التقارير

درو التعليم في تثقيف المجتمعات السودانية والخروج من التبعية الثفاقية

تقرير : حسن اسحق

اقام الباحث والكاتب منعم سليمان عطرون علي قناته المهتمة بالاستنارة والتثاقف ندوة عن دور التعليم في حياة الانسان، كذلك تناول قضايا التحول من كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، من الزوايا الاخلاقية والانسانية وايضا الوطنية، وكانت الندوة بعنوان ’’ تعليم لاجل الحياة في السودان‘‘ ، في مساء التاسع عشر من فبراير الماضي، وقدم رؤية حول التحول التاريخي في السودان مع التحول التاريخ، بالاشارة الي عملية نقل المجتمعات السودانية من موضع التخلف والانحطاط الحالي الي موضع المعرفة والمساهمة في بناء الوطن، يري ان الشكل الحالي للدولة انها تدار بطريقة عنصرية وصفها بالابرتايد، يريد عطرون ان يتم تأسيس مجتمع إنساني ومع انجاز الدولة الديمقراطية، والعمل الجاد علي إلحاق هذه المجتمعات السودانية بركب الحضارة الإنسانية، وكذلك الإسهام فيها، وتابع الندوة الاسفيرية، عدد من المهتمين، وحسب قوله، تطرق في حلقة سابقة علي التعليم العنصري، والان يسعي الي طرح فكرة التنوير المستنير، حسب قوله ان التعليم الموجود في السودان غير حضاري، وتعليم عنصري بالتالي، ولا يساهم في اخراج السودان من الدائرة التي يتواجد فيها الان، ان مصطلح التعليم يعرف انه عملية نقل المعرفة والمهارات من المعلم الي المتعلمين او المتلقين، ايضا يمكن للانسان ان يعلم نفسه بنفسه، والتعليم الموجود يجب ان برتبط بالحضارة.

التحالف بين جامعة الخرطوم والكلية الحربية

يقول منعم سليمان عطرون الحياة المعيشية ليس لها اي علاقة بالتعليم، اي التعليم في اتجاه وحياة المتعلمين في اتجاه اخر، ان مصطلح التعليم يعرف انه عملية نقل المعرفة والمهارات من المعلم الي المتعلمين او المتلقين، ايضا يمكن للانسان ان يعلم نفسه بنفسه، والتعليم الموجود يجب ان برتبط بالحضارة ، ان يكون جزء من واقع الناس، والتعليم مهمة يخدم قضايا المجتمع، والتقدم والرقي يرتبط بالتعليم، وتطور الطب من اجل حفظ حياة الانسان، عبر التعليم توضع نظم لادارة المجتمع، عبر التعليم تطورت نظم الاتصالات في العالم، قاد الي تطور المواصلات في البر والبحر، وايضا وعي الناس من مجتمع زراعي الي مجتمع صناعي وتكنولوجيي متقدم، مضيفا ان المشكلة في السودان فيها اشكالية كبيرة في مفهوم التعليم المدرسي، وهنام خصام مع التعليم الحديث والمنتجات الحديثة، علي الرغم من استخدام واستهلاك منتجات جاءت عن طريق المعرفة والتعليم، والابتكارات والمنتوجات، والتعليم يربط الانسان بالوعي، السودان من 1956 لا يدار بالعلم ولا المعرفة، والمعايير التي تحكم البلد هي السلطة، مؤسسة واحدة هي جامعة الخرطوم، تخرج اغلب الافراد الذين درسوا في السودان في جميع الكليات علي مدار 100 عام، ويتحالفون مع مؤسسة الكلية الحربية بكل السبل المتاحة، البعض يدير الشأن السياسي، وناس الكلية الحربية يدرسوا دبلوم علوم عسكرية، في كيفية ادارة الحروبات، الاخرون يدرسون العلوم الاساسية المعروفة في كل العالم التي تدار بها المجتمعات والدولة، يكرر ان خريجي الجامعات يتحالفون مع خريجي الجيش، وايضا التحالف مع مؤسسة الائمة ورجال الدين، وغالبيتهم درسوا للاهوت الاسلامي.

النظرة العنصرية للاخرين

يضيف عطرون ان رجال اللاهوت الاسلامي مرتبطون ببيئتهم وحدها، هي مرتبطة الخرافة والاساطير، وقضايا الايمان وغير الايمان، كذلك يتحالفون من رجال الادارة الاهلية، يطلق عليهم مصطلح ملاك البشر، بعضهم متعلمين وخريجين، واخرون غير متعلمين اصلا، ولا يستخدمون العلم ولا المعرفة، بل يستخدمون الاعراف وحدها، واشار الي طرف اخر، وهم الاخطر، يطلق عليهم الفلاقنة، وهم خريجو الجامعات واكاديميين، بل هم غير مثقفين، وهناك فرق بين ان يكون الانسان متعلم ومثقف، وهناك متعلم غير مثقف، وهم ايضا يتحالفون مع المؤسستين التي تديران الدولة، خريجي جامعة الخرطوم والكلية الحربية يتحكم فيها الشمال الجغرافي، هذا يقود الي تحالف مباشر بينهم، والذي جمع بين ابراهيم عبود وعبدالله خليل نفس الذي جمع بين عبد الخالق محجوب الرئيس الاسبق جعفر نميري قبل ما يحدث الخلاف بينهما، ومجموعة الناس التي كانت مع الراحل حسن عبدالله الترابي، وعلي عثمان محمد طه والرئيس الاسبق عمر حسن البشير، بل يتفقوا في نظرتهم المشتركة حول كيفية امتلاك الدولة، ونظرتهم الدونية الي الاقاليم الاخري، وهذه النظرة تكونت عن طريق النشأة، في ذات الوقت المفهوم النمطي عن الجنوبيين، وانسان غرب السودان، وشرق السودان، وايضا المفهوم النمطي لانفسهم، ومفهوم الرئيس السابق لحقوق الانسان حسب المفهوم الديمقراطي صفر ، وكذلك لادارة الدولة، وهي ذات الطريقة التي جمعت رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان مع قيادات قوي الحرية والتغيير، هي مجموعة صغيرة جاءت من المجلس المركزي لقوي الحرية والتغيير، ويري ان هذا هو مفهموم عنصري، واوضح الفلاقنة الذي يتفقون معهم، عبارة عن اتباع ليس الا.

مسؤولية التعليم الاخلاقية

يشير عطرون الي مسألة المفهوم المركزي للتعليم، هناك ثلاثة انواع من المتعلمين، هناك متعلمون علي نفقة الدولة منذ الاستعمار، ويقومون بعد ذلك بعملية الاحل والابدال لمؤسسات الدولة، وهم يديرون القطاعات السياسية والاقتصادية للدولة، وهناك مؤسسات اخري اجتماعية واقتصادية، هي رديفة للدولة، ومهمة الذين يتعلمون علي نفقة الدولة ان يسيطروا عليها عبر تلك الوظائف، يوضح عطرون ان الغالبية العظمي منهم من الشمال، مع استثناءات بسيطة من الاقاليم الاخري، يكرر نفس المصطلح انهم يمثلون الفلاقنة، واخرون تعلموا علي نفقتهم الخاصة، اغلبهم من المجتمعات التي جاءت من جنوب السودان سابقا، وغرب السودان وشرقه، قاموا بدورهم الريادي لمساعدة مجتمعاتهم، من تخرجوا من الجامعات والمؤسسات التعليمية لم يجدوا وظائف في الدولة، النقطة الثانية، متعلمون تعلموا علي نفقتهم الخاصة، وهم غير مثقفين، وهدف تعليمهم ان يجدوا وظائف داخل الدولة مباشرة، ويعملون داخل دولة الابرتايد، ولا يجتهدوا في فهم ازمة الدولة، وما المطلوب منهم القيام به؟، يوضح عطرون التعليم مسؤولية اخلاقية، ولا تهمل الواجبات في قراءة التاريخ، ويجب علي الوعي ان يقود الفرد تجاه مسؤوليته في المجتمع، وتقديم الافكار التي تغير مفاهيم الناس بطريقة ايجابية، انها مهمة التعليم بشكل كامل، وهذا يساعد علي الابتكار، الافراد يمكن ان يعملون، لكن العمل الهام عندما يكون من داخل مؤسسات الدولة، اوضح المتعلمين غير المثقفين يجدوا وظائف داخل دولة الجلابي، بعدها يكونوا جزء من مؤسسة الفلاقنة، يدعمون الدولة العنصرية تجاه انفسهم، الغالبية العظمي طيبون.

سياسة الحرمان من التعليم

يري عطرون ان التعليم مسؤولية الدولة، وليس مسؤولية الافراد، علي الدولة ان توفر حقوق التعليم والصحة للمواطنين، وينصح المتعلمون ان يوظفوا تعليمهم في تفكيك الدولة من ايادي الاقلية الصغيرة المسيطرة علي الدولة، والمتعلم غير المثقف يقوم بالوساطات الي اقربائه، في مسائل هي من مسؤولية الدولة، يطالب ان يخلط بين الحكومة والدولة، يري ان الدولة لها واجبات تجاه مواطنيها، هذه الواجبات وفقا للقانون، الاشكالية في السودان علي حد زعمه ليس هناك دستور، ولا توجد سلطة للدولة، بل يوجد نفوذ للاشخاص، وتنتشر المسائل غير القانونية مثل الوساطات والرشوة التي لها علاقة بالمحسوبية، والقسم الاخر من السودانيين، هم غير المتعلمون او تعلموا تعليم غير مدرسي، والغالبية من السودانيين في مجتمعات الزنوج في الريف او مدن الصفيح، وتشكل النساء النسبة الكبيرة منهم، وعدد قليل من الشماليين تعلموا تعليم ديني او تعليم خاص، وهي نسب بسيطة جدا، واخرون فشلوا في اكمال تعليمهم نتيجة للظروف الاجتماعية والاقتصادية التي واجهتهم، وظروف انتجتها الدولة العنصرية نفسها، يوضح عطرون ان السبب الاساسي من سياسة الحرمان من التعليم والافقار المنظم، تتمثل في سياسة التعليم العنصري، وفرض اللغة العربية في المدارس لمجموعات غير ناطقة بها، وكذلك المنهج التعليمي ليس له صلة بالمجتمع، ودراسة اشياء ليس لها اي علاقة بالمجتمع، واسباب رفض التعليم، بسبب وجود مجتمعات ترفض التعليم المدرسي.

غياب الوعي بقيمة التعليم

يقول عطرون علي المتعلمين ان يتكلموا باللغة البسيطة في مجتمعاتهم حتي يكون التواصل سلس بين الافراد، لكن الغالبية تحاول ان تتحدث باللغة الفصحي التي لا يفهمها انسان الريف، والتعليم يكون في اتجاه، وغالبية المجتمع في اتجاه اخر، واخرون يرفضون الحاق الفتيات بالتعليم، بل يفضلون تعليم الصبيان، هذا يقود الي ضعف الوعي باهمية التعليم، رغم وجود اشكالية في التعليم، وثقافة الناس، وغياب الوعي بقيمة التعليم، باعتبارها ثقافة منتشرة لدي القرويين، وهناك انهيار ثقة في التعليم المدرسي، الفشل الظاهر في ادارة العديد من القطاعات في البلاد، والنظام المدرسي افقد الثقة داخل غالبية المجتمع، والتعليم ليس فقط من اجل الحصول علي الاموال، بل عليه ان يقدم حلول للمشاكل التي تواجه الانسان في مجتمعه، واشار الي مقولة الراحل الاستاذ محمود محمد طه ان الجامعات تدرس الجهل، في اشارة الي اضراب محاضري الجامعات السودانية والمطالبة بزيادة مرتباتهم، باعتبار ان الجامعات هي المواقع التي تخرج منها الدراسات والخطط، ولم يسألوا انفسهم ما هي مهمة الجامعات؟، واختفاء تصنيف جامعة الخرطوم من التصنيف العالمي، ودخلوا في صراعات مع القيادات البارزة في المؤسسة العسكرية، وايضا فشلوا في ايجاد حلول لمرتباتهم، ومتضايقين ان دخل الكمساري، وعامل الورنيش اعلي من مرتب الاستاذ الجامعي، يضيف ان نائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان حميدتي دقلو وعد اساتذة الجامعات بزيادة مرتباتهم، وخلفيته التعليمية معروفة للجميع، وكون ثروته ومعرفته خارج الاطار التعليمي المعروف، ومعرفته بحقوق الانسان تقارب معرفة الاساتذة لمفهوم حقوق الانسان.

المساهمة في رفع الوعي

يضيف عطرون المتعلمين خلال السيتن سنة الماضية، ساهموا فقدان المجتمع لقيمة التعليم المدرسي، لا قوانين، ولا نظم لادارة الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية، والتعليم والمعرفة يساهم في رفع وعي الناس، واساتذة يعتقدون ان الشهادات تساعد في ايجاد الوظائف، مثلهم مثل المهنيين الاخرين، وكل من تخرجوا من الجامعات يتقفون علي النظرة المختلفة تجاه الحياة والمجتمع، تطرق عطرون الي نقطة فشل التعليم في ايجاد حلول للقضايا التي تمس المجتمع، والسؤال الذي يطرح نفسه، كما يشير اليه عطرون، ما هي مهمة الدولة؟، وفي المجتمعات المتقدمة، كفاءة الانسان المهنية ومقدراته هي التي تصنع التأهل لموضع ادارة المجتمع، والمنصب في داخل الدولة، اما في السودان، كثيرون لا يعتقدون ذلك، الحصول علي المنصب يتطلب اظهار الاصل الديني، علي سبيل المثال اسرة الزعيم الصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني، لديهم اعتقاد ان سلطة الدولة هي لهم، ويعتبرون انفسهم من عائلات مقدسة، بسبب تحالفهم مع الاستعمار لفترة طويلة الانجليزي – المصري، وهم ليسوا وحدهم، ايضا الضباط في المؤسسة العسكرية والخريجين المتعلمين من الشمال الجغرافي، حتي لن لم يكونوا متعلمين، لديهم اعتقاد ان هذه الدولة لهم، يحق لهم الدخول في اي منصب يريدون، والحصول السلطة عن طريق السلاح، اذا كان الشخص من داخل المؤسسة العسكرية يقوم بالانقلاب، ولا احد يساله، ما هي الخطط لادارة الدولة، مؤكدا تحالف المؤسسة العسكرية مع المليشيات الموالية لها، مثل مؤسسة الجنجويد، والحركات المسلحة الاخري، واوضح تجربة الحركة الشعبية في جنوب السودان، هي تجربة ملهمة في دارفور وشرق السودان وجبال النوبة، وتجربة هي التجرية التشادية للثورة، مفهوم القيادة لهذه الحركات لم ينبع من المجتمع.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x