الحوارات

حوار الأستاذ عبد الواحد نور رئيس حركة/ جيش تحرير السودان مع “الحراك السياسي” (2-2)

*الانقلاب سيسقط سقوطاً داوياً .. وحراك الشارع يستطيع إسقاط مئات الانقلابات

*الآلية الثلاثية تحاول معالجة الأزمة السياسية بعقلية الصفوة .. ولن يكون لديهم حلول

*هناك حوارات سرية بين الانقلابيين وقيادات (الحرية والتغيير)

*الأحزاب ليس لديها مشروع وطني .. وتسببت في معاناة الشعب السوداني

في الحلقة الأولى من الحوار مع (الحراك السياسي)، تحدث، رئيس ومؤسس حركة/ جيش تحرير السودان، عبد الواحد محمد أحمد النور، حول رؤية الحركة لإسقاط الانقلاب، وقدم شرحاً تفصيلياً لقضية الحوار (السوداني ـ السوداني) الذي تتمسك به حركته.
ومضى عبد الواحد، في هذه الحلقة في استعراض الخطوات التي من شأنها تحقيق التغيير الذي ينشده السودانيون، وشدد على ضرورة توحيد الجهود لإسقاط الانقلاب. وبدأ عبد الواحد واثقاً من حتمية سقوط الانقلابين، وقال إنه سيسقط سقوطاً داوياً دون أدنى شك.
وأيضاً توقع أن تفشل الآلية الثلاثية لإيجاد حل للأزمة السياسية، وأشار إلى أنها لا تفهم طبيعة الأزمة السودانية، وقال إنها تحاول معالجة المشكلة بعقلية الصفوة… فإلى مضابط الحوار:

حوار ـ عمار موسى

*برأيك .. كيف السبيل لإسقاط الانقلاب؟

لإسقاط هذا الانقلاب، نحتاج أننا نتوحد مع الذين ينشدون التغيير لتأسيس دولة، لمخاطبة حاضرنا ومستقبلنا القريب والبعيد، والحادبين على التغيير وهم كثر (الشفاتة والكنداكات والجيل الراكب راس ولجان المقاومة والتنظيمات السياسية والثورية والعسكرية، الذين يريدون تغييراً حقيقياً .. علينا التوحد في مشروع وطني، لتكوين حكومة مستقلة وفق برنامج انتقالي يخاطب جذور الأزمة السودانية التاريخية، وأيضاً يجب أن يكون هناك برنامج سلام شامل لكل أنحاء البلاد، وبرنامج اقتصادي واضح، وبعدها نعمل على خلق مؤسسات وطنية ابتداءً من المؤسسات العسكرية والأمنية ومؤسسات سيادة القانون والمؤسسات الاقتصادية والتعليمية والصحية وتوفير البنيات التحتية للدولة الحديثة، هذا هو البرنامج البديل والذي على ضوئه نسقط الانقلاب.
وأيضاً “الذين قاموا بالانقلاب كانوا خداماً طائعين، لا يستطيعون الوقوف أمام البشير (في عينو)، لكن الشعب السوداني انتفض و(عمل ليهم الحكاية دي)، و(الناس الاختطفوا الثورة أكثر ناس كانوا يعطوا البشير عُمر إضافي عن طريق الهبوط الناعم) .. وأنا واثق أنه بإرادتنا وبإيماننا العميق قادرون على تغيير كل شئ، ولو اتبعنا هذه الإجراءات سنسقط الانقلاب بلا شك.

*الحراك الثوري في الشارع الآن هل بإمكانه إسقاط الانقلابيين؟

بالتأكيد .. سيسقط هذا الانقلاب سقوطاً داوياً بدون أدنى شك، وأيضاً سيسقط مئات الانقلابات إذا جاءت مرة أخرى، وهذا الحراك هو الذي أسقط البشير سيدهم وهم كانوا أدواته.

*رسالة توجهها للثوار وهم يناهضون الانقلاب من الشارع؟

أولاً .. يا الثوار الأحرار، حتى تستطيعوا إسقاط هذا الانقلاب عليكم أن تؤمنوا وتثقوا في أنفسكم أنكم قادرون على إسقاطه.. (يا جماعة أي زول بقوم بمشروع ما واثق من نفسه) لا يستطيع أن يعمل أي شئ، وأنا أثق يا ثوار أنكم واثقون من أنفسكم بأنكم قادرون على إسقاط الانقلاب.
ثانياً .. الوحدة، الوحدة، الوحدة، لأن الانتهازيين والصفويين يأتون دائماً لتشتيت أفكاركم، عليكم بالتوحد، وأنتم جيل يريد حاضراً ومستقبلاً قرياً وبعيداً لوطنكم. وأيضاً أنتم متحررون من أمراض الكبار ووحدتوا الوجدان السوداني كله. لذا عليكم بالتوحد (كنداكات والشفاتة وملوك الاشتباك ولجان المقاومة وغاضبون) .. وحدة قائمة على مشروع ومصير ووجدان وهدف واحد، وبعدها ستسقطوا أي حاجة ومافي حاجة بتقيف قدامكم، فقط أثقوا في أنفسكم.

