مقالات الرأي

مليونية 30 يونيو.. الثورة مستمرة

بقلم: خالد آدم (قانون)

 نهتف بأعلى  صوت الثورة  لن تنهار 

   الثورة هي الخروج عن الوضع الراهن بدافع عدم الرضا أو التطلع لواقع أفضل وهدفها هو التغيير ولايشترط بفترة زمنية محددة.
وصف الفيلسوف الإغريقي أرسطو شكلين من الثورات في السياقات السياسية إلى:
_ تغيير الدستور كله.
_ تعديل لدستور موجود. 

    الثورة في تعريفها المعاصر هو إندفاع عنيف من جماهير الشعب نحو تغيير الأوضاع السياسية ،الإجتماعية و الإقتصادية تغييراً أساسياً .
فالثورة تدرس كظاهرة إجتماعية سياسية تقوم بها جماعة ما بهدف تغيير الواقع و إنتقال السلطة للثوار ، ولا شك هذا التغيير يبدأ من الفرد نفسه متمحور في الوعي بماهية التغيير وتهدف الثورة إلى التغيير في كافة فضاءات الحياة العلمية، الإجتماعية ،الثقافية الصناعيةو السياسية.
  الثورة السودانية هي مثال للوعي الثوري لدى الشعب   السوداني  في حالة متزايدة جداً ،  لأن الواقع المأزوم علمت الشعب  كيف يُطالب بحقوقه.
  فمنذ بداية تأسيس الدولة وفِطامه من الإستعمار الخارجي و بقاء الوصي الداخلي،  لم يتم تأسيس الدولة على أساس المواطنة المتساوية بل تم تشكيلها وفق مشاريع طائفية تعمل على تكريس للوعي الزائف الذي صار فيه الشعب ضحية تلك النخب ، وقام بثورات للكفاح السياسي المدني والمسلح في أقاليم محددة ، و إمتداداً لذلك النضال الطويل جاءت ثورة ديسمبر ٢٠١٨م فخرج الشعب السوداني من كل أزقات الوطن المجروح يهتف ويغني و يثور ضد الطغاة الذين مكثوا في سدة الحكم لعقود غاشمة و إستخدم كل أليات القهر ،التعذيب ،القتل وكل أصناف المعاناة ضد أبناء الشعب السوداني ، لكن الشعب أوقد شُعلة الثورة تحت شعار{ حرية_ سلام _وعدالة مدنية خيار الشعب}. 
 توحد صوت الشعب في هتاف واحد (تسقط بس ) هكذا كان لهيب الثورة تعِج في ربوع الوطن الحبيب  وفي أبريل ٢٠١٩ سقط ذلكم النظام بإرادة شعبية ولكن قحت قد ساومت في توقيعه مع اللجنة الأمنية للبشير بتوقيعهم لوثيقة دستورية الذي أسس لشراكة بينهما ، رغم أنّ  صوت الشارع يهتف بمدنية 100%  إلا أنهم إخطتفوا المشهد ، وفي أكتوبر ٢٠٢٠م وقعوا إتفاق جوبا لتقاسم المناصب الذي زاد الطين بل، و إختلفوا في كيفية توزيع المناصب.
أسس ذلك لإنقسام بين القحتيين ، وإختلقوا إعتصام القصر الممهد لإنقلاب ٢٥ إكتوبر الذي راح ضحاياه في الخرطوم وحده أكثر من ١٠٠ شهيد وعدد من المصابين والمعتقلين،  ومع ذلك ما زال الشارع حي والثورة مستمرة. الميلونيات والمواكب الثورية في إستمرار رغم القمع ولكن الشعب مؤمن بأن التغيير ومدنية الدولة لا جدال فيها .
    تاتي الدعوات لمليونية ٣٠يونيو في ظروف شديدة التعقيد حيث القحت و جزء من القوى السياسية تجري  حوار مع العسكر لتأسيس شراكة جديدة عبر مبادرة الآلية الثلاثية التي تكلل بالرفض من قبل الشارع الثائر و بالخلافات الداخلية ، مما أدى إلى إنسحاب الإتحاد الإفريقي لأسباب يراه هو مع العلم التام أن الحل للأزمة السودانية لا يمكن أن يأتي من المجتمع الدولي ، لأن هناك تجارب كثيرة كلها باتت بالفشل ، المهم في الأمر أن الحوار السوداني السوداني الذي تطرحه الآلية الثلاثية هذا ليس توقيته المناسب لأن الدولة في ظل حكومة إنقلابية غير شرعية وبالمقابل تمسك   لجان المقاومة وقوى الثورة الحية بالخروج لوضع اللمسات الأخيرة لتشييع الإنقلاب في ٣٠ يونيو والتمسك باللاءات الثلاثة من أجل إسقاط الإنقلاب ،مدنية الدولة و إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين. 
فالخطوة الأولى هي إسقاط إنقلاب ٢٥ اكتوبر ومن ثم التأسيس لفترة إنتقالية مدنية من أصحاب الكفاءات غير الحزبيين مشهود لهم بمناهضتهم للأنظمة المستبدة وعبره يمكن أن نأسس  لأرضية خصبة كلنا كشعب سوداني لحوار سوداني سوداني جامع يشارك فيه كل ألوان طيف الشعب السوداني بإستثناء حزب الموتمر الوطني و واجهاته لمناقشة جذور الأزمة السودانية ووضع مبادئ وطنية تأسس لدستور قومي دائم تمهيداً لإنتخابات حرة ونزيهة.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x