منوعات

ملامح الغنائية عند الشاعر الأُسطوري عوض جبريل “الحِس الإنساني الشفيف”

بقلم: مجدى عبد القيوم (كنب)

لي ذكريات مفرحه..ديمه العيون تفضحا..

الحنين البي ..
ليه ما قدرو..
العمر من وين يشتروا..
دوبو قاسي الوحده ..
يا قلبي الرهيف..
يا وليف الشوق ..
بقيت فاقد الوليف..
النساني وباع خلاص..
حبي الشريف..
الكلام البينا..
كيفن ينكرو..
العمر من وين يشترو..
ما من شاعر يجعلك تحتار …حيرة مقتفي الاثر عند حافة النهر…علي قول الزعيم الخالد..نقد..كعوض جبريل، فهذا الابنوسي فخيم العباره جزل المفرد يحلق في سماوات من الطرب الروحي في اي نص يكتبه او بالاحري يكتبك فيه فالنص الغنائي يدخل الي شغاف النفس كلما دنا من حالتك في لحظة محدده او عبر عنها.
حلق ..عوض جبريل..بجناحين من نغم وطرب في كل لحظة تجلي احساس نفسي ينتاب المرء فهو في رائعته..الحنين البي..يكاد يجعل روحك تخرج فرط الاشتياق ولوعة الوجد وكان الحنين عاصفة هوجاء تضرب كيانك فتجعلك اطلال انسان ، انسان شفه الوجد وبرح به الشوق واضناه الحب ولعله بات يرعي الانجم وربما هام ساهما ورعي..غنم ابليس..ايضا علي قول حبوباتنا ايام عز الشلوخ ودق الشفاه والزمام .. ايام .
لي حبيب يا ناس ..
اشوف شلوخو يلالو..
مع الظلام تشتاق ..
الزهره تدلالو ..
في الاغنيه المشهوره..كم نظرنا هلال..
في تلك الايام كانت الشلوخ قيمه جماليه قبل ان تتبدل الي قيمة قبح ويصير الغناء للساده اي المراه الغير مشلخه..
يا جميل يا ساده..
حبك ملكني زياده..
عند ..حسن عطيه..
او رائعة ..احمد المصطفي..
يا حبيبة كلميني..
بالريده الميني ..
في ايام سحارة الحبوبات كان القرمصيص رمزا للعشق وتلبية نداء الطبيعه وكنا نسمع ان غزوات وفتوحات ومعارك طاحنه دارت تحته ربما تركت اثرا حتي علي ..عنقريب المخرطه..ومثلما كانت ..اني هيئت لك..دخانا كثيفا و..خمره..و..دلكه.. كان التوب زهو المرأه وهكذا مثلما جعلت ..الخمره..الادروب الاسمر..ابو امنه حامد..يتحفنا..بوشوشني العبير..كذلك جعل الثوب..شاعر الفخم عوض جبريل..يكتب لست الثوب..
شفت التوب ..
ومالاقاني اجمل منو..
بس دا التوب..
سيد التوب يكون كيفنو..
تلك الاغنيه التي غناها ..عركي..ونشر روعة اللحن و..فراهو..علي جيد الاغنيه السودانيه كما روعة توب ..عوض جبريل ..وكت في السمحه يتشرا..
هام الشاعر الابنوسي الفخيم وجدا وعاش عمره صبابة وشرب من كاس الطرب خمرا دهاقا من قنان معتقه فما من ملمح جمالي الا والتقطه وهاهو يسافر في بريق اللحظ مثل ..مبارك بشير..في ..عويناتك..ولكن شاعرنا المفتون بالجمال رمي اللوم علي العين النجل في رائعته..سبب الريد..
سبب الريد..
عينيك وعينيا..
هم الجارو عليك..
وعليا..
سبب الريد ..
عينيك فتاكا..
وترمي الزول ..
مجبور في شباكا..
لي عينيك..
عيني وروني..
وديمه علي رامياني..
عيوني..
يا لروعة العتاب ويالها من ..وقعه..لقد اتعبت الاسمر الفخيم عيونه وادخلته من مازق الي اخر حتي اعتاد منها ذلك..ديمه علي رامياني عيوني.. ومع الاشواق التي برحت به الا انه يخشي تلك المقل..