*هناك مساعٍ للآلية الثلاثية (الاتحاد الأفريقي وبعثة الأمم المتحدة يونتامس وإيغاد) لحل الأزمة السياسية .. بحسب قراءتك للأوضاع هل بمقدروهها تقريب وجهات النظر؟

لن يتمكنوا من ذلك .. لأن تلك الآلية لا تفهم طبيعة الأزمة في السودان، وبالنسبة لـ(يونتامس) فقد التقى السيد فولكر مع الصفوة من الحكومة والمعارضة وملكوه أفكارهم المعطوبة والفاشلة، والآن يحاول معالجة المشكلة بعقلية تلك الصفوة التي أدخلت السودان في كل هذه الأزمات، وللأسف هو صار جزءاً من الأزمة ولن يكون جزءًا من الحل.
أما الاتحاد الأفريقي والإيغاد أنت تعلمهم، ليس لديهم أية علاقة بأزمة السودان، والسودان بالنسبة لهم عبارة عن الخرطوم، فالصفوة التي اختطفت المشهد السوداني. هم سبب الأزمة منذ 1956م حتى اليوم، فمن الطبيعي أنهم لن يكون لديهم حلول.
الأمر الثاني .. لا يمكن أن تكون هناك حلول في ظل الانقلاب .. ولولا تلك الثورة العظيمة لما كانت هناك آلية، لكنهم بدلاً من معرفة أسباب الأزمة السودانية الحقيقية يذهبون للذين تسببوا في الأزمة.. ولن تنجح أي بعثة في السودان لأنها تجلس مع الذين اختطفوا المشهد وليس مع الثوار للاستماع لأسباب الثورة وأهدافها، فهناك ثوار في الشوارع الآلية لم تجلس معهم لمعرفة لماذا ثاروا؟ وبحث الحلول معهم، لذلك من الطبيعي لن يتمكنوا من حل الأزمة. وإنما يعملون على تسكين الأزمة باتفاقات مثل الوثيقة الدستورية والعمل على اقتسام السلطة، وما يمهد لأن تكون هناك موجة أخرى للثورة.

*الآلية الثلاثية .. تتبع نهج الحوار (السوداني السوداني) الذي تتحدث عنه وطالبت به؟

الحوار (السوداني ـ السوداني) نادت به حركة تحرير السودان وليس أنا، لكن نجاح الحوار يعتمد على عدم وجود انقلاب، بأن تكون هناك إرادة سودانية في جو ديمقراطي دون أن يكون هناك شخص (رافع سيفه على الشعب)، أو نصب نفسه (ألفة) على الناس، كما يفعل الآن العسكر، وهذا الأمر أحد أسباب نجاح الحوار (السوداني ـ السوداني)، والمؤسف جداً أن السيد فولكر جلس معنا في وقت سابق وطرحنا له فكرتنا في إيجاد حل جذري للأزمة السودانية عبر حوار سوداني سوداني داخل الوطن، وطلبنا منه مساعدتنا في المشاورات بخصوص الحوار، لكنه اعتذر بحجة أن هذا ليس من تفويضه، واليوم بدون خجل منه يتبنى الحوار السوداني السوداني، ولكنه لن ينجح لأنها ليست فكرته ولا فكرة الذين طرحوها له.

*قوى الحرية والتغيير فشلت في إدارة الدولة؟

(الحرية والتغيير) هم جزء من الأزمة، وليس جزءاً من الحل، لذلك أي شئ قاموا به فاشل، لكن على كل حال طالما أنهم جزء من الواقع السوداني فليرونا مساعيهم الجادة في إسقاط الانقلاب وليس توقيع مساومة جديدة، نحن نؤمن بالأفعال وليس الأقوال ..
إن أكبر أزمة تواجه البلاد بعد العسكريين، هي عقلية الحرية والتغيير، لأنهم يمثلون قوى الهبوط الناعم على مدى سنوات، حيث كانوا يمنحون نظام البشير الشرعية.
وكما أن قيادات الحرية والتغيير، هم الذين اختطفوا المشهد، وعملت التسوية مع العسكريين، وخذلوا الثوار، وحولوا مشروع الثورة إلى محاصصات، وهم السبب الرئيس في هذا الانقلاب، والآن يجرون حوارات سرية مع الانقلابيين، لكن الجيد أن الشعب السوداني عرف كل شئ، وكما يقول الشاعر: (لا تمدحنَّ امرأً حتى تجربه ـ ولا تذمنه من غير تجريب) .. الآن الشارع جربهم وفي تقديري حكم عليهم بالفشل، ولا أعتقد أن هناك شخصاً يستطيع غش الشعب السوداني مرة أخرى، لأن الشارع أوعى من العقلية الصفوية ومن كل المطروح سياسياً، ويتفوق عليهم بسنوات ضوئية، وهو يمتلك زمام المبادرة.

