مقالات الرأي

ياسر عرمان هلا تمهلت (3)



بقلم: الصادق علي حسن

بالرجوع إلى مقال الأستاذ ياسر عرمان بعنوان بنادق ابريل ، خصما على الدولة والثورة والسياسة ،مع من نقف وأي حل نريد ؟ المنشور بتاريخ 5/ 6/ 2023 وذلك بغرض المواصلة في استعراضه ،تبين لي بان مرتكزات استراتيجية المؤتمر الوطني التي ذكرها ياسر عرمان في مقاله المذكور في ست فقرات وليست خمس، وقد تناولنا في مقالنا السابق الفقرتين (أوب) ، وفي هذا المقال نستعرض بقية الفقرات (ج,د,ه‍ ،و) ، لم يحدد عرمان في المقال المذكور مرجعية حصوله على المعلومة لهذه المرتكزات ، وبهكذا عرض قد تكون أقرب إلى التصورات الذاتية.
في الفقرة (ج) حول مرتكزات المؤتمر الوطني الإستراتجية بحسبما ذكر عرمان الآتي (حول عزل قوى الكفاح المسلح وتخريب العلاقة بينها وبين قوى الثورة وأستدراجها عبر عروض السلطة والمناصب والنجاح مع جماعة الموز لتخريب الإتفاق الإطاري وإن هنالك تحالف غير معلن بين قيادات الكفاح وأمراء الحرب)، وما يلاحظ ان عرمان في خاتمة الفقرة المذكورة أكد وجود تحالف غير معلن بين قيادات الكفاح المسلح وأمراء الحرب ، كما ووقع في لبس عند استخدام مصطلح الكفاح المسلح، والمعلوم انه وبمجرد إنحراف المكافح عن مسار مشروع كفاحه المسلح، يتحول هو نفسه إلى أمير حرب ، وحيثما حدث تحالف بين قادة الكفاح المسلح مع أمراء الحرب كما ذكر عرمان ، تلقائيا يتشاركان معا في أمارة الحرب,، وهنا مارس عرمان التجزئة في غير مكانها الصحيح .
في الفقرة (د) ذكر عرمان الآتي (تخريب العلاقة بين قوى الثورة نفسها واستخدام المنصات الإعلاميةوعملاء الأجهزة واستغلال أخطاء قوى الثورة)، ما ذكره عرمان من الفقرة المنقولة هي من العيوب العامة وظواهر الممارسة السياسية الحزبية السودانية، وبعد عقود من الزمان لاتزال التنظيمات السياسية كحالها، لم تقو أو تتحصن من الممارسات غير الرشيدة ، ولكن أخطاء قوى الثورة التي تحدث عنها عرمان ليست بأخطاء كبيرة، وهي بمثابة الأخطاء البسيطة والقليلة من شباب في مستهل أعمارهم كما وغالبيتهم لا زالوا في بداية عهدهم بالنشاط السياسي كما وتشفع لهم الإنجازات الكبيرة والتضحيات التي قدموها في سبيل بلادهم ، وبالكاد هنالك أخطاء بل هنات ، أما الخطأ الكبير المرتكب فعلا انها تركت قوى الحرية والتغيير لتشغل مهمة تمثيل قوى الثورة فأستغلتها اسوأ استغلال وفي مساومة العسكر بشعارات الثورة ومطالبها (حرية ،سلام ،عدالة) لدرجة شمول مساومتها حتى بتضحيات مجزرة فض الإعتصام .
في الفقرة (ه‍) ذكر عرمان الآتي (استغلال بعض قيادات الإدارة الأهلية والدفاع الشعبي في أختطاف بعض القضايا العادلة وقفل الطرق والمشاريع الحيوية) وما لم يبحثه عرمان وزملاؤه أو يقوله في مقاله المذكور ان إتفاق جوبا قد كَرس لتنامي ظاهرة الإستقطابات الجهوية والقبلية كما في حالتي الشرق ووسط البلاد وزاد ذلك الإتفاق من وسعة حدة الإحتقان والتنافس والإستقطاب بين مكونات الشرق وقبائل البجة حتى كادت الحرب ان تقع بين بعضها، كما وفي الإقليم الأوسط وبغض النظر عما يعنيه الإتفاق لإنسان الإقليم الأوسط ، وقد كان للوسط وسائله في مناهضة النظام البائد ولم يكن من بينها السلاح ، من نتائج إتفاق جوبا صار التوم هجو بقدرة قادر ومنفردا وصيا على كل الإقليم الأوسط فساد التذمر وطفح ببروز اصوات الكيانات القبلية الرافضة .
في الفقرة (و) ذكر عرمان الآتي (كسب قوى خارجية بتقليب أطروحة الأستقرار ضد الديمقراطية والحفاظ على الدولة على حساب الثورة)، وبالنظر فيما جاء بمضمون الفقرة المنقولة، الصحيح ان كل العالم قام بدعم ثورة ديسمبر المجيدة وأحتفى بها ولكان أخطاء قوى الحرية والتغيير الكارثية هي التي شككت في مدى قدرة السودانيبن في الحفاظ على استقرار الأوضاع والعبور ببلادهم إلى تحقيق التحول الديمقراطي، ومن ضعف قيادات قوى الحرية والتغيير ولجت عناصر المؤتمر الوطني من الفراغات لتنشط في زعزعة الأوضاع بعد ان كانت لفترة طويلة عقب نجاح الثورة وجلة وظلت مختبئة وغير قادرة و أطلت برأسها بعد ضعف إدارة قوى الحرية والتغيير للدولة والتي باتت مطية للعسكر قبل الإنقلاب عليها .
السؤال الثالث :
سأل الأستاذ ياسر عرمان السؤال الأهم بالقول (هل نقف مع الدعم السريع ونصمت عن انتهاكاته)وفي تناوله للحيثيات ذكر عرمان الآتي ( أولا نقف ضد الإفلات من العقاب وندعو للعدالة والعدالة الإنتقالية ومع الإعلان الذي خرجت به ورشة العدالة الإنتقالية ، وعملنا لوقف الحرب قبل وقوعها ،وحتى فجر 15 أبريل التقينا بقائد القوات المسلحة في منزله وكذلك تم التواصل من قبل اللجنة مع قائد الدعم السريع ونائبه واتفق الطرفان على لقاء لجنة تضم الدكتور الهادي إدريس والأستاذ الطاهر حجر والفريق الطاهر عابدين واللواء عثمان حامد لتفادي الحرب وحل الخلاف بلسان وليس بالأسنان بينما كانت الجماعة تدعو إلى الحرب)، أقوال ياسر عرمان تؤكد بان الحرب لم تندلع فجاءة بدليل انهم كانوا على اتصل مع الطرفين لإيقافها قيامها ، بل وكانوا مع البرهان حتى فجر يوم 15 أبريل يوم نشوب الحرب ، مما يعني ايضا بان ياسر عرمان واللجنة التي ذكرها برئاسة د الهادي إدريس والطاهر حجر تعلم تماما بدقائق تفاصيل الحرب ومع ذلك اختفى عرمان كما واختفت اللجنة المذكورة ولم يظهر لها من أثر الا يوم أمس حينما تعرض المنزل الحكومي الذي يقيم فيه الهادي إدريس رئيس الجبهة الثورية بكافوري والذي غادره منذ فترة للقصف الجوي، وظهر بيان الجبهة الثورية السودانية ممهورا بتوقيع اسامة سعيد يوم 8/ 6/ 2023م ، الجبهة الثورية التي ظلت ملتزمة بالصمت وآلاف الشهداء سالت دماءهم وآلأف الآلأف صاروا جرحى ومفقودين ونازحين ولأجئين بدول الجوار، والجبهة الثورية السودانية التي ظهرت مؤخرا مهمومة بمنزل غادره صاحبه ليبحث عن أمنه وسلامته الشخصية ودون اي ذكر في البيان المشار إليه لمسؤولياته تجاه مواطنيه وهو رئيس اللجنة المناط بها السعي لإيقاف الحرب قبل قيامها بحسبما ذكر عرمان . نواصل

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x