منوعات

خواطر معلم

علي محمد كبر العالم

     وقفة مع حصة مطالعة بكتاب الصف السادس ابتدائي تتحدث عن حظيرة الدندر تلك المحمية الطبيعة التي حباها الله سبحانه وتعالى للسودان , فقد أنشأت هذه المحمية عام 1935م أيام الاستعمار (1899-1956).

الموقع:  

     تقع محمية الدندر في ثلاث ولايات بالسودان هي (سنار والقضار والنيل الارزق ) مع الحدود السودانية الاثيوبية , وتبلغ مساحتها (10291) كيلومتراً مربعاً.

     ما لفت نظري في درس المطالعة الذي تفاعلنا فيه مع تلاميذ وتلميذات أساسية الصادقون الخاصة للبنين والبنات , وكنا في رحلة عبر الخيال زرنا فيها تلك الحظيرة  الطبيعية الجميلة وطفنا مع حراسة تلك المحمية شرطة الحياة البرية وكل العاملين بالحظيرة ( إن وُجدوا أصلاً).

     نعم الزيارة كانت عبر الخيال ولم تكن حقيقية , ولكننا استمتعنا بها أيما إستمتاع , خاصة أن وجوه الصغار تفاعلت مع السرد حتى نهاية الحصة بعد أن هيأتهم ذهنياً لهذه الرحلة و طلبت منهم وداع أسرهم  وأخذ كل الاحيتاجات التي يحتاجها السائح والزائر لمثل هذه المواقع مع الحذر الشديد , لأن بالمحمية حيوانات مفترسة مما يجعل الزائر يحتاط لذلك  ويعمل ألف حساب , حتى لا يصبح عشاءًا  لتلك الحيوانات المفترسة من الأسود والافيال و والنموروالحلوف  والزراف  والجاموس وغيرها من الحيوانات الأخرى الجميلة مثل الغزلان بكل انواعها مثل : مثل غزال سنجة والتيتل والظباء وأبو نباح  وخلافها.

كذلك وجدنا أشكالاً من الطيور المتنوعة كالنسور والصقور والغرانيق والعصافير وكل أنواع الطيور الجميلة التي تغرد وتصدح بأصوات عذبة تريح النفس وتنسي الإنسان تعب السفر.

     وأما الأعشاب فتلك قصة أخرى , وبالمحمية حوالي (64) نوعاً من الأعشاب الخضراء المزدهرة , وكذلك العشرات من فصائل الأشجار الكثيفة ذات الظلال الوارفة والمتداخلة التي تحجب الرؤيا بسبب تداخلها وتشابكها , حتى يظن الزائر أن الوقت ليلاً , ومن تلك الاشجار (الدوم والهبيل والسنط والكتر والسدر والدبكر والطلح والهجليج) وغيرها.

     نعم طفنا بخيالنا في تلك الأرض الطيبة , وأعجبنا بحفاوة الإستقبال من أهل تلك المدينة  (مدينة الدندر )ومن هنا سلامي للأستاذ عبدالرازق دفعتي بالجامعة وهو بقسم الجغرافيا والتأريخ , وأخذنا كل الوصايا من حرس الصيد الموجود بتلك المحمية الذي نبهنا لخطورة بعض الحيوانات التي تظهر فجأة وتختفي , وهو ما يسمى بعنصر المفاجأة الذي يعجب الزوار والسياح خاصة الأجانب منهم.

     رحلة عبر الخيال طفت بها مع تلاميذي حتى وصلنا إلي هناك  وتعرفنا على سبب التسمية , فالدندر تعني ( منهل الماء المنحدر) , وأعجبنا بالخيران والمجاري المائية التي تحمل اسماء محلية مثل خور (قلقو-  وكنانة-وأبو مساويك – والعطيش) , تلك الأسماء التي تحمل معاني ودلالات تأريخية لها إرتباط بتلك المنطقة , وعرفنا أن بهذه المحمية ما يقارب ال(200) نوعاً من الطيور و(32) نوعاً من الأسماك والزواحف والحيوانات الأخرى.

     وأخيراً قرع الجرس معلناً نهاية الحصة , فذهب التلاميذ لذويهم وبدواخلهم عدة أسئلة تدور رؤوسهم تحتاج لإجابات,  وأنا ذهبت صوب المكتب لتناول وجبة الإفطار مع زملائي المعلمين .

كسرة:

     مثل هذه المحميات الطبيعية يجب المحافظة عليها لأنها واحدة من روافد الإقتصاد المهمة للسودان  , ولأنها من ضمن ثرواتنا الثمينة التى لا تقدر بثمن , ومظهراً من مظاهر جمال   والطبيعة والحياة البرية وكل الكائنات الموجودة بها.

ومن هنا أدعو الجميع بأن يحافظوا على طبيعة السودان الخلابة , وهي مسئولية الدولة أولاً وكذلك مسئولية المواطن , فلابد أن نتسلح بالوعي الكافي للإهتمام بالكنوز الطبيعية التى أوجدها الله فى أرض السودان , ويجب أن تهتم المناهج الدراسية بكافة الجوانب ليتعلم منها الدارس كيف يحافظ على ثرواته ويهتم بها ويرعاها ليعود خيرها عليه وعلي بلاده.

معاً.. نُسهم في وضع مناهج تساهم في إخراجنا من هذه العتمة التي دامت سنيناً طويلة.

معاً.. للإرتقاء بالتعليم , فالتعليم سبباً أساسياً فى نهضة الأمم والشعوب.

  • هل فعلاً حظيرة الدندر مازالت كما هي , أم أصابها ما أصاب السودان من دمار؟
  • الإجابة متروكة للقراء….

23 فبراير 2022م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى