مقالات الرأي

لماذا دولة مدنية ؟

بقلم:خالد أحمد (لكسة)

قوى الظلام تلوذ بالظلام النور يقلق مضجعها، لذا أول ما يفكر فيه الإنسان إذا شعر بالخطر أن يلجأ إلى العُزلة وتقطيع صلاته بالعالم ، وفي سبيل ذلك يرهن الوطن و الشعب لخوفه ، وفجأة يخرج شعبي ليقول لا في وجه قوى الظلام والطغيان لا للأبد أيها العسكر.
ببساطة نحن كشعب سوداني ظللنا ندفع ثمن الحكومات المتعاقبة على حكم الدولة السودانية منذ عقود مع إستمرار بقاء المؤسسة العسكرية المدمرة ذات عقيدة فاسدة و فاشلة ، تعاقب علي قيادتها عاهات و عملاء المحاور وغيرها ،ظلوا يختطفون الوطن بقوة السلاح وتسخير موارده لفسادهم بدعوى حفظ الأمن والأمان وحماية الوطن وذلك عبر الإنقلابات العسكرية.
وقد شهد التاريخ وكل من لديه بصيرة أن الفوضى هي من العسكر ، هم الذين نهبوا خيرات البلد ، هم من فصلوا الجنوب ، هم من شردوا و إغتصبوا و قتلوا مواطنين أبرياء عزل في كل أرجاء الوطن هم من فضوا إعتصام القيادة العامة بحاضنتهم المؤتمر الوطني (المؤتمر اللاوطني) هم من رفضوا تسليم السلطة للمدنيين و فبركوا إنقلابهم بإعتصام الموز الشهير ، هم من يقتلون و يسلحون و يغتصبون الأن ، هم من يريدون دمار هذا البلاد بخوفهم من السؤال عن الأرواح والمال العام.
وصدق حين قال الطيب صالح عن حكم العسكر : ” أن العسكر جلبوا علينا شراً كثيراً لأن السودان كان بلداً رائعاً و يعتقد العسكري أنه عندما يقود دبابة و يرتدي بزته العسكرية أنه يستطيع أن يحكم بلداً كاملاً ،الحكم ليس لعب حتى تكون حداداً أو نجار ، بل يحتاج إلى ممارسة و إكتساب خبرة لا تأملوا خيراً من العسكر في الحكم .
إذاً لماذا يريد الشعب المدنية و لا يريد العسكرية؟
1/ لأن في الدولة المدنية الشعب يملك جيشاً لحماية الوطن أرضاً و شعباً وسيادة، بينما في الدولة العسكرية الوطن والشعب مسخران لخدمة كبار قيادات الجيش هذا بكل بساطة .
2/ إنهاء وصية العسكر على الشعب ومؤسسات الدولة.
3/ إختيار سلطة تنفيذية عبر الصندوق (بالديمقراطية)وليس بالهاتف.
4/ عدم خضوع أي فرد من أفراد الوطن لإنتهاك حقوقه تحت أي ضغط أو ابتزاز أو تعسف بغض النظر عن من هو ، بمعنى أنّ المواطن و الرئيس والجنرال لهم نفس الحقوق (دولة المواطنة المتساوية).
و الأسباب كثر هذا ليس إلا قلة منها.
لذلك إسقاط السلطة الإنقلابية وتحقيق أهداف ثورة ديسمبر و بناء دولة مدنية ديمقراطية تحكمها مؤسسات وقانون ، و الدستور ليس مسؤولية لجان المقاومة أو الأحزاب السياسية فقط، إنما مسؤولية الشعب السوداني في المقام الأول صاحب السلطة الحقيقية في الدولة يفوض من يشاء و يستردها وقت ما يشاء بدون تردد أو وصاية.
أُكرِّر الجيش ليس وصياً على الشعب بل مهامه محددة و واضحة حماية الدستور و حدود الوطن ،عودوا إلى ثكناتكم .

آخر القول” سيأتي يومٌ و نفتخر فيه أمام الأجيال و نقول لهم أننا ثُورنا و أسقطنا أكبر طاغية دكتاتورية و لجنته الأمنية و هزمنا أعتى آلة موت قمعية و بنينا أكبر دولة مدنية ديمقراطية و ها أنتم اليوم تنعمون بها حقاً أنه فخراً لنا يا شعبنا العظيم.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
2 تعليقات
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Boss
Boss
1 سنة

كلام جميل جداً
بتمنا كل التقدم و التطور لي دولتنا السودان 🇸🇩

عبدالمالك ادم موسى
عبدالمالك ادم موسى
1 سنة

جميل جدا

زر الذهاب إلى الأعلى
2
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x