بشتاق ليك..
واتدفق ريدا..
ومن عينيك ..
اخاف تهديدا..
يا له من ..جبن..محب رغم ان له آمال واماني بعيده وله في القلب للحبيب ..محبه شديده..
في مساءات الخرطوم حين كانت ترفا ونغما قبل ان تسطو عليها خفافيش الظلام واعداء الحياه الذين يجمعون المبالغ الطائله ..لحسن الخاتمه..ويستنكفون ان تجمع التبرعات لشارع الحوادث..
في تلك الايام ..ايام..الخرتوم بالليل..ازدهرت الاغنيه وكان الابنوسي الاسمر احد فرسانها الاماجد شعرا ولحنا فمثلما كان شاعرا ضخما كان ملحنا بارعا ذو عبقرية مدهشه .
ليت شعري …لو املك من الدنيا شروي نقير حتي لتوسط تمثال ..عوض جبريل..باحة وسطي تطل علي مرمي البصر ومد الافق..
هالتني النزعه الانسانيه الطاغيه جعلتني ابكي كلما استمعت ..ما تهتمي للايام..فما اجمل ذلك النفس الانساني وما احلي تلك الانشوده التي بحق من فرائد الشعر السوداني لما تجلي فيها من فلسفة للحياة..
عندما تستمع لتلك الاغنيه يخال اليك ان تلك المياه التي تدفقت من السيل وجرفت تلك الجدران، انما هي دموع هطلت من مآقي الشاعر شفيف الروح لا من السماء وان التي تهدمت نفسه لا الجدر وتحطمت جراء الاحساس العميق دواخله .
في تلك الاغنيه الخالده والتي منحها اللحن عذوبه علي عذوبه وحلاوة علي طلاوه نتبين فلسفة الحياه عند الابنوسي الفخيم التي حولت المأساه الي نغم مفرح وبشرت باستمرارية الحياه مهما كانت النوازل..
ما تهتمي للايام..
ظروف بتعدي..
طبيعة الدنيا زي الموج..
تجيب وتودي..
يا لروعة الابنوسي الفخيم وهو يقول..
سبيل الزول ..
عشان يفتح طريق..
يا دوب..
يكون زادو البشيلو معاهو..
شوق مشبوب…
ويا لعمق فلسفة الحياه في.
ظروف بتعدي..
عشانا القي انتصارو..
يا زمن محبوب..
يطوق المره..
ويتوشح بصبر ايوب..
ما تهتمي للايام..
اصلو الناس حياتا ظروف..
بتتحكم تغير..
كل خط مألوف..
يا لروعة الصياغه لفلسفة الحياه وهل الحياه الا فرحا وترحا وحقيقه..
مصيرو الزول..
حياتو يا ما فيها..
يشوف..
وفي دنايا بنلاقي..
الفرح والخوف…
لشد ما يدهشك هذا العبقري عالي الموهبه بجزالة عباراته وعمق نظرته للحياه واحساسه العالي بها..
جمال الدنيا ..
في بسمة سرور وجمال..
وفي فرح الخواطر الطيبه ..
في الآمال..
وفي شروق الصباح..
في بسمة الاطفال..
ومهما تظلم الايام..
ضياها الفأل..
ما تهتموا للايام..
ظروف بتعدي..
يا لعمق الفلسفه في تلك الغنائيه الباذخة الطرب لهذا الابنوسي المدهش الذي يجعلك تحتفي بالموهبه والفطره والحس الانساني العالي..
..عوض جبريل..ابنوسي و..زول..اغبش يتسلق دواخلنا كما يتسلق ..السقاله..صباحا وهو يحمل مسطرين وطالوش ليبني بيتا كما يصنع بشعره العذب مدللا علي ان الموهبه هي سر الابداع وان التحزلق والتأنق ورفع الحاجب وشارات اليدين وبناطلين الجينز و..بريم الشعر..لا يخلق منك شاعرا ان كنت عاطلا عن الموهبه..
عوض ..تتغشاك الرحمه بقدر ما امتعتنا.

“كتب في ٢٤ اغسطس ٢٠١٥م”

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x