مقالات الرأي

السودان ما بعد الحرب…

بقلم: محمد آدم موسى (تيمور)

كيف لنا أن نحقق سلام دائم بعد إنتهاء الحرب الدائر.
هل هذه فرصتنا لبناء وطن بأسس ومعايير جديدة ام سيستمر مسلسل الصراع في كل اطراف البلاد.
من المؤكد أن هذه هي الفرصة الوحيدة التي تفسح لنا المجال للجلوس معاً لمخاطبة جزور الأزمة التاريخية عبر الحوار السوداني السوداني لمناقشة قضايا الوحدة الوطنية والتنمية والمظالم التاريخية والتهميش وغيرها من القضايا التي ما زالت عالقة، ونُحدد طبيعة الصراع وندع حد او الفيصل النهائي لكل الاختلالات الموجودة في السودان حتى لا نشهد اي صراع آخر داخل الوطن، وبناء وطن بأسس صحيحة لم تكن موجودة منذ أن تحول السودان الى دولة وطنية في 1956م.
دعونا نعمل معاً لتأسيس وطن بأسس جديدة، وضوابط وقوانين جديدة ، ولا يحدث هذا إلا بمخاطبة جزور الأزمة المتمثلة في الهوية السودانية كواحدة من المشاكل التي عانت منها الدولة السودانية، والديمقراطية كخيار وطني وإنساني والتي تتجسد فيها الحرية والعدالة والمساواة بين الأفراد وممارستها عبر امتلاك الوعي والتسامح وثقافة قبول الآخر التي تعزز لسلوكيات الديمقراطية، وعلاقة الدين بالدولة حتى لا يتم استخدام الدين لأغراض سياسية وندع رؤية لإنتقال السودان من مرحلة الحرب الى مرحلة السلام الحقيقي.
غياب الرؤية لحكم البلد المتعدد هو الذي أدى الى الصراعات القبلية والاثنية وانهيارها بصفة عامة مما ادى الى إنفصال جزء أصيل من تراب هذا البلد. اذن من المتوقع أن يستمر السودان في الدائرة الجهنمية إلى أبعد مدى وربما تؤدي إلى الشتات ويتحول السودان إلى جحيم الحرب لفترات أطول.
لتفادي كل هذا ، يتطلب منا عمل كثير كشعب سوداني وخاصاً الذين اتيحت لهم الفرص لتمثيل البلاد من الجيش او التنظيمات السياسية والذين هم كانوا السبب في تاجيج الصراع وتعقيد المشهد عبر ادوارهم ومواقفهم السالبة عبر التاريخ وعدم قيامهم بالمشروع القومي لحكم بلد متعدد ومتنوع ومترامي الأطراف بل اخفقوا في حق الشعب والوطن مما ادى الى فشل زريع في بناء وطن يتساوى فيه الجميع وفقاً لمبدا المواطنة المتساوية كمعيار لنيل الحقوق والواجبات وليس البناء على أساس العرق أو اللون أو القبيلة أو الدين أو الانتماء الجغرافي، والتي بدورها ادى إلى انقسامها وبالتالي يجب عليهم الاعتذار للشعب السوداني وبالمقابل مراجعة مواقفهم التاريخية من أجل الوطن وهذا يحتاج إلى إرادة قوية.

عندما نريد أن نبني وطن لابد لنا أن نحس بالمسؤولية تجاه الوطن ونستخدم صوت العقل للجلوس في طاولة واحدة داخل الوطن ونلتمس الأسباب بصدر رحب و كيفية معالجتها و نشر القيم الوطنية وترسيخ مفهوم الديمقراطية كسلوك وممارستها في الحياة اليومية وندرك بأن الوعي الجمعي للشعب السوداني لم يصل لمرحلة بناء وطن معافي وسليم نسبة لغياب الحس المشترك والتخلف والجهل الذي يسيطر على عقول معظم أبناء وبنات الشعب السوداني نتيجة للسياسيات المتعمدة من الدولة و القوى السياسية لتغيب الوعي وتجريد الشعب من المفاهيم القومية والروح الوطني مما ادى إلى عدم ترسيخ القيم الوطنية وسط المجتمع .

أن الأفعال التي حدثت في الأحداث الأخيرة من النهب و السرقة هي نموذج لجزء من سلوكيات الشعب السوداني.
إذن ماهي الأسباب التي تؤدي الى السرقة والنهب في ظل الحرب؟ الجواب على هذا السؤال يعكس مدى استعداد الشعب لبناء وطن.

بالتالي كل الأزمات الإجتماعية والسياسية والاقتصادية تحل في حزمة واحدة وهي الحوار السوداني السوداني وقتها نسمي الأشياء بمسمياتها ونجاوب على السؤال كيف يحكم السودان. وبدونها لم يكن هناك حلاً للأزمات المتراكمة.

كيف سيكون مصير السودان بعد الحرب إذا استمر الوضع كما هو الحال الآن؟

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x