الحوارات

حوار خاص: مع الناطق بإسم “حركة/ جيش تحرير السودان – قيادة عبد الواحد نور” لـ”دوت أفريقيا”: ما يحدث في السودان صراع على السلطة

حوار خاص مع الناطق الرسمي بإسم حركة/ جيش تحرير السودان

■محمد عبد الرحمن الناير: الإتفاق الإطاري قسّم العسكريين والمدنيين

■أخشى أن يتحول الصراع الراهن إلى حرب أهلية شاملة

■لابد من عقد حوار “سوداني – سوداني” يؤدي لحكومة انتقالية مدنية

الخرطوم 18 مايو 2023

حوار – سيبويه يوسف

■أكد الناطق الرسمي بإسم “حركة جيش تحرير السودان – جناح عبد الواحد نور، أن ما يحدث الآن في السودان من قتال بين الجيش والدعم السريع هو نتيجة طبيعية لحالة انسداد الآفق السياسي الذي نتج عن اختطاف ثورة ديسمبر.
وأضاف الناير خلال حوارً خاص لـ “دوت أفريقيا” الصراع الراهن في مجمله هو صراع حول السلطة والهيمنة وبسط النفوذ، فضلاً عن مشاركة أيادي داخلية وخارجية، حيث أن كلا الطرفين لديهما حلفاء وداعمين محليين وآخرين من دول الإقليم والعالم، فهو لم يكن صراعاً سودانياً خالصاً، مما زاد من تعقيده، وإلى نص الحوار:

■ماهو تقييم الحركة للحرب في السودان؟

□مما لاشك فيه أن ما يحدث الآن في السودان من قتال بين الجيش والدعم السريع هو نتيجة طبيعية لحالة انسداد الآفق السياسي الذي نتج عن اختطاف ثورة ديسمبر، والذي بدأ عقب فض اعتصام القيادة العامة، ثم توقيع الوثيقة الدستورية والتي كرست للشراكة بين العسكريين وقوي الحرية و التغيير، مروراً بإنقلاب 25 أكتوبر 2021، ووصولاً إلى توقيع ما يسمى بـ “الإتفاق الإطاري” في 5 ديسمبر 2022، والذي قسّم العسكريين إلى معسكر البرهان، ومعسكر حميدتي والمدنيين جناح “المجلس المركزي – الحرية والتغيير” و”الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية” وقد كان هذا الاتفاق السبب الذي قاد البلاد إلى هذا الصراع.

■إذن كيف تقرأ الصراع الراهن؟

□الصراع الراهن في مجمله هو صراع حول السلطة والهيمنة وبسط النفوذ، فضلاً عن مشاركة آيادي داخلية وخارجية، حيث أن كلا الطرفين لديهما حلفاء وداعمين محليين وآخرين من دول الإقليم والعالم، فهو لم يكن صراعاً سودانياً خالصاً، مما زاد من تعقيده.

■كيف تنظرون لمآلات الصراع الدائر بين الجيش والدعم السريع؟

□لا أعتقد أن هنالك طرفاً سيخرج منتصراً في هذا الصراع، فالدولة والشعب هما الخاسر الحقيقي، لاسيما في ظل مقتل المئات لجهة من المدنيين، كما مرجح ارتفاع هذا العدد أضعافاً مضاعفة إذا لم تتوقف الحرب، أيضاً ما حدث أصاب البنية التحتية والمؤسسات والمرافق العامة بتدمير هائل، بفعل استخدام الطيران والصواريخ والمدافع في الأماكن العامة والأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس والمصانع والأسواق والمطارات وغيرها.
كما أرى أن هذه الحرب ستؤدي لإضعاف الطرفين، وأخشى أن تتحول إلى حرب أهلية شاملة، وفي حالة استمرارها سوف تمتد إلى دول الجوار الإقليمي وتصبح كارثة عالمية، لاسيما أن السودان له حدود طويلة ومفتوحة مع 7 دول وبينها قبائل ومجموعات سكانية مشتركة، فالدولة السودانية تقع في منطقة جغرافية تحيط بها كافة الحركات الإرهابية المتطرفة مثل “القاعدة، داعش، بوكوحرام، حركة الشباب، وجيش الرب الأوغندي” ومن ثم سوف يكون السودان بؤرة جاذبة لهذه الحركات الإرهابية التي تبحث منذ وقت طويل على بلد مساحته شاسعة لبسط نفوذها عليه ولتجعل منه قاعدة إنطلاق لعملياتها الإرهابية في أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا وبقية دول العالم.

