية المناطق المهمشة التي دمرتها الحروب.
3- أن تكون الوحدة طوعية وليس الوحدة القسرية علي أساس القهر والقمع.
4- إحترام التعدد الثقافي والديني وإزالة كافة أشكالة التمييز والإقصاء الثقافي بل تنمية وإتاحة الفرص لكافة الثقافات واللغات السودانية لتطوير ذاتها.


13 مارس 2022م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى