مقالات الرأي

تطور قضية المرأة بعد الثورة الصناعية

بقلم: عمار إسماعيل (فلسفة)

الثورة الصناعية هي تلك التغيرات التي طرأت على أساليب الإنتاج، إثر إختراع الآلة البخارية في عام 1769م وتتمثل تلك التغيرات في إحلال الآلة محل الأيدي العاملة، وتقريب المسافات بالسكك الحديدية، والسفن البخارية، وظهور المصانع الكبيرة، وكان لذلك آثار عميقة من ناحيتين:
إقتصادية وإجتماعية، فمن الناحية الإقتصادية زادت إنتاجية العمل زيادة كبيرة، وإتسع نطاق المبادلات الداخلية والدولية، وإرتبطت أجزاء العالم ببعضها البعض، ومن الناحية الإجتماعية، ظهرت التكتلات العالمية ووضحت الفوارق بين طبقات المجتمع، فكانت الثورة الصناعية تأكيداً لإنتهاء النظام الإقطاعي، وبداية الراسمالية الحديثة.

قبل الخوض في تأثير الثورة الصناعية على المرأة ينبغي الإشارة إلى أنه رغم كل السلبيات التي كانت قائمة في الغرب، والوضع المذري للمرأة، إلا أن الأوضاع الإقتصادية في عهدي الرق والإقطاع ،والتكتل الذي كان يلتزمانه في البيئة الزراعية جعلا تكليف الرجل إعالة المرأة هو الأمر الطبيعي الذي تقتضيه الظروف، فضلاً عن أن المرأة كانت تعمل في المنزل ، والصناعات البسيطة التي تتيحها البيئة الزراعية، فكانت تدفع ثمن إعالتها بهذا العمل.

بدأ عصر النهضة في أوروبا في أواخر القرن الخامس عشر، وأوائل القرن السادس عشر الميلادي، وتعتبر أحداث هذه المرحلة متسلسلة كل خطوة تؤدي إلى الخطوة التي تليها، وتتطور مشكلة المرأة فيها تدريجياً ، فبعد دخول أوروبا عصر النهضة، وبعد قيام الثورة الصناعية، وكذلك قيام الثورة الفرنسية في عام 1789م ، وعندما أنشأت المصانع والمعامل ،تغيرت الأوضاع، و إنقلبت راساً على عقب في الريف والمدينة.

يقول العقاد:
“بدأ العصر الحديث بالنسبة لحقوق المرأة في الحضارة الغربية منذ أيام الثورة الفرنسية، إلا أن المرأة لم تنل حقوقها بعد الثورة مباشرةً ، إذ كانت الثورة الفرنسية هي بداية الحديث عن حقوق المرأة وليس إعطاء الحقوق لها”.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x