■ما هي رؤيتكم في حركة جيش تحرير السودان لحل الأزمة السودانية؟

□الحركة منذ 2019 طرحت رؤية واقعية لحل الأزمة السودانية، التي تتمثل في عقد حوار “سوداني- سوداني” داخل السودان لمخاطبة جذور الأزمة التاريخية، بمشاركة جميع مكونات الثورة من الشباب والنساء والمجتمع المدني والقوي السياسية والحركات المسلحة والمؤسسات العسكرية والنازحين واللاجئين والرعاة والمزارعين والإدارات الأهلية والزعماء الدينيين والاكاديميين والمفكرين وكافة مكونات السودان السياسية والمدنية والشعبية ما عدا نظام المؤتمر الوطني وواجهاته، وكذلك التوافق على حكومة انتقالية مدنية بالكامل من شخصيات مستقلة وليس محاصصة حزبية، وأن تكون مقررات ومخرجات هذا المؤتمر برنامجاً ومشروعاً للحكومة الإنتقالية.
ولا زلنا نعتقد أن الحوار “السوداني – السوداني” هو الحل الأمثل والمنطقي والموضوعي للأزمة السودانية، بعد أن فشلت كافة الحلول السابقة التي دائماً تنتهي بتقاسم السلطة والثروة ومعالجة قضايا الأشخاص والتنظيمات الموقعة ولا تخاطب قضايا الوطن وتطلعات الشعب، ولا تخاطب جذور الأزمات التاريخية.
والدليل على ذلك، أن هناك 47 اتفاقية سلام قد تم توقيعها من قبل ولم تحقق السلام والإستقرار المنشود بل فاقمت من الأزمة إلى أن وصل بنا الحال إلى هذا القتال الدامي الذي يدور في الخرطوم.
ومن ثم لابد من إعادة
النظر في كافة الحلول الصفوية التي قادت السودان إلى الحرب والصراعات، وبات أقرب إلى شبح التفكك والانهيار أكثر من أي وقت مضى، وللوصول إلى محطة الحوار الذي نقصده لابد من وقف الحرب الحالية أولاً والإتفاقيات والتسويات التي أججت الخلافات وحرفت الثورة عن مسارها، وضمان وتنفيذ الخروج الكامل للمؤسسة العسكرية من العملية السياسية وتسليم السلطة للشعب عبر حكومة إنتقالية مدنية بالكامل مؤمنة بالثورة وأهدافها، تقرها وتكلفها قوي الثورة الحقيقية وليس الذين صنعوا هذه الأزمة عسكريين كانوا أو مدنيين.

■هل سينجح الحوار الإقليمي في إيجاد حلول لنزع فتيل الأزمة؟

□لا أعتقد أن الحلول المٌجربة مسبقاً يُمكن أن تجدي نفعاً في نزع فتيل الأزمة، فجميع ما يُطرح الآن من مبادرات إقليمية أو دولية لا يختلف عن المبادرات والحلول السابقة التي استخدمت كـ “مسكنات” ولكنها لم تحل الأزمة. فلابد من تغيير هذا المنهج والكف عن القراءة من كتاب الحلول الإفتراضية التي أثبتت فشلها في السودان والكثير من دول العالم.
لابد أن يكون الحل سوداني وبأيادي سودانية وأن يكون الدور الإقليمي والدولي مكملاً للجهود السودانية وليس العكس.

رابط الحوار:
https://dotafricanews.com/%D8%AE%D8%A7%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B7%D9%82-%D8%A8%D8%A5%D8%B3%D9%85-%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86/

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x