*هناك حديث عن أن بعض الأحزاب تتجه للتسوية مع الانقلابيين؟

طبعاً يا أستاذي الجليل .. هنالك أحزاب هي سبب الفشل الكبير منذ العام 1956م حتى اليوم، وتعاقب الانقلابات، وكذلك معاناة الشعب السوداني سببها الأحزاب، لأن تلك الأحزاب صنعها المستعمر للحفاظ على مصالحه.
ولأنهم ليس لديهم أي مشروع وطني، لفظهم الشارع لفظاً تاماً، لذلك لن يكون لهم حياة إلا مع الانقلابيين، لأنهم الاثنان رفضهم الشارع .. ويريد تغييرهم وخلق واقع جديد.
والانقلابيون جسم غير شرعي، والأحزاب فقدت السند الشعبي، لذلك ينتظرون المجتمع الدولي يأتي لشرعنة شراكة جديدة، تحت ستار التوافق، كي يمثل ذلك مخرجاً للانقلابيين والمختطفين، ولإنتاج أزمة جديدة، وأرجو من الشعب أن يرفض بشكل قاطع أي حلول فوقية أو تسويات جزئية، كما هو الحال في الوثيقة الدستورية والفشل الذي صاحبها. ويجب أن تكون الحلول للشعب السوداني، ويأتي ذلك بإسقاط الانقلاب، بوضع أسس حقيقية لبناء الدولة، لمعالجة أسباب الحرب والفقر ورفع معاناة الشعب بصورة نهائية وأبدية، لبناء مرتكزات دولة عملاقة حتى نستمتع بوطننا، ولا نعاني من هذه الويلات غير المنتهية.

*فرص نجاح ميثاق سلطة الشعب الذي وقعته تنسيقات لجان المقاومة؟

الميثاق في حد ذاته به ملامح جميلة جداً، لكن يجب أن يخرج من فلك العاصمة والمركز على أن يشمل كل تنسيقيات لجان المقاومة في الولايات، لأن السودان بلد عريض، وما لم يشمل كل السودانيين وكل لجان المقاومة والثوار لا يمكن أن يكون هناك حل لأي قضية، والميثاق في حد ذاته شئ جميل وبه جهد عظيم وراعى لأشياء كثيرة، لكن يجب أن يكون أشمل لكل السودانيين، لأن كل الثوار في السودان عندهم الحق في وضع حلول لقضاياهم.

*هل بمقدور لجان المقاومة إخراج العسكر من المعادلة السياسية؟

طبعاً بكل تأكيد .. لجان المقاومة يجب أن يكونوا ممثلين لكل السودان، بتمثيل حقيقي وليس شكلياً أو انتقائياً، لأنهم قادرون على إسقاط العسكريين، وإسقاط أي شخص يسعى للتسوية أو الحلول الجزئية، أو ثنائية قائمة على المحاصصات.

*ماهي التحركات الدولية التي يجب أن تكون لعزل الانقلابيين؟

نحن في حركة تحرير السودان، نقول إن أية أزمة لأي بلد يقوم بتحديدها الشعب، والعمل على وضع الحلول، بعدها تأتي دول العالم أو الإقليم الذي حولك للمساعدة في حل تلك الأزمة، لكن يجب أولاً الاعتماد على الذات، ومن ثم يأتي دور العالم أو الإقليم لمساعدتنا وفق رؤيتنا للحل، وليس هناك أدنى شك، أن للمجتمع الدولي مصالح، سواء في بلدنا أو أي بلد آخر، لكن من المهم أن تكون مصلحتنا هي الأولى، بعدها تأتي مصالح الإقليم أوالعالم من حولنا في المرتبة الثانية. لذا إذا جرب المجتمع الدولي الضغط على الانقلابيين بالعزل أو فرض العقوبات، سيكون هذا الأمر جيداً، لكن يجب أن نثق في أنفسنا أولاً.

*الحركة تعمل بمفردها .. ليس لديها تنسيق مع أي مكون أو تحالف مع قوى سياسية؟

الحركة تعمل منذ تأسيسها مع الشعب السوداني، ولدينا تنسيق مع الشعب، بدليل أننا لدينا وجود في رقعة شاسعة من البلاد، وهذا يعود لمشروع نضال امتد لأكثر من 21 عاماً، وكذلك لدينا تحالفات مع الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة الحلو، وأيضاً نعمل في تحالفات كبيرة جداً مع أجسام شعبية ومدنية كبيرة جداً وقوى حديثة مؤمنة بالتغيير لدينا معها تنسيق ونعمل مع بعض، لأن مشروعنا مبني على التغيير الحقيقي وليس الشكلي، لذلك أقول إن الحركة لا تعمل بمفردها.

مقالات ذات صلة

2 2 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
عبدالمالك طه
عبدالمالك طه
1 سنة

تحية ليكم رفاقي العظماء أنها الثورة حتي النصر نقاوم ولا نساوم

زر الذهاب إلى الأعلى
1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x